رئيس الاستخبارات السعودية يربط أمن بلاده بالأمن الإقليمي
الأمير مقرن في إسلام آباد على خلفيَّة الأزمة الهنديَّة الباكستانيَّة
*قلقون من جهات quot;ماهرةquot; في خلق مشاكل المنطقة
*فكرة إقامة مركز دولي للإرهاب لا تزال قائمة

غاندي تحذر باكستان من تأويل نوايا الهند السلمية

باكستان تحث الهند على قبول تعاونها بتحقيقات مومباي

باكستان تطالب الهند بإثبات تورطها بالإعتداءات

رايس تضغط على باكستان وتخفيف رد فعل الهند

باكستان تدرس أدلة الهند حول هجمات بومباي

باكستان تعرب عن ثقتها بعملية السلام مع الهند

إيلاف، الوكالات:وصل رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز إلى إسلام آباد اليوم الثلاثاء في زيارة يبحث خلالها الأوضاع المتوترة بين الهند وباكستان اللتان تبادلتا الاتّهامات على خلفيَّة هجمات مومباي. وسجّل يوم امس سابقةبحضور رئيس جهاز الاستخبارات العامَّة في السعوديَّة إلى مجلس الشورى للمرّة الأولى، حيث أعلنإنَّ بلاده قلقة من محترفي خلق المشاكل في المنطقة عبر التدخلات في شؤون الغير، واستثمار ذلك لأغراض باتت واضحة. وعقدت جلسة سريَّة بين الأمير مقرن والمجلس، بغرض استيضاح الأبعاد والاستراتيجيات العامة حول مختلف القضايا والموضوعات، فيما هو داخل في اختصاص الرئاسة العامة لجهاز الاستخبارات العامة وموقف الرياض إزاء الأبعاد الاستراتيجية للنفوذ الأجنبي في المنطقة العربية.

وقال أعضاء في مجلس الشورى شهدوا جلسة المناقشة، إن الأمير مقرن، وصف وجود جهات تمتلك مهارة في خلق المشاكل بـquot;الأمر المقلقquot;، لكنه أكد لهم أن أهداف هذه الجهات أصبحت واضحة بالنسبة لجهاز الاستخبارات. وربط الأمير مقرن الأمن في السعودية بالأمن الإقليمي، حيث ذكر لهم بأن بلاده جزء من العالم، ودائما ما يتأثر الجزء بما يتعرض له الكل. واستمرّت جلسة مجلس الشورى حوالى ساعتين، ودارت فيها نقاشات حول الأحداث الأخيرة في غزّة.

السعوديَّة لبحث العلاقات المتوتّرة بين الهند وباكستان
وترتبطالسعودية بعلاقة تحالف مع باكستان وكانت قد توسطت في حل خلافات بين الرئيس السابق برويز مشرف ورئيس الحكومة الأسبق نواز شريف. ونقلت شبكة quot;جيو تي فيquot; عن مصدر لم تسمه قوله إنَّ المسؤول السعودي سيلتقي مع كل من الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، وسيبحث معهما التوتر القائم بين إسلام آباد ونيودلهي في أعقاب هجمات مومباي التي وقعت في 26تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وأسفرت عن مقتل 183 شخصا وإصابة اكثر من 300 بجروح.

وكانت الهند اتهمت باكستان بالتورط في الهجمات وهو ما نفته الأخيرة التي عرضت التعاون في التحقيق. يشار الى ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل زار نيودلهي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حيث كانت تداعيات هجمات مومباي وتداعياتها أحد بنود محادثاته مع المسؤولين الهنود.

رئيس مجلس الشورى لدى استقباله الأمير مقرن بمكتبه في مقر المجلس قبل حضوره وقائع جلسة أمس
فكرة إقامة مركز دولي للإرهاب لا تزال قائمة
وأكد الأمير مقرن بن عبد العزيز، أن جهاز الاستخبارات العامة يعمل بكل ما أوتي من قوة، ويعتمد على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة، وتحليلها، وتقديمها لصانع القرار.وقال إن من الصعب الجزم بأن السعودية استطاعت أن تتخلص من الإرهاب بشكل كامل، مؤكدا ضرورة أن يكون هناك تعاون دولي فاعل، للقضاء على هذه المشكلة العالمية. وأضاف أن فكرة بلاده بإقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب quot;لا تزال قائمة، ولم تموتquot;. لكنالأمير مقرن استبعد أن تحتضن بلاده هذا المركز على أراضيها.

الأبعاد الاستراتيجية للنفوذ الأجنبي في المنطقة
وتحدث رئيس الاستخبارات العامة، في مستهل مناقشته مع أعضاء المجلس، عن اختصاصات الجهاز، مؤكدا الإيمان العميق بأهمية العمل على كل ما من شأنه الدرء والذود عن هذا الوطن، وتحقيق الأمن والحماية لمواطنيه.

وقال الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السعودي، مخاطبا الأمير مقرن، quot;إننا في المجلس نقدر حضوركم لإطلاع أعضائه على مواقف المملكة وسياساتها تجاه قضايا الأمن الخارجي، لا سيما ما يتصل بالأبعاد الاستراتيجية للنفوذ والتخطيط الأجنبي في المنطقةالعربيةquot;. وأضاف أن الشورى يتطلع إلى الاطلاع على quot;تأثير بعض القوى في ضوء الأحداث الجارية على الساحة الساخنة في منطقتنا، وكذا الأوضاع على حدود المملكة، وأثر ذلك كله على الأمن الوطني، ويأتي في مقدمة الأوضاع ما تعيشه أرض فلسطين وقطاع غزة، خصوصا، من مآس
ومظالمquot;.

وأوضح بن حميد، أنه quot;لا يخفى على المتابع أنه منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يدي الملك المؤسس، والسياسة الخارجية للمملكة تقوم على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، ودعم العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، بما يخدم المصالح المشتركة ويحفظ الحقوق المشروعة، والقيام بدور فاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدوليةquot;.

ولفت صالح بن حميد النظر إلى quot;ما تشهده المنطقة في المرحلة الراهنة من جملة من الاضطرابات السياسية المقلقة، كما ترزح عدة مناطق منها تحت وطأة عدم الاستقرار، فكان من نتاج ذلك أن طالت بعضها طائلة التأثير الخارجي والاختراق الأجنبي، وفي ذلك كله مايغري بعض القوى لمزيد من النفوذ في منطقتناquot;، على حد تعبيره.

وأكد رئيس مجلس الشورى السعودي، أن بلاده - كجزء من المنظومتين العربية والإسلامية - معنية بما يجري على هاتين الساحتين، quot;لا سيما في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تعانيه بعض دول الجوار، وهو ما يوجب توجيه الاهتمام والعناية نحو الأمن الخارجي؛ باعتباره خط الحماية الأولquot;.