طلال سلامة من روما: لم يتأخر فالتر فلتروني، رئيس الحزب الديموقراطي اليساري، في الرد على الهجوم الذي شنه عليه quot;أرتورو باريزيquot;، وزير الدفاع السابق، متهماً الأخير باللجوء الى الواجهات الإعلامية لتفجير القنابل السياسية دون الاكتراث الى ما يسببه ذلك عليهم وعلى أحزابهم من فضائح. يذكر أن وزير الدفاع السابق يتولى منصباً هاماً في نفس حزب فلتروني إنما يبدو أنه بدأ يتحرك عكسياً ضد مصالح حزبه. كما ينتهز فلتروني الفرصة لاتهام حزب quot;قيم ايطالياquot;، الذي يرئسه القاضي quot;أنتونيو دي بياتروquot;، بخيانة المعاهدة المشتركة التي تم التوقيع عليها أثناء خوض الانتخابات السياسية في شهر أبريل(نيسان) الماضي. يعتقد فلتروني أن ايطاليا تخضع راهناً لقيادة سياسية تقودها عشوائياً نحو المجهول.
للآن، لم ينجح الحزب الديموقراطي في اعتناق منهج واضح وموحد. ويخشى المحللون من إصابة قلب ايطاليا اليساري بحالة من التشتت التاريخي مما سيقضي حتى على تلك الأحزاب التي تتمتع بتمثيل في البرلمان ومجلس الشيوخ. وتظهر الإحصائيات الأخيرة أن شعبية الحزب الديموقراطي تراجعت الى 30 في المئة. فيما تتأرجح شعبية برلسكوني بين 60 و67 في المئة. وهناك من يتهم الحكومة اليسارية السابقة بزيادة العبء الضريبي على دخل المواطنين لغاية 43 في المئة. على الصعيد السياسي، تتعالى الأصوات المتأتية من حزب برلسكوني التي تتهم فلتروني بالعمى السياسي نتيجة خسارته المدوية في الانتخابات. مما لا شك فيه أن فلتروني عاجز عن قيادة حزبه الى الأمام. كما أن حزبه يعاني من انقسامات داخلية عميقة. مما لا شك فيه أيضاً أن ايطاليا تعاني من أزمة اقتصادية ومدنية كبيرة يسعى فلتروني الى مواجهتها عن طريق تأسيس بديل لحكومة برلسكوني الحالية.
في أي حال، تسود حالة من الاستياء في صفوف ناخبي الحزب الديموقراطي الذي حاول رئيسه مباشرة حوار مؤسساتي بناء مع برلسكوني. برغم من الآمال التي وضعها فلتروني على خطوته الانفتاحية إلا أن برلسكوني بادله المبادرة عن طريق صوغ قوانين تخدم مصالحه الشخصية.
التعليقات