يهاجم يوئيل حسون النائب عن حزب كديما برئاسة تسيبي ليفني، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وينتقد سياسته بشدة تجاه إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين، ووصفه بـأنه شخص غير جاد، الأمر الذي دفع الفلسطينيين لوضع شرط وقف البناء في المستوطنات للتفاوض مع نتنياهو.، ويرفض حسون محاكمة ليفني بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة. كما أنه يدعو الفلسطينيين إلى وضع تصريحات نتنياهو على المحك والتوجه فورًا إلى المفاوضات.


القدس: إعتبر عضو الكنيست يوئيل حسون، من كديما، رئيس لجنة مراقبة الدولة، أنَّ قرار نتنياهو الأخير بتجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية، كان قرارًا لا لزوم له لأنه يدخل إسرائيل في دائرة من التوتر الداخلي، وهو قرار جاء بفعل عدم جدية نتنياهو في المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال حسون في حوار خاص مع إيلاف quot;إنه لو كانرئيس الحكومة الإسرائيلي قد أطلق بصورة طبيعية مع انتخابه مفاوضات مباشرة مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، لكان جنّب كل إسرائيل الخوض في كل هذه القضايا والمسائل ولما كان هذا التجميد للاستيطان مطروحًا أصلاً اليومquot;. وأضاف حسون أنَّ السؤال المركزي هو هل نتنياهو مستعد ويريد التقدم في عملية سلمية مع الفلسطينيين، وهو سؤال سيكون عليه مواجهته ، إن لم يكن اليوم فغدًا.


وعضو الكنيست يوئيل حسون من أصغر أعضاء الكنيست سنا، فهو من مواليد العام 1973 ( في سن عضو الكنيست الليكودي ومساعد نتنياهو سابقًا، أوفير أكونيس)، وعلى غرار أكونيس دخل السياسة من عمله مساعدًا لرئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق شارون، وكان في بداية نشاطه رئيسًا لقسم الاستيطان في حركة الشبيبة الصهيونية بيتار، ومن ثم رئيسًا لها. عمل مفوضًا لشكاوى الجمهور في ديوان رئاسة الحكومة في عهد شارون، وعند انشقاق شارون عن الليكود وتأسيس كديما انضم حسون للحزب الجديد وانتخب عنه عضوًا للكنيست للمرة الأولى عام 2006، كما عُيّن عام 2006 عندما كان لا يزال في الثالثة والثلاثين من عمره رئيسًا للمؤتمر الصهيوني في القدس، وكان أصغر رئيس للمؤتمر الصهيوني منذ تأسيسه إلا أنه اضطر للاستقالة من النصب لكونه يتناقض وقانون الحصانة البرلمانية.

وفي ما يلي نص الحوار:
دعني أستهل المقابلة بسؤال عن الوضع السياسي الراهن في إسرائيل، المواجهات بين الجيش والمستوطنين، تصريحات رئيس الحكومة بشأن تجميد البناء في المستوطنات والكتل الاستيطانية وتحفظات كديما بهذا الخصوص، كيف ترى هذه المواجهات وكيف ستنتهي، وما هي مدلولات ذلك وانعكاسات هذه المواجهة على سيادة الحكومة وشرعيتها في الميدان؟

دعني بداية أقول إننى لا أعتقد بأنه كان على رئيس الحكومة أن يعلن عن تجميد البناء في الكتل الاستيطانية، فأنا لا أرى أنها تشكل عائقًا أمام السلام. أعتقد أنه لو كان نتنياهو وبصورة طبيعية منذ بداية طريقه بدأ بمفاوضات سلمية مع الفلسطينيين، لما كانت هناك حاجة لكل هذه القضية ولا لهذا التجميد لأعمال البناء. هذه الخطوة من نتنياهو تدخل إسرائيل في حالة توتر داخلي لا لزوم له.
السؤال الرئيس هو هل يريد نتنياهو وهل هو مستعد للدخول في عملية سلام مع الفلسطينيين. هذا السؤال سيدق باب نتنياهو في نهاية المطاف إن لم يكن اليوم فغدًا، ولكن ومن جهة أخرى علي أن أقول، وإن كان بمقدوري أن أتفهم الأسباب الموضوعية لذلك، إلا أنني أسفت جدًّا في بداية الطريق، لموقف أبو مازن ورفضه لقاء نتنياهو، فأنا أعتقد أن على أبو مازن والفلسطينيين، أن يدعوا بل أن يقودوا خطوة باتجاه دعوة نتنياهوإلى المفاوضات والعودة إلى مسار المفاوضات كما كان في السابق.

لكن الفلسطينيين يعتقدون أن خطاب نتنياهو في بار إيلان، وخطواته السياسية اللاحقة هي في واقع الحال مجرد مناورات لتخفيف الضغوط الممارسة عليه وتحديدًا الضغوط الأميركية والأوروبية، وأن نتنياهو لا يقصد في الواقع ما يقوله؟

أنا أوافقك الرأي، بأن هناك شكًّا بأن مواقف نتنياهو غير صادقة وغير حقيقية، لذلك علينا أن نمتَحِنه وأن نضع نتنياهو على المحك، ونقوده إلى مسار تفاوضي، وأعتقد أنه كان يجب القيام بذلك منذ البداية، وجر نتنياهو إلى المفاوضات بدلاً من الانشغال بما يجب تجميده الآن وما يجب تجميده غدًا. كان يجب التوجه نحو مفاوضات ، لكن أبا مازن عندما رفض الخوض في مفاوضات مع نتنياهو فإنه في الواقع قدم له خدمة وحقق لنتنياهو غاياته. فلا مناص من المفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين. فلا يمكن لنا أو للفلسطينيين الوصول إلى سلام من دون مفاوضات.

هل تعتقد أن رئيس الحكومة، والحكومة الحالية بتركيبتها الحالية، وبهذه المركبات من اليمين المتطرف المكونة لها قادرة على ان تتجه نحو السلام؟

أعتقد أن نتنياهو، ولنقل إن هناك حكومة بتركيبتها الحالية، لا أعتقد أنها قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة في المجال السياسي. لو كانت الحكومة الحالية هي حكومة وحدة وطنية مكونة من الليكود وحزب العمل وحزب كديما، لكان هناك أمل كبير. ولكن الحكومة بتركيبتها الحالية كما هي اليوم، فإنني متشائم جدًّا بشأن قدرتها على إحراز التقدم. ولكن ومن جهة ثانية أعتقد أنه في حال قرر رئيس الحكومة أن يسير على نهج مبدئي نحو السلام فإن الحكومة ستحظى بتأييد كديما من موقعها في المعارضة.

ولكن إذا كنت أنت بنفسك متشائمًا من قدرات الحكومة الحالية ونواياها، لماذا على الفلسطينيين أن يخوضوا في مفاوضات مع حكومة في الوقت الذي يرون فيه حزبًا جادًا وله وزنه مثل حزب كديما لا يؤمن بالحكومة؟ لماذا عليهم أن يؤمنوا برئيس الحكومة؟

أنا لا أوافق على تحليلك، فأنا أعتقد أن تشاؤمي هنا ليس مؤثرًا، فهذه أمور يجب فحصها، فإذا جاء نتنياهو وأعلن استعداده للخوض في مفاوضات مع الفلسطينيين فيجب القيام بذلك، على الفلسطينيين أن يجلسوا للتفاوض معه، وإذا كان الفلسطينيون لا يصدقون نتنياهو فليقوموا بوضعه تحت الاختبار، لأن وقوف الفلسطينيين اليوم جانبًادون أنيخوضوا المفاوضات، فهذا أمر لا أوافق عليه ولا أتعقد أنه صحيح، فقد تفاوض الفلسطينيون معنا (يقصد حكومة أولمرت وليفني. ن، و) حتى في حالات وأوضاع صعبة للغاية ..

لكنهم حصلوا من كديما على أمور كثيرة، فقد وافقت كديما على موضوع تقسيم القدس وتقاسم السيادة وأمور أخرى...

ولكن حتى قبل ذلك بكثير كانت هناك مفاوضات، ودعني أوضح هنا شيئًا: حزب كديما لم يعرض على الفلسطينيين شيئًا، بل تحدث معهم ، حكومة كديما وافقت على طرح كل موضوع على طاولة المفاوضات، وهذا ما يسمى بمفاوضات دون شروط، وهو ما كان أيضًا من جانب أبي مازن. فلو كان نتنياهو يريد اليوم مفاوضات من دون شروط مسبقة، فعليه أن يوافق على ذلك ايضًا من جانب أبي مازن. فأبو مازن مثلاً لم يطالبنا بتجميد المستوطنات ولذلك أعتقد أنه كان على أبي مازن أن يجلس مع نتنياهو منذ البداية وأن يختبر نواياه ومدى صدق هذه النوايا، وهل بمقدوره أن يقود عملية سياسية. واليوم نحن في وضع لا نعرف فيه ما الذي يريده رئيس الحكومة، ونعرف أن ائتلافه في الحكومة يضع أمامه صعوبات كما أن الفلسطينيين أنفسهم لم ينخرطوا في مفاوضات معه. مثل هذا الأمر لم يكن ليحدث لو كنا نحن في الحكومة فكما تعلم لو ظلت كديما في الحكومة لكنا واصلنا المفاوضات ، ولكنا توصلنا إلى اتفاق سلام.

كيف تفسر أنه تحت حكومتكم، وعلى الرغم من الحرب على غزة فقد تفهم العالم موقف إسرائيل، بينما يبدو الوضع اليوم، تحت رئاسة نتنياهو وكأن إسرائيل تسير على طريق مواجهة مع العالم، مع الاتحاد الأوروبي، وشبه مواجهة مع الإدارة الأميركية؟

السبب بسيط للغاية، وهو أن العالم صدق كديما، وصدق أن نوايانا السلمية صادقة، وأننا عندما نخوض مفاوضات فنحن صادقون في نوايانا لذلك كان لنا quot;مصداقية في العالمquot; فنحن نحارب المتطرفين من جهة، ونحارب الإرهاب، وأعتقد أنه يجب ألا نتردد في محاربة الإرهاب، لكننا وفي الوقت نفسه عملنا مع المعتدلين، ودخلنا معهم في مفاوضات وكانت لنا أجندة واضحة، وافقنا على مبدأ الدولتين للشعبين وكان النقاش هو حول ترسيم الحدود..

لماذا إذا لم تقطف ثمار هذه الأجندة وهذه المصداقية؟

برأيي إن السبب هو أننا لم نملك الوقت الكافي، فلو بقينا في الحكم لكنا توصلنا إلى اتفاق سلام، فقد قطعت العملية في أوجها. فلو ليفني تمكنت من تشكيل الحكومة لكانت دخلت مكتب أولمرت نفسه وأكملت العملية من حيث توقفت، ولكن أريد أن أقول شيئًا وهو مهم، فعلينا أن نقول هناإنَّ القيادة الفلسطينية وفي لحظات كثيرة لم تملك القدر الكافي من الشجاعة المطلوبة، فإذا نظرت إلى صراعات أخرى أشد وأفظع من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومع ذلك تم التوصل إلى حل لها، تجد أن الحل كمن أساسًا بتوفر قيادات شجاعة في الطرفين، أنا ابحث اليوم عن بن غوريون فلسطيني، عن زعيم فلسطيني يقول للشعب الفلسطيني ستكون لنا دولة فلسطينية وسنحقق الحلم لكننا لن نحقق كامل حلمناquot;، ويؤسفني القول إن مثل هذا الزعيم غير متوفر للفلسطينيين اليوم.

لكن الفلسطينيين يقولون بذلك اليوم؟

ليس في الميدان، لأنه عرضت على الفلسطينيين في المفاوضات اقتراحات جذابة، إلا أنهم رفضوا قبولها، لأنهم لم يملكوا الشجاعة ليقولوا لشعبهم حصلنا، ولكن ليس على كل ما نريد.

هل تعتقد أن الفلسطينيين سيقبلون باتفاقية سلام دون القدس الشرقية عاصمة لهم؟

أعتقد أن بمقدور الفلسطينيين، في مسالة القدس، أن يكونوا جزءًا من إيجاد حلول خلاقة، دون أن تكون هذه الحلول منطوية على تقسيم فعلي للمدينة كما يريدون هم، تمامًا مثلما أننا لن نحصل على كل ما نريد. القدس هي موضوع quot;إبداعيquot; سيتطلب حلاًّ إبداعيًّا إلا إذا كنا نريد حياة أخرى.

أي بعبارة أخرى لا لتقسيم القدس؟

إذا كنا نتحدث اليوم عن تقسيم القدس في الأماكن المقدسة، ووضع حد عند حائط المبكى بيننا وبين الفلسطينيين، فإن ذلك ليس فقط لن يساهم في إيجاد حل بل سيهدم المدينة بأكملها ويحولها إلى أكثر مدينة عنيفة في العالم، ولا أعرف أحدًا يريد ذلك، هناك مسائل أخرى مثل مصير الأحياء البعيدة والنائية وهذه يجب أن تبقى مفتوحة، أعتقد أن القدس يجب ان تبقى مدينة مفتوحة أمام الجميع ، ولكن لا حاجة لتغيير السيادة فيها أو تغيير الحدود.