اعتدال سلامه من برلين: بعد أن كانت ألمانيا في المرتبة الثالثة من حيث كمية استهلاك الفرد للكحول فيها، احتلت الان المرتبة الاولى . فكما ورد فيما يسمىquot; بتقرير الادمان في المانياquot; ووضعه مكتب الاحصاء الاتحادي يستهلك الفرد في المانيا سنويا اكثر من عشرة ليترات من الكحول على انواعها من البيرة وحتى الويسكي. في نفس الوقت تمكنت ايطاليا وفرنسا من خفض استهلاك الفرد للكحول الى الربع تقريبا في العقود الثلاثة الماضية.

وحسب التفاصيل في التقرير فان اكثر من عشرة ملايين في المانيا يشربون كميات كبيرة من الجعة ( البيرة) والنبيذ والمشروبات الروحية مما يشكل خطرا على حياتهم وتحويلهم الى مدمنين على تعاطي الكحول. ويموت سنويا نتيجة الادمان اكثر من 40 الف شخص، ويصل متوسط استهلاك الفرد سنويا للبيرة الى 116 ليتر وللنبيذ الى 20 ليتر و5،8 للمشروبات الاخرى مثل الويسكي والكونياك.

وقال رولف هولنهورست مدير مكتب الاحصاء الاتحادي ان الكحول من اشد المواد ضررا التي يتناولها الانسان، فعدا عن انها تجعله مريضا فان نسبة كبيرة من اعمال العنف في العائلات سببها الكحول. وحسب الدراسة ايضا فان عشرة من المائة من المدمنين على الخمر يستهلكون 50% مما ينتج من الكحول في المانيا، ونسبة المتعاطين للخمر وصلت حاليا الى اعلى نسبة مقارنة مع بداية القرن الواحد والعشرين والمقلق في الامر ان الادمان متفشي في صفوف الشباب من الجنسين.

ففي الفترة ما بين الحربين العالميتن الاولى والثانية كانت نسبة استهلاك الخمر متدنية بسبب تدني انتاجها وعدم قدرة المواطنين على شرائها بسبب الوضع الاقتصادي ، لكن مع حلول عام 1950 اي بعد انتهاء الحرب بدء الاستهلاك بالارتفاع تدريجيا ووصلت نسبة استهلال الفرد الى 3،2 ليتر وتواصل ارتفاعها حتى عام 1980 فتخطت ال 12.9ليتر للفرد الواحد في السنة، والسبب هو ازدهار الاقتصاد الالماني وكثرة الاحتفالات التي تغرق في الكحول لوفرة الاموال، ومنذ ذلك التاريخ واستهلاك الكحول في ارتفاع متواصل.

والمشكلة التي لم يعثر لها على حل حتى الان تعاطي الشباب والقاصرين للكحول على انواعه بشكل خطير يؤدي في العديد من الحالات الى الوقوع في غيبوبة ثم الوفاة. اذ اصبحت العادة في اوساط الشبيبة التنافس على من يشرب كؤوسا اكثر ويظل واقفا على قدميه، وبسبب توفر الحانات التي لا تراعي شروط عدم بيع الخمور لما دون سن الرشد، يحصل الشباب منها على الكميات التي يريدونها، كما وان قانونا لحظر بيع القاصرين للخمر لم يعط ثماره.

والامر لا يقف عند هذا الحد بل يخلط الشباب انواع متعددة من الخمور مثل الفودكا والويسكي ومشروبات روحية قوية اخرى، فيحملون صناديق منها لمقارعتها في الحفلات الخاصة التي يقيمونها. ولعدم وجود حسيب او رقيب يظل الشاب يشرب لا حتى الثمالة بل الغيبوبة. ومات في الاشهر الاخيرة شابين دون سن ال17 بعد دخولهما في غيبوبة بسبب نسبة الكحول العالية جدا في الدم واصابتهم بالتسمم. ولا ينحصر الامر بالشباب بل بالنساء اللواتي الحوامل اللواتي يواصلن ادمانهن، واتضح في الكثير من الحالات وجود نسبة لا بأس بها في دم الوليد لدى الولادة هددت حياته بالخطر.