رام الله: كشف مسؤول فلسطيني كبير النقاب عن أن الموقف الإسرائيلي المطروح على الاميركيين بخصوص مرجعية المفاوضات يعتبر الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بأنها اراض متنازع عليها. ونوه المسؤول لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء إلى أن الأميركيين يميلون إلى قبول هذا المنطق الذي يعارضه الفلسطينيون بشدة ويعتبرونه عودة إلى مواقف مؤتمر مدريد للسلام.

وكان المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل أجرى محادثات في إسرائيل اليوم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توطئة لوصول وزيرة الخارجية الاميركية كلينتون مساء السبت إلى الدولة العبرية بعد المحادثات التي ستجريها برفقة ميتشل في أبو ظبي مع رئيس السلطة محمود عباس.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن هناك quot;تراجعا مضطرداquot; في الموقف الاميركي بدءا من موضوع وقف الاستيطان وعدم اعتباره شرطا لاستئناف المفاوضات وصولا الى عدم وجود مرجعية محددة لعملية المفاوضات في حال استئنافها. وبتقدير المسؤولين الفلسطينيين، فإن quot;اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة نجح في الضغط على ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما باتجاه ابداء مواقف لينة تجاه نتنياهو بمقابل تخفيف الضغوط على الادارة الاميركية من قبل الكونغرسquot; الاميركي.

وفي هذا الصدد فقد استشهد المسؤول الفلسطيني بالأحداث الأخيرة في القدس، وقال quot;لقد تعمد نتنياهو إثارة الاضطرابات في مدينة القدس مؤخرا بغية دفع الكونغرس الأميركي باتجاه عدم قبول الادارة الاميركية الموقف الداعي لوقف الاستيطان في المدينة، علما بأن هناك اغلبية واضحة في الكونغرس الاميركي تعتبر ان القدس لإسرائيلquot;، وفق تقديره.

وعلى ذلك، فقد شدد المسؤول الفلسطيني على أنه quot;لا يمكن بأي حال القبول باستئناف المفاوضات دون وقف شامل للانشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية بما يشمل القدس ودون ان تكون هناك مرجعية واضحة لعملية السلام والا فان المفاوضات ستكون مضيعة للوقت وسيكون من شأنها التأثير بشكل سلبي جدا على صورة القيادة الفلسطينية في الشارعquot; الفلسطيني

وأضاف quot;لا أرى في ظل الظروف الحالية امكانية لاستئناف المفاوضات مع الاسرائيليين ولكن مع ذلك لا يمكن بحال ان نظهر نحن كفلسطينيين وكأننا من يعطل عملية السلام، وعلى ذلك فيجب ان يتم التأكيد على ان عدم وجود ما يسمح بنجاح المفاوضات سواء وقف الاستيطان او مرجعية واضحة ومحددة لعملية السلام هو ما يمنع استئناف المفاوضات وبالتالي تبقى الكرة في الملعب الإسرائيليquot;، على حد وصفه.

وفي هذا الصدد، فقد نقلت محافل اسرائيلية عن رئيس السلطة عباس قوله في اجتماعات مغلقة معها مؤخرا إنه quot; أعرف أن نتنياهو برغماتي والجميع يقول لي انه تغير ولكني لا أرى ذلك. اخشى أن يكون هذا هو نتنياهو 1996 ذاته. يقولون لي انتظر، ولكن كم من الوقت يمكنني أن اعطيه الائتمان؟quot;، حسبما نسب إليه.

ويعلم مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالنهج السلبي لأبو مازن تجاه نتنياهو، ولكن يشددون على أن رئيس الحكومة في الدولة العبرية هو المستعد لاستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة ورئيس السلطة هو الذي يعرقل المحادثات ويتشدد في مواقفه.

وسيطلب نتنياهو من كلينتون تشديد الضغط على ابو مازن كي يوافق على استئناف المحادثات، وسيقول إنه مستعد لتنفيذ بادرات طيبة اضافية تجاه السلطة الفلسطينية إذا ما استؤنفت الاتصالات. اضافة الى ذلك، سيشدد نتنياهو على أنه اذا لم تستأنف المفاوضات واستمر الجمود، فسيكون مستعدا لفحص مسارات اخرى، مثل التسوية الانتقالية.