طلال سلامة من روما: على غرار الفارس سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي، الذي يهاجم خصومه اليساريين ، بين الفينة والفينة، عن طريق وسائل إعلامية، صحفية وتلفزيونية، تمتلكها أسرته يحاول زعماء اليسار اليوم تقليد ما فعله ويفعله برلسكوني بنجاح، لغاية اليوم. على سبيل المثال، لا يتأخر فالتر فلتروني، زعيم المعارضة الذي يقود حزباً على وشك الانشطار هو الحزب الديموقراطي اليساري، عن إعلان حالة الاستنفار لدى الوسائل الإعلامية المقربة إليه، كما صحيفة quot;الوحدةquot; لمهاجمة ما يعتبره خطراً على مستقبل اليساريين والشيوعيين بإيطاليا. فالجميع يعلم جيداً أن ترقية برلسكوني السياسية ستكون في انتخابه رئيساً للجمهورية، بعد انتهاء فترة تولي جورجو نابوليتانو، رئيس الجمهورية الحالي، الحكم هنا، في القصر الجمهوري quot;كوريناليquot;.
ويعلم الجميع كذلك أن فرص برلسكوني في الهيمنة على أعلى منصب مؤسساتي بروما هي أكثر من حسنة. ولا يحتاج برلسكوني لا للنصائح ولا للاستشارات لمباشرة الإعداد لانتخابات رئاسة الجمهورية، التي يمكن أن يقررها الشعب الإيطالي مباشرة في حال نجح الفارس برلسكوني سوية مع وزير العدل في إصلاح quot;الإصلاحquot;، بصورة خفية كما فعل دوماً للنيل على طموحاته متعددة الأوجه.
في سياق متصل، يتهم فلتروني برلسكوني، برغم من انفتاح حزبه على أكثر من طاولة حوار مع الائتلاف الحاكم أي حزب الحرية، بأنه يحلم دخول القصر الجمهوري فقط. في الحقيقة، ستحول القوى اليسارية دون هيمنة برلسكوني على سلطة رئاسة الجمهورية، التي ستضع أمامهم عراقيل كثيرة. ويتمسك فلتروني بأن الشخصيات التي تعاقبت على هذه السلطة، التي من شأنها قلب الموازنات السياسية على نحو جذري، نجحت في ضمان وحدة البلاد، من جهة، واحترام القواعد التشريعية، من جهة أخرى. أما برلسكوني فانه غير قادر على تقديم أي ضمانة للوحدة الوطنية لا بل انه شخصية متناقضة تميل الى تقسيم البلاد بالسيف. لذلك، فان حلم برلسكوني، ليضحي قريباً رئيساً للبلاد، يدخل في إطار خطة ديكتاتورية يحاول برلسكوني ترويجها بمساعدة فريقه التنفيذي.
في الحقيقة، يتساءل البعض حول ردود فعل فلتروني على بعض تصريحات برلسكوني. فهل فلتروني ثائر بوجه برلسكوني لأنه مقهور منه كون الأخير يسجل نصراً تلو الآخر على حساب التشتت اليساري هنا؟
التعليقات