حثالرئيس الافغاني اليوم الخميس المجتمع الدولي على مساعدة بلاده مكافةو الفساد في عقود المساعدات، ومن المقرر أن يؤدي كرازي في التاسع عشر من الشهر الجاري اليمين الدستورية لتجديد ولايته الرئاسية خمس سنوات أخرى.

كابول: ردت الرئاسة الافغانية اليوم الخميس على المخاوف الغربية المتزايدة بشان انتشار الفساد في افغانستان، وحثت المجتمع الدولي على القيام بدوره في محاربة عمليات النصب والاحتيال في عقود المساعدات.

وادلى سياماك هيراوي المتحدث باسم الرئيس الافغاني حميد كرزاي بهذه التصريحات بعد ان ذكرت صحف اميركية ان السفير الاميركي في افغانستان كارل ايكينبيري اعرب عن قلقه العميق بشان ارسال مزيد من القوات الاميركية الى افغانستان اذا لم تظهر حكومة كرزاي اية بوادر على قدرتها على مكافحة الفساد.

وصرح هيراوب لوكالة فرانس برس quot;نحن ملتزمون بمكافحة الفساد بشكل اكبر اثناء استعدادنا لتشكيل حكومة جديدةquot;. ومن المقرر ان يؤدي كرزاي اليمين الدستورية في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري لتولي الرئاسة مدة خمس سنوات اخرى، في حين يكثف قادة العالم ضغوطهم على كرزاي للتحرك ضد الفساد.

كما واجه الرئيس الافغاني انتقادات واسعة بسبب تحالفه مع زعماء حرب حيث اختار محمد قاسم فهيم المتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان لشغل منصب نائب الرئيس. واكد هيراوي quot;لقد تعهدنا للمجتمع الدولي بتكثيف جهودنا ضد الفساد. ونحن جادون في ذلكquot;.

واضاف quot;وفي الوقت نفسه نريد من المجتمع الدولي ان يبذل المزيد من الجهود للقضاء على الفساد في انفاق اموال المساعدات. نريد من المجتمع الدولي القضاء على الفساد الموجود في انظمة العقودquot;.

وتدفقت مساعدات دولية بمليارات الدولارات على افغانستان منذ الاطاحة بنظام طالبان في اواخر 2001. وقال هيراوي ان quot;الفساد في انفاق اموال المساعدات الدولية يؤثر على افغانستان والشعب الافغاني وحياته وعلى الادارة الافغانيةquot;.

وذكرت صحيفتا quot;واشنطن بوستquot; وquot;نيويورك تايمزquot; ان رسائل سرية بعث بها السفير اينكينبيري تحتوي على تفاصيل تحفظات قوية ضد ارسال مزيد من التعزيزات حتى تصدر عن حكومة كرزاي مؤشرات تدل على انها قادرة على معالجة الفساد المستشري الذي ادى الى عودة تمرد طالبان.

وارسلت هذه الرسائل الدبلوماسية الى واشنطن قبل انعقاد مجلس الحرب الاربعاء الذي ضم الرئيس باراك اوباما ومستشاريه لبحث ارسال هذه التعزيزات لمواجهة التمرد الذي وصل الى اعلى مستوى له منذ ثماني سنوات.

وتتناقض اراء السفير كما اوردتها الصحيفتان، مع تصريحات الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي في افغانستان والذي حذر من انه اذا لم يتم ارسال عشرات الاف من الجنود الاضافيين فان المهمة في افغانستان ستفشل.

واظهرت عمليات التزوير الواسعة التي شابت الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 اب/اغسطس، حجم الفساد في الحكومة الافغانية مما دفع المجتمع الدولي الى ممارسة الضغوط على ادارة كرزاي الجديدة لمكافحة الفساد.

وقال هيراوي quot;اضافة الى ارسال مزيد من القوات الاميركية، فاننا نطالب بالاهتمام بتدريب قوات الامن الافغانية وتجهيزها حتى يمكنها على المدى البعيد ان تقف على قدميهاquot;. وعكس بيان اصدره البيت الابيض الاربعاء حيرة الادارة الاميركية العميقة بشان ارسال مزيد من الجنود بوجود حكومة افغانية ضعيفة وفاسدة.

وصرح مسؤول اميركي للصحافيين ان quot;الرئيس يعتقد ان علينا ان نوضح للحكومة الافغانية ان التزامنا ليس مفتوحا الى ما لا نهايةquot;. واضاف quot;بعد سنوات من الاستثمارات الكبيرة التي قام بها الشعب الاميركي، فان على الحكم في افغانستان ان يتحسن في فترة زمنية معقولةquot;.

ويخشى السفير الاميركي في افغانستان من ان تؤدي زيادة عديد الجنود الاميركيين في افغانستان الى زيادة اعتماد افغانسان على القوات الاميركية مما يقوض جهود واشنطن الى تحميل كابول مسؤولية اكبر عن امن البلاد، حسب الصحيفتين.

وقالت البوست ان رسائل السفير عكست القلق بشان تصرفات كرزاي دائمة التقلب. الا ان هيراوي قال ان تصرفات quot;الرئيس كرزاي ليست دائمة التقلبquot;، مضيفا انه تمكن من الحفاظ على الوحدة الوطنية رغم وجوج مليشيات داخلية في عهد ما بعد طالبان.

واضاف ان كرزاي quot;حاول ان يكون شريكا جيدا في المجتمع الدولي كما حاول الحفاظ على مصالح البلاد الوطنية. وكان كرزاي صرح في مقابلة مع تلفزيون اميركي مؤخرا ان quot;الاشخاص الضالعين في الفساد لن يكون لهم مكان في الحكومةquot;.