كان المجلس الأعلى للأزهر قد قرّر نهاية الأسبوع الماضي بدعوة من شيخه محمد طنطاوي منع الفتيات من ارتداء النقاب في المدارس والمعاهد التابعة للمؤسسة الدينية quot;إلا في حضور الرجالquot;. في قرار وصف بأنه محاولة لإخراج طنطاوي من مأزقه عندما هدد مطلع الأسبوع بمنع النقاب نهائيًا من المعاهد الأزهرية، بعد أن أجبر طالبة على خلعه خلال زيارة تفقدية لإحدى المعاهد. القرار أثار عددًا من ردود الفعل حاولت إيلاف الوقوف عليها عبر مقابلة عدد من المعنيين.
ذكرت مجموعة من علماء الدين المنشقين عن الأزهر ان ما فعله المجلس الأعلى للأزهر في قضية النقاب هو أمر خارج عن مهامه الوظيفية فضلا عن أنه افتآت على مؤسسات الأزهر العلمية. وقالت جبهة علماء الأزهر في بيان حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه انه quot;لو كشفوا عن أسماء أعضاء هذا المجلس ووظائفهم لوضح الأمر ولتبيّن وجه الصوابquot;.
ويرى علماء الجبهة ان المجلس الأعلى للأزهر quot;لا تعدو صلته بالأزهر صلة شارع الأزهر به، ولا ناقة له ولا جملquot;. وقال الدكتور محمد عبد المنعم البري رئيس الجبهة السابق لـquot;إيلافquot; ان قضية مثل النقاب ليست من مهام المجلس لأنها تعتبر من الأمور المشتركة بين الأمة او quot;الأمور المعينة quot; التي لا يحكم فيها إلا الكتاب والسنة وهو دور مقتصر فقط على quot;قضاة الأمة واشباهمquot;.
وتعتبر الجبهة التي تتكوّن من كوكبة من العلماء المنشقين عن الازهر برئاسة الأستاذ الدكتور العجمي دمنهوري خليفة أنّ quot;الأمور المشتركة بين الأمة ليس لأحد أن يلزم الناس بقول عالم، ولا أمير، ولا شيخ، ولا ملك، ومن اعتقد أنه يحكم بين الناس بشيء من ذلك، ولا يحكم بينهم بالكتاب والسنة فهو كافر quot;.
المجلس الأعلى للأزهر
ويتكون المجلس الأعلى للأزهر من رئيس و17 عضوًا، ويرأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ويتكون من نائب الأزهر، مدراء وعمداء كليات الأزهر، أربعة أعضاء من أكاديمية البحث الإسلامية، ونائب من وزارات الأوقاف والتعليم والعدل والمالية، مدير الثقافة والبعثات الإسلامية الخارجية، ومدير معاهد الأزهر وثلاث خبراء في تعليم الجامعات والشؤن العامة الأخرى ذات الصلة. ويقوم المجلس بصياغة السياسة العامة والتخطيط واقتراح المناهج التي تتمّ دراستها في المعاهد المختلفة والجامعة تحت إشرافه وتوجيهاته.
وتنحصر مسؤولياته في التخطيط ورسم السياسة العامة لكل ما يحقق الأغراض التي يقوم عليها الأزهر ويعمل لها في خدمة الفكرة الإسلامية الشاملة. رسم السياسة التعليمية التي تسير عليها جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية، واقتراح المواد والمقررات التي تدرس لتحقيق أغراض الأزهر. النظر في مشروع ميزانية هيئات الأزهر وإعداد الحساب الختامي. اقتراح إنشاء الكليات والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية. قبول الأوقاف والوصايا والهبات. النظر في كل مشروع قانون أو قرار جمهوري يتعلق بأي شأن من شؤون الأزهر. النظر في منح العالمية الفخرية لجامعة الأزهر أو إحدى كلياتها، بناء على اقتراح الكلية أو الجامعة. تشكيل اللجان الفنية الدائمة أو المؤقتة من بين أعضائه أو من غيرهم من المتخصصين لبحث المواضيع التي تدخل في اختصاصه،وتدبير أموال الأزهر واستثمارها وإدارتها. النظر فيما يعهد إليه هذا القانون أو غيره من القوانين والقرارات واللوائح وفيما يعرضه عليه شيخ الأزهر، وفي كل ما يرى المجلس فائدة في بحثه من المسائل التي تدخل في اختصاصه.
تشويش على الأقصى
وقال الدكتور العجمي دمنهوري quot;لإيلاف quot; ان مشكلة فتاة النقاب حلقة من حلقات التشويش على ما يجري في المسجد الأقصى على ايدى الإسرائيليين، مشيرًا الى ما ورد في بيان الجبهة بأن quot;المسجد الأزهر العليل مشغول بمعركة من معارك تحريره الشهيرة التي بدأها برعاية ومباركة وإلحاحات سيركوزية على الحجاب بفرنسا ثم أردفها بإعلان حربه على شرف النقاب بمصر، والمعركة منه مستمرة، والبقية تأتيquot;.
واعتبرت الجبهة ان الفتاة كانت اعلم من شيخها، مضيفة ان النقاب ليس بوسع شيخ أو طالب علم أيّ كان قدره أن ينازع في مشروعية أمره منذ أن صار له في آية القرآن الكريم موطنquot;. واستدلت بقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله( ولا يبد ين زينتهن إلا ما ظهر منها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (النور: من الآية31) وفيها يقول ابن مسعود رضي الله عنه إن ما ظهر منها هو الثياب، وأن المراد بضرب على الجيوب أن يجعلنها كالمُقَنَّعة ndash; النقاب- التي تجلل ثيابها على ما كانت تتعاطاه نساء العرب قبل الإسلام quot;.
وتعد quot;جبهة علماء الأزهر quot; التي تأسست عام 1967 quot;كيانا موازيا للأزهرquot; . ويبدي علماؤها اراءهم في كثير من القضايا التي قد تعارض المؤسسة الرسمية المتمثلة في مجمع البحوث الإسلامية، المؤسسة الأبرز في الأزهر. وتتلخص أهدافها فيquot; استنهاض همة الأزهريين لاستعادة دور الأزهر، ومساندة الدولة بالدعوة إلى الله ونشر مبادئ الألفة والمحبة والإخاءquot;. وبدأت الجبهة صراعًا محمومًا مع الدكتور محمد سيد طنطاوي منذ ان تولى مشيخة الازهر عام 1996، حيث رفض طنطاوي وجودها، بسبب معارضة الجبهة لبعض فتاويه، وقام شيخ الأزهر برفع عدة دعاوى قضائية حتى صدر حكم قضائي بحلها، وعدم اعتبارها جمعية رسمية مشهرة بشكل قانوني.
التعليقات