أوباما يجدد العقوبات المفروضة على سوريا

بهية مارديني من دمشق: تشكل عودة النشاط على خط دمشق واشنطن إعادة إحياء لمندوحة قديمة لم تقطعها إلا إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش التي ارادت في وقت ما ان تغير المعادلة في سوريا ولكن حكام دمشق استطاعوا ان يتجنبوا العاصفة وهاهم يعودون مجددا الى ممارسة ما أجادوه من إلاعيب سياسية مع واشنطن التي تجد نفسها ربما مضطرة الى ان تشارك السوريين رقصة الفالس املا وطمعا في ان تحصل الولايات المتحدة على تنازلات بالوصال وتجديد عهود الغرام وذلك تعويضا عما لم تحصل عليه بالحصار والغلظة والشدة .

فالهبة الساخنة التي بادرت بها ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تجاه السوريين فور تسلمها مقاليد السلطة في واشنطن تشير الى ان الحوار والنقاش والاخذ والرد ربما بدأ بين الطرفين حتى قبل تسلم الاداراة الاميركية الجديدة السلطة وهو مايعني ان الطرفين لم يرغبا منذ البداية اضاعة الوقت فهما بحاجة الى بعضهما البعض وكلاهما يشعر بالحاجة الى التغيير وهذا التغيير كان شعار حملة اوباما الانتخابية .

الحوار العميق (كما يصفه الطرفان ) الاميركي والسوري قد يبدو في بعض الاحيان حاجة ظرفية مرتبطة بحسابات كليهما فدمشق تريد ان تثبت للعالم انها على صواب وان نهجها (الممانع والرافض للإملاءت) قد نجح وهاهي تجر اميركا مجددا الى حوار يحترم حقوقها فيما تريد الولايات المتحدة بإداراتها الجديدة تكريس نهج جديد في علاقاتها الدولية يقوم على مقاربة جديدة بعيدا عن لغة التهديد والوعيد التي عمقت الكره والغضب ضد الولايات المتحدة في مختلف انحاء العالم .

السوريون يريدون تحسين صورتهم وقبولهم في العالم سواء عبر توسيع التعاون مع الولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا وتاليا مع اوروبا كما انهم يريدون انخراطا اميركيا جديا في عملية السلام لان السوريين يدركون انه لايمكن لاحد في هذا العام ضمان السلام والقدرة على التأثير على اسرائيل سوى الولايات المتحدة بالرغم من انه في دمشق هناك من لايزال يعتقد بأن الولايات المتحدة مجرد (افعى تبدل جلدها) وان التغيير موسمي ظرفي ولكن لابأس من اللعب معها وكسب الوقت مادام الطرف السوري يكرس مكاسبه التي حصل عليها بفضل ( مايمكن وصفه بأنه فشل ) واشنطن وتل ابيب على غير ساحة في المنطقة من العراق الى لبنان الى غزة الى التعامل مع الملف النووي الإيراني .

اما واشنطن فالبعض يقول انها تريد حقا ان تجذب دمشق بعيدا عن طهران وتريد ايضا ان تكسب المزيد من الإصدقاء او تريد ان لاترى تزايد الاعداء فدمشق كانت على الدوام تحافظ على رباط وان رفيع مع واشنطن ولم ينقطع او يكاد هذا الرباط الا في عهد بوش وهاهي الادارة الاميركية الجديد تعيد الامور الى نصابها خصوصا وانه من الواضح ان الأميركيين يراهنون على دمشق في تبريد الساحة العراقية واللبنانية والعمل على تقليم مواقف حماس من التسوية وإن كان هذا الرهان موضع (شك) رغم ان الادارة الاميركية لاتملك سوى التلويح بالجزرة لدمشق بعد ان فشلت العصا في حلحلة اي قضية عالقة بل زادت الأمور تعقيدا وتأزما في المنطقة .

ولكن مايمكن ملاحظته ان زيارة المسؤولين الاميركيين الى دمشق والذين لايتردد بعضهم بالقول انه يجب على دمشق الابتعاد عن طهران تأتي هذه المرة ودمشق تعبق برائحة الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي جاء الى دمشق في عود على بدء في علاقاته مع الاسد ولم يجامل الطرفان احد عندما اعلنا بأن الظروف اكدت صحة مواقفهما وانهما غير مضطران لتقديم كشف حساب لاحد ومن يريد ان يتعامل مع الظروف الجديدة فعليه ان يتعامل مع كتلة موحدة او تكاد قوامها دمشق وطهران وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين .

اذا ما الذي يتفاوض حوله السوريون والاميركيون ؟ الجواب لايبدو صعبا الجميع بحاجة الى استراحة الجميع بحاجة الى ترتيب الافكار الجميع بحاجة الى وقت مستقطع ولكن قطعا يراد حقا في دمشق ان يتعدى الامر ذلك .