خلف خلف رام الله: كسر الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;أبو مازنquot; اليوم الحاجز الجليدي مع الحكومة الإسرائيلية من خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

واستغل عباس، مناسبة أعياد الفصح اليهودية للاتصال مع نتنياهو، وتقديم التهنئة له، إلا أن المكالمة الهاتفية والتي تعتبر أول اتصال بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، لم تنته دون أن يبحث الاثنان موضوع السلام، وسط تطمينات حملها نتنياهو للرئيس عباس، قائلا له:quot; سنعمل على تحقيق السلام معا في المستقبلquot;.

وتجدر الإشارة إلى أن الأنباء بقيت متضاربة حول مستقبل العلاقة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية الجديدة بسبب التركيبة اليمينية لتلك الحكومة، كما أن الرئيس الفلسطيني اشترط أن تعترف حكومة نتنياهو بالاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية فوق الأراضي الفلسطينية، وأن يسير نتنياهو باتجاه اتفاق سلام يؤدي في النهاية إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.

وأراد نتنياهو أن يبعث رسالة طمأنة أخرى للفلسطينيين، وما أن انتهت المكالمة الهاتفية مع عباس، حتى سارع مكتب نتنياهو لإصدار بيان صحافي شرح فيه طبيعة المحادثة والتي وصفها البيان بأنها quot;مكالمة دفء وصداقةquot;.

وتبدي السلطة الفلسطينية قلقها من طبيعة الحكومة الإسرائيلية خاصة بسبب وجود وزير الخارجية إفيغدور ليبرمان والذي يحمل مواقف متطرفة ضد الفلسطينيين في تلك الحكومة، ويرفض ليبرمان قرارات مؤتمر أنابوليس للسلام الذي عقد في الولايات المتحدة الأميركية برعاية الرئيس السابق جورج بوش.

وأقر رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني احمد قريع رئيس الفريق الفلسطيني أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في مأزق صعب. واضاف قريع:quot; أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى مؤتمر دولي يحدد المرجعيات حول قضايا الوضع النهائيquot;.

وكانت السلطة الفلسطينية عبرت سابقا عن استيائها من تصريحات ليبرمان بشان السلام.

وفي الوقت الذي تعيش فيه الحكومة الإسرائيلية مرحلة quot;جس نبضquot; فأن بنيامين نتنياهو يريد أن يعرف بشكل دقيق كيف ستتعامل الولايات المتحدة الأميركية مع حكومته وما هو السلام الذي يريده باراك أوباما، وبعدها سيقرر الاتجاه الذي سيسير فيه مع الفلسطينيين بشأن المفاوضات.

ويتوقع نتنياهو أن تكون هناك مواقف أميركية حازمة بشأن ضرورة استئناف العملية السلام وأن لا يكون هذا الاستئناف من نقطة الصفر وإنما من حيث انتهت المفاوضات مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.

ويشكل لقاء نتنياهو مع أوباما الشهر القادم في واشنطن خطوة توصف بأنها quot;محو للضبابquot; الذي يمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي من الحديث بشكل صريح عن السلام مع الفلسطينيين، ويعتقد نتنياهو أيضا أن أوباما قد يوجد لديه أفكارا جديدة للسلام ويريد سماعها أولا، كما كلف كبار مستشاريه إعداد طروحات يمكن تقديمها لأوباما لتكون بمثابة خيارات جديدة للسلام مع السلطة الفلسطينية.