مابوتو: رفض اندري راجولينا الرجل القوي الجديد في مدغشقر اتفاقا حول تقاسم السلطة توصل اليه زعماء ثلاثة تيارات سياسية رئيسية الثلاثاء في مابوتو في غيابه، ووصفه بquot;الخيانة العظمىquot;. واتفق الرئيس المخلوع مارك رافالومانانا والرئيسان السابقان ديدييه راتسيراكا والبير زافي في مابوتو على لائحة بمرشيحهم الى الحكومة الانتقالية وفقا لاتفاق موقع في تشرين الثاني/نوفمبر في اديس ابابا.

وكان القادة الثلاثة وكذلك راجولينا اتفقوا انذاك على تشكيل حكومة يكون فيها لكل تيار حصة من ست حقائب. وبحسب التوزيع المتفق عليه في مابوتو يحصل تيار رافالومانانا على التجارة والشؤون الخارجية، وراتسيراكا على المالية والطاقة وزافي على البيئة والمناجم. وتركوا وزارات عدة رئيسية لاندري راجولينا ومنها القضاء والجيش والاقتصاد والصناعة.

لكن هذا الاخير رفض الوثيقة الموقعة الثلاثاء في مابوتو من قبل قادة التيارات الثلاث الرئيسية الاخرى. واعتبرت الرئاسة الانتقالية في بيان نشر مساء الثلاثاء في انتاناناريفو ان هذا الاتفاق quot;يمس السيادة الوطنيةquot; ويشكل quot;خيانة عظمىquot;. وكان راجولينا رفض المشاركة في الاجتماع موضحا انه لا يريد التفاوض في الخارج بشأن تشكيلة الحكومة المقبلة.

واضاف بيان الرئاسة ان باتفاقها هذا quot;عبرت التيارات الثلاث عن رغبتها في اقصاء اندري راجولينا عن رئاسة الدولةquot; وquot;الخروج عن ميثاق (الفترة) الانتقاليةquot;، مشيرا الى ان راجولينا quot;سيتخذ الاجراءات اللازمةquot; بدون مزيد من التفاصيل. وكان القادة السياسيون الرئيسيون الاربعة وقعوا في التاسع من اب/اغسطس اثناء اول لقاء في مابوتو اتفاقا على فترة انتقالية بهدف وضع حد للازمة السياسية الخطيرة التي تتخبط فيها مدغشقر منذ كانون الثاني/يناير.

وينص الاتفاق خصوصا على تشكيل حكومة انتقالية جديدة مؤلفة من 32 وزيرا وتنظيم انتخابات بحلول العام 2010. وكان رئيس الوساطة الدولية جواكيم شيسانو وصف من قبل نتيجة ذلك الاجتماع بانه quot;خطوة الى الامامquot;. وقال انذاك الرئيس السابق لموزمبيق للصحافيين quot;الان سنرى ما هي النتائجquot;.

لكن مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي الوسيط ايضا في هذه الازمة عبر عن quot;قلقه ازاء المأزق الذي توصل اليه تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في مدغشقر، ما قد يسيء الى التقدم الذي تحقق حتى الان لانهاء الازمةquot;.

وكان رافالومانانا اضطر للتنحي عن السلطة في 17 اذار/مارس الماضي بعد ان تخلى عنه الجيش وتحت ضغط التظاهرات التي اوقعت نحو مئة قتيل. وترك صلاحياته لمجلس عسكري سلمها بدوره الى راجولينا الذي كان حينذاك رئيسا لبلدية انتاناريفو.