وصل الى بغداد الجمعة سفير مصر الجديد في العراق لافتتاح سفارة بلاده بعد 4 سنوات من اغتيال القائم بالاعمال المصري ايهاب الشريف. بينما هاجم ممثل للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني النواب العراقيين وقال انهم لايؤتمنون على مصير البلاد وحذر من تفجيرات جديدة ستضرب مناطق مختلفة.. في وقت بحث الرئيس جلال طالباني مع رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني سبل تطوير علاقات بلديهما.

عسكري عراقي يحرس سفارة مصر وفي الاطار صورة الشريف

لندن: وصل السفير المصري الجديد في العراق كمال شاهين الى بغداد الجمعة وقال في تصريحات صحافية انه سعيد للعمل الدبلوماسي في العراق لانه يكن للشعب العراقي كل الاحترام والتقدير . واضاف انه حل ببغداد ليستكمل المشوار الذي خطى عليه القائم بالاعمال المصري الراحل ايهاب الشريف من فتح قنوات الاتصال لاجل تفعيل التعاون الثنائي بين مصر والعراق.

واشار شاهين الى ان الهدف من فتح السفارة المصرية في بغداد الذي جاء بناء على الاتفاق المبرم بين وزارتي خارجية مصر والعراق وفي ضوء زيارة وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط للعراق في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2008 هو تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وفي جميع المجالات.

يذكر انه ليس لمصر تمثيل دبلوماسي في العراق منذ خطف القائم بالاعمال المصري ايهاب الشريف في بغداد في تموز (يوليو) 2005 واغتياله في عملية اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها. وكان الرئيس المصري حسني مبارك اصدر في حزيران (يونيو) الماضي 2009 الماضي قرارا جمهوريا بتعيين شريف كمال شاهين سفيرا لمصر في العراق وانه سيعيد شريف شاهين الذي كان سفيرا لمصر في زامبيا فتح السفارة المصرية في بغداد .

وكان وزير الخارجية المصري زار العراق في تشرين الاول (كتوبر) عام 2008 في اول زيارة على هذا المستوى لمسؤول مصري منذ العام 1990.

ويوم الثلاثاء الماضي اكد الرئيس المصري حسني مبارك خلال اجتماعه في القاهرة مع الوفد الوزاري العراقي المشارك باعمال اللجنة العراقية المصرية برئاسة وزير الخارجية هوشيار زيباري وحضور رئيس الوزراء المصري احمد نظيف استعداد مصر لوضع خبراتها في مجال التحول الاقتصادي والبناء المؤسسيrlm; وإعداد الكوادر البشرية لمساعدة العراق في التنميةrlm; وبكافة المجالات.rlm; وكان مبارك استعرض مع الوفد العراقي الذي يضم اضافة الى زيباري وزراء الداخلية والصناعة والزراعة والكهرباء والعلوم والاستثمار والتكنولوجيا سبل توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

من جانبه اكد وزير الخارجية العراقي رغبة بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها نحو افق استراتيجي يخدم الشعبين الشقيقين وما يعزز مسيرة التنمية والتقدم في العراق من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية.

وفي ذات السياق بحث الوفد العراقي مع أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير مستوى التعاون في كافة المجالات ومن بينها مجالات الطاقةrlm; ومشروع الربط الكهربائيrlm;.rlm; وأعرب نظيف عن استعداد مصر لتكثيف جهودها لاجل التقدم بمسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين بالاستفادة من الخبرات العلمية والادارية والفنية المصرية لاعداد الكوادر البشرية وتدريبها وفق مناهج وخطة عمل مبرمجة لمساعدة العراق بالنهوض في قطاعاته الصناعية والتجارية والتنموية والتعليمية وبكافة الاختصاصات الاخرى.

ممثل السيستاني يهاجم النواب quot;لانهم لايؤتمنون على البلدquot;

الى ذلك، هاجم ممثل المرجعية الشيعية العليا في العراق حصول النواب على امتيازات خاصة عالية في ظروف العراق الحالية وتساءل قائلا : كيف يمكن ان نأتمن البلد بهكذا نواب .

وقال احمد الصافي ممثل المرجع الاعلى السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (160 كم جنوب بغداد) اليوم ان النواب سعوا الى امتيازات واسعة في وقت تتعثر فيه الموافقة على قانون الانتخابات اضافة الى الظروف الصعبة التي يعيشها العراقيون . واضاف quot; ان هناك نسبة كبيرة من اعضاء البرلمان صوتوا على امتيازات خاصة لهم في هذا الظرف .. ان الانسان الذي يفكر بهذه الطريقة من الصعب ان تؤمن مصالح البلد عندهُquot; . وتساءل قائلا quot; انا لا افهم ما مصلحة ان يكون عندي جواز سفر دبلوماسي لي ولعائلتي لمدة ثمان سنوات القادمة ما هي المصلحة في ذلك هل لأني خدمت البلد ؟ هل هذا المطلب هو في عموم برلمانات العالم ُ؟quot; في اشارة الى منح النواب جوازات سفر لهم وعوائلهم .

وأضاف ان المطلوب من النواب القفز على المشاكل الضيقة من اجل العراق وقال quot;نحن عندما نتعامل مع شعارات برّاقة وضخمة ونملأ الشارع فيها ولكننا نتفاجأ عندما نأتي الى التطبيق واذا الشعار في جانب والتطبيق في جانب آخرquot; . وشدد بالقول quot;لا بد لمن يجلس تحت قبة البرلمان ان يتغير تفكيره ولا بد ان يتحسس انه جلس في موضع فيه امانة وهذا الموضع يحتم عليه ان يخالف هواه ويقفز على هذه المشاكل الشكلية ويعيش مع ابناء الشعب حتى يستطيع ان يُقّر قراراً واقعياًquot; كما نقل عنه موقع quot;نونquot; المقرب من المرجعية الشيعية من مدينة كربلاء .

وعلى الصعيد الامني اشار الصافي الى quot;ان اعداء العراق مازالوا يتربصون بهذا الشعب كلما اقترب من حالة سياسية فيها طفرة الى الامام منتقدا بعض دوائر الدولة في العراق ومدينة كربلاء بانها لا زالت تتعامل بطريقة تشبه طريقة الاجهزة المنحلة للنظام السابقquot; . وقال quot; ان الجهات الامنية تملك معلومات بان البلد قد يتعرض الى مجموعة من الاعمال التخريبية والتفجيرات والانتحارات في الايام المقبلة وايضا ً بعض الذين ينتمون الى الاحزاب المنحلة يحاولون ان يعيدوا الكرة وبعضهم ارسل مجاميع تستقر في الداخل لايجاد فرصة للانقضاض وهنا نطرح السؤال التالي ونضع عليها علامة سؤال ما هو نوع تعامل السلطات مع هذه المعلومات ؟quot; .

كما اكد على ضرورة تطوير الجهد الاستخباراتي وقال quot; لدينا جوانب استخباراتية جيدة جداً لكن هذه الجوانب الاستخباراتية لكن بعض دوائر الدولة لا زالت تتعامل بطريقة تشبه طريقة الاجهزة المنحلة السابقةquot; .

ثم طالب الصافي بتنفيذ مشاريع إسكانية كبرى تحل المشاكل الاجتماعية وتخفف البطالة وتوفر الاستقرار الأمني للعوائل العراقية وخاصة تلك التي تئن تحت وطأة الإيجار أو البيوت المسماة بالتجاوز قائلاquot; نحن ذكرنا سابقاً ان في البلد مجموعة مشاكل وهذه المشاكل برأينا ان اغلبها يمكن ان توجد لها حلول فالبعض منها ليست مشاكل مستعصية و يمكن ان يوجد لها حلول واعتقد انه اذا حُلّت ستفتح افاق كبيرة جداً لعموم الناسquot;.

طالباني يبحث تطوير العلاقات مع لاريجاني

بحث الرئيس العراقي جلال طالباني في بغداد الجمعة مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني العلاقات الثنائية بين بلديهما والسبل الكفيلة بتعزيزها اضافة الى مناقشة اطر التعاون المشترك والتأكيد على ضرورة دعم وتوسيع مجالات التعاون وبما يضمن المصالح المشتركة لشعبي البلدين .

واستعرض طالباني تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد مشيرا إلى الحراك السياسي الذي تشهده الساحة العراقية والنقاشات التي تجري بين الكتل السياسية داخل قبة البرلمان حول قانون الانتخابات مؤكدا أهمية الوصول إلى صيغة مشتركة لضمان إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في موعدها المقرر مطلع العام المقبل كما قال بيان رئاسي الى quot;ايلافquot;.

من جانبه أكد لاريجاني ضرورة تعزيز العلاقات التاريخية بين العراق وإيران وأهمية تعزيزها وتوسيعها في كافة المجالات بما يخدم المصالح العليا بين البلدين مؤكدا دعم ومساندة بلاده للمسيرة السياسية والديمقراطية في البلاد.

وفي وقت سابق اليوم أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في ختام اجتماع في بغداد مع لاريجاني quot;أن أجواء اللقاء لم تكن مريحة وربما متوترةquot;.

واضاف قائلا quot;أخبرت السيد لاريجاني أن إيران فقدت الكثير من رغبة الشعب العراقي في تطبيع العلاقات بين البلدين بسبب التدخل غير المشروع وغير المنطقي بالشأن الداخلي خصوصا في القضايا الأمنية والسياسية في البلادquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي .
واشار quot;طلبت إيضاحات من السيد لاريجاني فيما يتعلق بسياسة إيران بشأن العديد من الملفات التي تشغل الساحة العراقية من بينها قطع 42 نهرا عن العراق و التعديات التي تحصل على حقول النفط المشتركة والتجاوزات على المياه الإقليمية العراقية وشحة المياه في شط العرب و تجارة السلع الغذائية منتهية الصلاحية والمخدرات التي تدخل العراق إلى جانب عدد من الملفات الشائكة الأخرىquot;.

واوضح الهاشمي quot;لكن السيد علي لاريجاني كالعادة نفى كل هذه المعلومات حتى عندما حاججته باني استند على وثائق رسمية عراقية من شخصيات قريبة إلى إيران وتقارير حكومية عراقية في كل ما تقدمت به عاود السيد لاريجاني لينفي كل ما طرحته في اللقاء الذي لم يكن مريحا إطلاقاquot;.

وبشأن مناشدة لاريجاني للهاشمي حول إصدار عفو لإطلاق سراح عدد من الإيرانيين المحتجزين لدى العراق ممن تجاوزوا الحدود أو الإقامات الرسمية قال الهاشمي quot;طالبت السيد لاريجاني إطلاق سراح العراقيين المحتجزين (250 شخصا) لدى إيران حتى أتمكن من دراسة العفو عن الإيرانيين المحتجزين لدى العراق تاركاً الكرة في الملعب الإيرانيquot;.

ويزور لاريجاني بغداد منذ ثلاثة ايام حيث اجرى مباحثات مع رئيس مجلس النواب العراقي اياد السامرائي ووقع معه مذكرتي تعاون كما اجرى مباحثات حول العلاقات العراقية الايرانية مع نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم .
وهذه هي الزيارة الثانية للارجاني للعراق خلال العام الحالي حيث سيزور في وقت لاحق مدينة النجف للاجتماع بالمرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني وبقية المراجع الشيعية.

وقد قاطع حوالي مائة نائب عراقي زيارة لاريجاني ووصف النواب في تصريحات صحافية المسؤول الايراني بانه مندوب الاحتلال الايراني للعراق وطالب النواب العراقيون رئيس البرلمان اياد السامرائي الذي عقد اجتماعات مع لاريجاني فور وصوله الى العاصمة العراقية بمواجهة لاريجاني بلائحة الاتهامات الموجهة الى ايران حول تدخلاتها في الشؤون السياسية والامنية في العراق.