واشنطن: تثير رحلة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بالقطار في الـ17 من يناير/ كانون الثاني الجاري من مدينة فيلادلفيا ببنسلفانيا إلى واشنطن، لأداء اليمين الدستورية في العشرين من الشهر الجاري، قضايا أمنية ستثقل كاهل جهاز الاستخبارات السري المسؤول عن أمن الرئيس، وعلى مسافة تمتد لأميال.

وسيتاح للشعب الأميركي مشاهدة القطار في محطات مختلفة خلال مشواره الذي يمتد مسافة 132 ميلاً، وهو يقل أول رئيس أميركي أسود إلى البيت الأبيض، وفق ما أعلنته اللجنة المعنية بمراسم القسم.

ويرى خبراء الأمن أن رحلة القطار تشكل تهديدات معتادة للشخصيات المهمة على متن القطار، بالإضافة إلى المباني التي لا تحصى والمنازل والمستودعات على طول الطريق التي سيسلكها القطار.

كذلك هناك العديد من المواقع التي تشكل خطراً محتملاً مثل الجسور والأنفاق.

كما حذرت جماعتان ناشطتان في مجال البيئة من قيام quot;إرهابيينquot; مقلدين للقاعدة باستخدام البنية التحتية مثل منشأة كيميائية على سبيل المثال، موجودة على مسار القطار لتنفيذ هجوم.

وفي رسالة إلى جهاز الاستخبارات السري أعربت منظمة quot;السلام الأخضرquot; وquot;أصدقاء الأرضquot; عن قلقهما من أن الجهود الأمنية التي تركز على أوباما والوفد المرافق له، لن تمتد لتشمل السكان الذين يقعون في دائرة رحلته في حال وقوع هجوم كيميائي.

وقالت المنظمتان إنهما ستناشدان أوباما ونائبه جو بايدن لإعادة النظر في خطط انتقالهما بالقطار إلى واشنطن لأداء اليمين الدستورية.

من جهته طمأن جهاز الاستخبارات السري المنظمتين، مؤكداً أنه يعمل عن كثب مع سائر وكالات الأجهزة الأمنية المحلية والفيدرالية في البلاد.

وأكد وزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف الذي تشمل مهامه الإشراف على عمل جهاز الاستخبارات السري، أنه على ثقة من قدرة وكالاته على حماية الرئيس المنتخب.

وقال quot;تذكروا، جهاز الاستخبارات السري أخذ الرئيس إلى العراق وأفغانستان، ولبعض المناطق الخطرة جدا حول العالم.quot;

وأضاف أنه على إطلاع بمخاوف المنظمات البيئية.

بموازاة ذلك أعلن عميل سابق في جهاز الاستخبارات السري أن هذه الوكالة على خبرة برحلات الرؤساء بالقطار، وقال إن السلطات تضع عادة في مثل هذه الظروف آلة للكشف عن أي إشعاعات كيميائية أو بيولوجية ونووية.

غير أن الشركة المشغلة للقطار quot;أمتراكquot; وجهاز الاستخبارات السري، لم يكشفا ما إذا كانت المقطورة التي ستقل أوباما، مصفحة، رغم أن خبراء قالوا إن مقطورات خاصة تم استخدامها سابقاً في مثل هذه الظروف.

وقال رئيس قسم الأمن في quot;أمتراكquot; جون أوكونور إن الأمن سيتوفر في quot;الجو وعلى الأرض وفي المياه،quot; مؤكداً تكثيف الجهود الأمنية لضمان مرور الحدث بسلام.

لكن ما أن يصل القطار إلى محطته الأخيرة بسلام، فإن حدث أداء القسم الرئاسي سيمثل هدفاً آخر للإرهابيين بسبب quot;أهميته التاريخية لأول رئيس من الأقليةquot; وفق ما جاء في تقييم استخباراتي.

غير أن التقييم هذا سارع إلى توضيح عدم رصد أي تهديد محدد حتى الآن.

وأضاف التقييم أن أفراداً منفردين لا ينتمون لأي منظمات، يشكلون مخاطر عظمى، وخصوصاً أنه يصعب رصد تحركات مثل هذه العناصر.

الجدير بالذكر أن الحملة الرئاسية كانت قد شهدت اعتقال ومحاكمة عنصرين من quot;حليقي الشعرquot; يؤمنان بتفوق العنصر الأبيض كانت تخطط لاغتيال أوباما.

وكانت مصادر أميركية مطلعة كانت قد كشفت في الخريف الماضي أن الرئيس المنتخب، ومنذ فوزه التاريخي في انتخابات الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يواجه تهديدات شخصية غير مسبوقة، لم يسبق أن اعترضت أي رئيس أميركي على الإطلاق.

ومن أبرز التهديدات العنصرية التي تصدى لها الأمن الأميركي: إطلاق مجموعة من المسلحين ببنادق وسترات واقية من الرصاص، تهديدات عنصرية ضد أوباما، مما أثار المخاوف من اغتياله أثناء مؤتمر الحزب الديمقراطي في أغسطس/آب الماضي.