وفقا ً لتقرير صدر مؤخرا ً عن معهد واشنطن للأبحاث
جهود المصالحة الأميركية مع إيران تثير ذعر وانزعاج القاهرة
أشرف أبوجلالة من القاهرة: أزاح تقرير صدر مؤخرا ً عن معهد واشنطن للأبحاث النقاب عن أن المجهودات التي تبذلها إدارة الرئيس باراك أوباما خلال هذه الأثناء للمصالحة مع إيران تسببت في شعور مصر بالقلق، وأثارت حالة من الذعر في القاهرة. وأضاف هذا التقرير، الذي أعده كلا ً من الباحثين دافيد بولوك ومحمد ياغي، أن الدبلوماسيين المصريين وكذلك العرب لم يشعروا بالارتياح تجاه الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية الحالية والتي ترمي إلى طمأنتهم بأن التغيير الذي طرأ على أجندتها السياسية تجاه إيران لا يعني تخليها عن معارضتها لجهود زعزعة الاستقرار النووية والإقليمية لطهران.
وبحسب هذا التقرير الذي صدر تحت عنوان ( حملة مصر ضد إيران ترسل إشارة لواشنطن ) ، فإن إعلان مصر عن وجود خلية تابعة لتنظيم حزب الله في القاهرة وشبه جزيرة سيناء كان يُقصَد من ورائه التعبير عن حالة الفزع التي تُسيّطر على الإدارة المصرية حيال السياسة الأميركية تجاه إيران، خاصة ً وأن المصريين يشعرون بالقلق بصفة خاصة من المحاولات الإيرانية لاختراق الدول العربية. ويتردد أن خلية حزب الله، المدعومة ماليا ً من جانب إيران، قد تم اعتبارها جزءا ً من سياسة طهران التي تهدف من ورائها إلى زعزعة استقرار الحلفاء المؤيدين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء في التقرير أيضا ً :quot; خلال مؤتمر صحافي تم عقده مؤخرا ً في وزارة الخارجية الأميركية لمجموعة انتقائية من الدول العربية الصديقة، من بينها مصر، تردد أن الرسالة الأميركية أكدت على أن مجهوداتها لفتح صفحة جديدة الآن مع إيران سوف تعمل على تحسين جوانب الدخول في مواجهة لاحقة مع إيران، إذا ما استدعت الأمور ذلك. لكن الدبلوماسيين العرب لم يجدوا على ما يبدو أن تلك الرسالة مطمئنة تماما ً، في الوقت الذي تساءل فيه البعض بحدة عن المزيد من التهديدات الإيرانية الوشيكة. هذا وتعتبر الكشوفات التي قدمتها مصر مؤخرا ً عن المؤامرة التي كان يخطط حزب الله لتنفيذها على أراضيها بمثابة المثال الأبرز على ذلكquot;.
وتابع التقرير :quot; ترسل القاهرة إشارة إلى واشنطن مفادها أن الملف النووي ليس الجانب الأوحد ndash; أو حتى الأكثر إلحاحا ً - للتهديد الإيرانيquot;. كما كشف التقرير كذلك عن أن مصر قامت باعتقال قائد خلية حزب الله في نوفمبر عام 2008، لكن نظام الرئيس حسني مبارك رفض الكشف عن الشبكة حتى قرر خوض محاولة التأثير على سياسة الولايات المتحدة والدول العربية تجاه إيران. وقال التقرير أيضاً :quot; يعكس ذلك بوضوح أن القاهرة تُسيِّر الأطراف نحو مناقشة تستقطب اهتمام جميع الدول العربية بصورة متزايدة حول النفوذ الإيراني في المنطقة. كما أن الأمر الأكثر أهمية في هذه القضية هو تحدي مصر الصريح ليس فقط لحزب الله، وإنما للجهات الإيرانية التي ترعاه أيضا ًquot;.
وفي النهاية، حث واضعو التقرير إدارة الرئيس أوباما على مساعدة مصر في التصدي لمجهودات زعزعة الاستقرار التي تبذلها إيران. وقالوا أن الحملة المصرية ضد حزب الله من الممكن أن تمنح واشنطن فرصة لإظهار دعمها لحلفائها في العالم العربي. واختتم التقرير بالقول :quot; يتوجب على الولايات المتحدة أن تتحرك بصورة سريعة لتقديم الدعم الشعبي القوي والمساعدات الملموسة لمصر وغيرها من الحكومات العربية فيما يبذلونه من جهود للتصدي لموجات التخريب الوقحة والمتزايدة من جانب إيران. ومثل هذا الموقف لا يتعارض مع بحث واشنطن عن وسيلة للتعامل مع إيران. بل على العكس، يكمن جوهر الكفاءة السياسية لأي دولة بالضبط في القدرة على التحدث والقيام في نفس الوقت بحماية مصالح الفرد والحفاظ على مبادئهquot;.
التعليقات