بغداد: تسلم الجنرال الأميركي ريموند أوديرنو خلال إحتفال رسمي مهمة قيادة القوة المتعددة الجنسيات في العراق خلفا للجنرال ديفيد بترايوس الذي عهد إليه بقيادة جبهتي العراق وأفغانستان. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرتغيتس قد وصل إلى العاصمة بغداد الاثنين في زيارة غير معلنة، هي الثامنة له للبلاد منذ توليه منصبه في قيادة البنتاغون في ديسمبر/كانون الأول 2006.
وتزامن وصول غيتس مع وقوع ثلاثة إنفجارات انتحارية، اثنان منها بسيارتين مفخختين وسط العاصمة العراقية بفارق عشر دقائق بينهما، ما أسفر عن مصرع 32 شخصاً وجرح العشرات. يُذكر أن الجنرال بتريوس تسلم مهامه في العراق في بداية 2007 في خضم تصاعد العنف الذي ترك العديد من المراقبين متشككين إزاء قدرة هذه القوات في استعادة الاستقرار.
وقال محلل الشؤون الدفاعية في مركز الدراسات الاستراتيجية في كلية quot;كينغزquot; بلندن مارتين نافياز: quot;أظن أن التاريخ سينصف الجنرال بتريوس كذلك المؤرخين العسكريين، باعتباره واضع استراتيجية عسكرية عظيمة..quot; وأضاف أن الوضع في العراق كان فظيعاً عندما تسلم بتريوس مهامه، لافتاً أن الأخير quot;دعم خطط تعزيز القوات الأميركيةquot; بـ31 ألف جندي إضافي. ومنذ قيادة بتريوس القوات الأميركية في العراق شهدت البلاد تراجعاً في حدة العنف الطائفي.
ووفق الجيش الأميركي تراجع العنف من 60 حادثاً في الأسبوع إلى ما تصفه في الوقت الراهن quot;بالمستويات غير الجديرة بالاهتمام..quot; كذلك تراجعت أعداد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي، ففي عام 2007، لقي 906 جنود مصرعهم في العراق، وهي أسوأ سنة لهذه القوات في العراق، بينما وحتى يوم الاثنين أي بمرور قرابة تسعة أشهر من هذا العام، سقط 248 قتيلاً فقط في صفوف القوات الأمريكية العاملة في العراق.
لكن ومع مغادرة بتريوس العراق، فإنه أول من يقر بأن مستقبل العراق مازال مجهولاً، إذ قال إن العراق مازال معرضاً quot;لعواصفquot; محتملة، مضيفاً أن أمام أوديرنو والقيادة المركزية العسكرية الأميركية quot;الكثير من المطبات والعقبات.quot; ومن بين القضايا التي سيتعامل معها الجنرال أوديرنو قضية المهجرين والسياسة الداخلية العراقية وإعادة الخدمات المدنية الأساسية.
ومن المتوقع أن يواصل أوديرنو الاستراتيجية التي بدأها سلفه بتريوس. ويعتبر أوديرنو مقاتلاً متمرساً في الميدان، كما قدمت عائلته تضحيات في العراق، حيث فقد نجله وهو برتبة نقيب في الجيش الأمريكي ذراعه في معارك عام 2004.
يُشار إلى أن الرئيس الأميركي، جورج بوش كان قد أكد الثلاثاء الماضي، سحب 8000 جندي من القوات الأمريكية العاملة في العراق بحلول شهر فبراير/شباط المقبل، ومشدداً على أن القوات الأميركية والدولية ساهمت في تحقيق الأهداف في العراق، وأن القوات العراقية أصبحت قادرة على إدارة المسؤوليات الأمنية والمعارك. وقال الرئيس الأمريكي إن سحب تلك القوات يأتي وفق توصيات قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس.
التعليقات