أنقرة: أفادت التقارير الواردة من تركيا بأن شرطيا ومدنيا قُتلا خلال اقتحام شقة سكنية في أحد أحياء مدينة اسطنبول اليوم الاثنين، حيث يُعتقد أنها كانت تُستخدم مخبأ (وكرا) لعناصر ينتمون إلى مجموعات يمين اليسار المعارضة في البلاد.
وقالت التقارير إن عددا آخر من عناصر الشرطة، بالإضافة إلى مصوِّر تلفزيوني، أُصيبوا أيضا بجروح من جرَّاء الشظايا المتطايرة الناجمة عن المتفجرات التي استُخدمت في الهجوم.
وذكر محافظ اسطنبول، معمَّر غولر، أن عناصر الشرطة تعرَّضت لدى اقتحامها الشقة المذكورة لنيران من قبل quot;واحد أو اثنين من الإرهابيينquot; الذين كانوا يختبئون في الداخل.
ونقلت تقارير غير مؤكدة عن مصادر شرطية قولها إن ثلاثة مسلحين كانوا يختبئون داخل الشقة، وهم ينتمون إلى منظمة يسارية سرية تُعرف باسم quot;مقر القيادة الثوريةquot;.
ألغام ومفرقعات
وأضاف غولر قائلا إن كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت داخل الشقة التي جرى اقتحامها، بما في ذلك ألغام مضادة للأفراد ومفرقعات، ولهذا السبب تمكن المسلحون من مواجهة ومجابهة العشرات من ضباط الشرطة.
وقد أظهرت لقطات بثتها محطات التلفزة المحلية وحدات الشرطة وهي تحاصر مبنى سكنيا مكونا من عدة شقق في حي بوستانسي في المدينة.
كما شوهد عناصر الشرطة وهم يطلقون النار من أسلحتهم الآلية (الأوتوماتيكية) ويستخدمون الغاز المسيل للدموع، وسُمعت أصوات دوي انفجارات كانت تهز المنطقة بين الحين والآخر.
تأهُّب واستعداد
وحلقت طائرات هيلوكبتر تابعة للشرطة فوق موقع الحادث حيث وُضعت مجموعة من سيارات الإسعاف والإطفاء على أهبة الاستعداد، تحسبا للأسوأ.
وقال غولر إن قوات الأمن اعتقلت 10 مشتبه بهم من المجموعات اليسارية والكردية والإسلامية المتطرفة، وذلك خلال 60 غارة منفصلة قامت بها أثناء الليل.
وأضاف قائلا: quot;كانوا يخططون لشن هجمات مسلحة مثيرة ووشيكة. فقد صادرنا الكثير من الأسلحة والقنابل والألغام.quot;
ونقلت التقارير عن شهود عيان قولهم إن أحد المارة أُصيب أيضا بطلق ناري في الحادث، كما أظهرت لقطات تلفزيونية شخصا يستلقي على الأرض بدون حراك وسط بركة من الدماء.
وقد جاءت أحداث اليوم قبل أيام فقط من عيد العمال العالمي الذي يصادف في الأول من شهر مايو/أيار المقبل، وهي المناسبة التي تظل فيها الشرطة عادة في حالة تأهب واستنفار، تحسبا لوقوع اشتباكات مع المسلحين اليساريين.
ضغوط نقابية
وكانت تركيا قد أعلنت الأسبوع الماضي يوم الأول من مايو/أيار عطلة رسمية، إذ خضعت بذلك للضغوط التي مارستها عليها نقابات العمال لاتخاذ هكذا خطوة.
إلا أن السلطات رفضت منح الترخيص للجهات التي ترغب بإحياء المهرجانات والأعياد والمناسبات في quot;ميدان تقسيمquot; في اسطنبول، والذي يحمل رمزية معينة لدى الأتراك، طالما أنه شهد مقتل العشرات عام 1977 عندما فتح مسلح مجهول النار على المارة، مسببا تدافعا كبيرا بينهم.
يُذكر أن تركيا كانت قد ألغت عطلة الأول من مايو/أيار، وذلك إبَّان الإنقلاب العسكري الذي شهدته البلاد عام 1980، واعتبر قادته يومذاك الأعياد والاحتفالات فرصة للناشطين اليساريين لتعزيز تواجدهم وتحركاتهم.