مقديشو: اقترب قارب نجاة استخدمه قراصنة صوماليون يحتجزون قبطانا اميركيا رهينة من ساحل الصومال الذي يشهد غيابا للقانون يوم الاحد فيما تتعقبه سفن حربية اميركية لمنع القراصنة من الفرار.
وذكر مسؤولون عسكريون اميركيون ان قارب النجاة الذي نفد وقوده منذ فترة اقترب الى مسافة 32 كيلومترا من ساحل الصومال بحلول وقت متأخر من مساء السبت. واعرب المسؤولون عن خشيتهم من أن القراصنة ربما يحاولون الفرار برهينتهم اذا وصل القارب الى الشاطئ.
وقالت مصادر من القراصنة الصوماليين وسكان انهم لا يعتقدون ان قارب النجاة قريب الى هذه الدرجة من الساحل.
وقال سكان انهم رأوا طائرتي هليكوبتر تحلقان صباح الاحد فوق منطقة ميناء هاراديري الصومال المطل على المحيط الهندي.
ووصلت سفينة الحاويات التي ترفع العلم الاميركي مايرسك الاباما والتي احتجز الاسبوع الماضي قبطانها ريتشارد فيليبس الى ميناء مومباسا الكيني بسلام يوم السبت في الوقت الذي توجه وسيط صومالي الى البحر على امل تأمين الافراج عن فيليبس.
وصاح أحد افراد طاقم السفينة التي تبلغ حمولتها 17 الف طن اثناء رسوها quot;القبطان بطل. لقد أنقذ حياتنا من خلال تسليم نفسه.quot;
وكان مسلحون هاجموا السفينة على مسافة بعيدة في المحيط الهندي يوم الاربعاء لكن طاقمها الاميركي المؤلف من 20 فردا تصدوا فيما يبدو للخاطفين واستعادوا السيطرة على السفينة.
وقال أقارب فيليبس انه تطوع لركوب قارب النجاة مع القراصنة مقابل سلامة سفينته وطاقمها. ويريد القراصنة الاربعة الذين يحتجزونه فدية تبلغ مليوني دولار من اجل اطلاق سراحه بالاضافة الى توفير ممر امن.
وتوجد ثلاث سفن حربية أميركية بينها المدمرة بينبريدج في المنطقة حول قارب النجاة.
وقال مسؤولون عسكريون ان القراصنة اطلقوا النار على مركب صغير انطلق من المدمرة بينبريدج واقترب منهم يوم السبت. ولم يصب احد بسوء وعاد المركب ادراجه.
ويعاني الصومال منذ 18 عاما من حرب أهلية واصبحت المياه الدولية قبالة الدولة الواقعة في القرن الافريقي من اخطر المناطق في العالم.
وفيليبس واحد من حوالي 270 رهينة يحتجزهم الان القراصنة الصوماليون الذين ينقضون على السفن في الممرات البحرية المزدحمة في خليج عدن والمحيط الهندي.
واستولى القراصنة يوم السبت على زورق قطر يرفع العلم الايطالي ويقطر مركبي بضائع وعلى متنه طاقم مكون من 16 فردا بينهم عشرة ايطاليين في خليج عدن. وكان القارب الذي يبلغ طوله 75 مترا متجها نحو ساحل الصومال.
واثار خطف مايرسك الاباما اهتمام العالم لأن فيليبس هو اول مواطن أميركي يتعرض للخطف واستعاد طاقمه السيطرة على السفينة.
واجبرت المواجهة الرئيس الأميركي باراك اوباما على التركيز على مكان يرغب معظم الاميركيين نسيانه. وكان التدخل الاميركي في الصومال في اوائل تسعينات القرن الماضي بمثابة كارثة وشهد معركة quot;سقوط البلاك هوكquot; عام 1993 التي قتل فيها 18 جنديا أميركيا واوحت بتأليف كتاب وتحولت الى فيلم سينمائي.
وقال متحدث باسم البيت الابيض ان مساعدي اوباما ابقوه على اطلاع على التطورات بشأن الوضع يوم السبت.
وقال جون رينهارت المدير التنفيذي ورئيس شركة ميرسك في نورفولك بولاية فرجينيا ان مكتب التحقيقات الاتحادي يحقق في عملية الخطف في كينيا.
وقال في مؤتمر صحفي في نورفولك quot;بسبب هجوم القراصنة ابلغنا مكتب التحقيقات الاتحادي بان هذه السفينة تعد مسرح جريمةquot; مضيفا انه يتعين على اعضاء الطاقم البقاء على متن السفينة.
ولم يتضح كيف استعاد الطاقم السيطرة على السفينة التي تحمل الاف الاطنان من المعونات الغذائية للصومال واوغندا وكينيا.
وارسل زعماء قبائل صوماليون وسيطا يوم السبت على امل انهاء المواجهة بين البحرية الاميركية والقراصنة الاربعة الذين يحتجزون فيليبس (53 عاما) وهو اب لطفلين من ولاية فيرمونت.
وقال أندرو موانجورا وهو منسق جماعة اقليمية تتابع اعمال القرصنة quot;يسعون فقط للترتيب لعودة امنة للقراصنة دون حصولهم على فدية.quot;
وانطلق الوسيط وهو رجل صومالي الى البحر على متن قارب ولكن لم يتضح كيف يخطط للوصول الى قارب القراصنة.
ولا تزال عصابة القراصنة التي تحتجز فيليبس على تحديها. وقال أحد القراصنة لرويترز في اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية quot;لا نخشى الاميركيين ... سندافع عن أنفسنا اذا هوجمنا.quot;
ويحتجز القراصنة نحو 17 سفينة على الساحل الشرقي للصومال بينهم ست سفن خطفت الاسبوع الماضي فقط.