طلال سلامة من روما: ما ان لاذ فالتر فلتروني، المستقيل من الحزب الديموقراطي اليساري، بالفرار حتى أتى quot;داريو فرانشسكينيquot; محله للتمسك بمساعدات مالية شبه مستحيلة على حكومة روما اعتناقها بأسرع ما يمكن. وكأن فرانشسكيني، على غرار رفيقه السابق، يحاول غرز خناجر مناوراته في جروح العاطلين عن العمل بهدف استقطابهم إليه وربح شريحة جديدة من الناخبين. ويبدو أن تداعيات مناوراته ستكون إيجابية من دون أن نرى، على الأرجح، أي تطبيق واقعي لها. من جانبه يأبى برلسكوني الخضوع لاقتراح فرانشسكيني كونه غير متجانس مع الوضع الراهن المتأزم. لا بل من الممكن أن تقوم المساعدات الحكومية بتسريع وتيرة تسريح العمال والموظفين بالآلاف. مع ذلك، فان الرأي العام وآراء الناخبين، حول ملف quot;التشيك الاجتماعيquot; لصالح العاطلين عن العمل، مرجعاً هاماً للخيارات السياسية القادمة.

اعتماداً على آخر الإحصائيات، التي نفذها مؤخراً خبراء وزارة الداخلية، فان الناخبين الإيطاليين منقسمين الى فئتين. الأولى، وهي الأوسع كونها تتألف من 60 في المئة من هؤلاء الناخبين، ترى في اقتراح المساعدة المالية، الذي تقدم به فرانشسكيني، وجهة نظر منطقية وعقلانية. ان أغلب هؤلاء الناخبين ينتمي الى الشرائح الاجتماعية الأكثر ضعفا كما النساء والمسنين في جنوب ايطاليا. أما الفئة الثانية(37 في المئة من الناخبين) فهي تؤيد رئيس الوزراء برلسكوني في موقفه الرافض لأي هدية مالية للطبقة العاملة المشلولة. بالطبع، فان تباين الآراء أساسه التوجهات السياسية.

في التفاصيل، فان 78 في المئة من ناخبي الحزب الديموقراطي اليساري، و68 في المئة من ناخبي حزب quot;قيم ايطالياquot; التابع للمدعي العام السابق أنتونيو دي بياترو و57 في المئة من ناخبي حزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين يؤيد مناورة فرانشسكيني السياسية-الاقتصادية. ولا يخلو اقتراح الأخير من استقطاب جزء من ناخبي ائتلاف برلسكوني. إذ ان 42 في المئة من ناخبي الائتلاف الحاكم و38 في المئة من ناخبي رابطة الشمال يؤيده. إذن، فان اقتراح فرانشسكيني وجد صدى إيجابياً حتى داخل المحرك الانتخابي لائتلاف الوسط اليميني!