طفل فلسطيني يرفع شعارا في مظاهرة في إسرائيل (عدسة إيلاف)
نضال وتد من باقة الغربية:
من الجليل والمثلث ومن مدن الساحل الفلسطيني، توافد عشرات آلاف الفلسطينيين في إسرائيل على مدينة باقة الغربية في المثلث المتخمة لمدينة طولكرم، وتوافدوا نساء وأطفالا شيبا وشبانا، ليرفعوا صوت فلسطينيي الداخل ضد الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وضد عمليات القتل التي ترتكبها إسرائيل بحق أطفال ونساء غزة.
فقد تظاهر أكثر من سبعين ألف فلسطيني من الداخل في مدينة باقة الغربية المتاخمة للضفة الغربية، ضد الحرب الإسرائيلية على غزة والشعب الفلسطيني منددين بمواقف مصر ومطالبين حكومة عباس بتغيير موقفها واتخاذ موقف حازم ضد الهجوم الإسرائيلي على أهالي غزة.
ورفع المتظاهرون شعارات تقول: غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفعquot; و: من بير زيت لبيروت شعب واحد ما بموتquot;، كما هتف المتظاهرون ضد النظام المصري والرئيس المصري بعبارات قاسية اللهجة منها quot; حسني مبارك يا بن اللإئيه يا عميل السي أي إيه، وحسني مبارك يا جبان يا عميل الأميركانquot;. وناشد المتظاهرون الأنظمة والدول العربية على إرسال قوات من الجيش بدل الدعوة لاجتماع قمة، حيث ردد المتظاهرون هتاف: ليش القمة ليش ليش، ابعثوا قوة جيشquot;.
مشاركون يرفعون الأعلام الفلسطينية (عدسة إيلاف)
ودعا عشرات المتظاهرون القيادة الفلسطينية الرسمية وعلى رأسها محمود عباس إلى تغيير موقفها الحالي، وطالبوا بالوحدة الوطنية بين فتح وحماس وباقي الفصائل.
وقالت لنا إحدى المتظاهرات، وتدعى أمل بدارنة، وقد جاءت من بلدة عرابة في سهل البطوف في الجليل: إنها جاءت رغم المسافة البعيدة لترفع صوتها وتشارك في المظاهرة الشعبية، كأقل ما يمكن القيام به في ظل المجازر الرهيبة ضد الشعب الفلسطيني، ولتسمع صوتها ضد الموقف الرسمي العربي وضد صمت الأنظمة العربية على المجازر المتواصلة، ولاسيما في ظل عنجهية الحكومة الإسرائيلية وإعلانها مواصلة الحرب برغم قرار مجلس الأمنquot;.
أما الطفلة وداد والتي كتبت على جبهتها عبارة quot;أطفال غزة يستصرخونكمquot; فقالت إنها بكت كثيرا وهي تشاهد على شاشات التلفزيون صور أطفال غزة، وقالت بلغة الأطفال البريئة لماذا يقتلون الأطفال وما ذنبهمquot;.
واعتبر قياديون وناشطون في صفوف العرب الفلسطينيين في إسرائيل المظاهرة بأنها أحد أكبر المظاهرات التي شهدتها البلدات العربية، وشارك فيها كافة القيادات السياسية للعرب في إسرائيل، وممثلو الأحزاب السياسية المختلفة. وقد امتنعت الشرطة الإسرائيلية التي انتشرت خارج حدود المدينة عن الدخول على مدينة باقة الغربية، بعد أن غطتها الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء حدادا على أرواح الشهداء. وظلت الشرطة الإسرائيلية مرابطة خارج المدينة في وادي عارة ، فيما حلقت المروحيات الإسرائيلية فوق المتظاهرين طيلة الوقت. وقد انتهت المظاهرة دون أن تقع مواجهات مع الشرطة.