افشين مولافي من واشنطن: يواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي كانت شعبيته منقطعة النظير عندما تسلم مهام الرئاسة قبل ستة اشهر ، أول هبوط جدي في ثقة الشعب به حيث تشير جملة استطلاعات أخيرة الى ان الاميركيين يشعرون باحباط متزايد إزاء تعامله مع قضايا أساسية.

وبحسب دراسة جديدة اجرتها شبكة quot;سي ان انquot; على سبعة استطلاعات نُشرت نتائجها حديثا فان 54 في المئة فقط من الاميركيين ينظرون باستحسان الى طريقة اوباما في أداء واجباته في البيت الأبيض ـ وهي أدنى نسبة تأييد منذ دخوله البيت الأبيض.

يلاحظ غالبية المحللين ان القضيتين اللتين تقوضان شعبية اوباما ـ حالة الاقتصاد واصلاح نظام الرعاية الصحية ـ يمكن ان تستمرا في استنزاف شعبية الرئيس لعدة أشهر أخرى.

وتبين دراسة quot;سي ان انquot; ان أقل من نصف الاميركيين راضون على طريقة اوباما في معالجته الوضع الاقتصادي (48 في المئة) في حين ان 45 في المئة لا يوافقون على طريقته في ادارة الاقتصاد. في هذه الأثناء تشير دراسة quot;سي ان انquot; الى ان عدد الاميركيين الذين لا يؤيدون خطط اوباما لاصلاح نظام الرعاية الصحية يزيد على مؤيدي هذه الخطط ـ 45 في المئة مقابل 43 في المئة.
من جهة أخرى تنال سياسة اوباما الخارجية علامات أعلى ، على ما تفيد دراسة quot;سي ان انquot; بتأييد 54 في المئة من الاميركيين ومعارضة 31 في المئة.

رغم هبوط شعبية اوباما فان الجمهوريين لا يجنون منافع من ذلك. وقال كيتنغ هولاند مدير الاستطلاعات في سي ان ان quot;ان غالبية الاستطلاعات تبين هبوط شعبية اوباما ولكن هذا ليس بالضرورة يساعد الجمهوريين. بل كان هناك القليل من التغيير أو لا تغيير بالمرة في نظرة الرأي العام الى الجمهوريين خلال الشهر الماضي ، وما زال الجمهوريون وفق غالبية المقاييس يتخلفون وراء اوباما والديمقراطيينquot;.

تلاحظ مؤسسات الاستطلاع ان شعبية الرئيس اوباما بين البيض كانت أقل عندما انتقد ضابط شرطة ابيض في ماسيشوسيتس quot;لتصرفه الأحمقquot; في اعتقال بروفيسور اسود معروف في جامعة هارفرد نتيجة سوء فهم اضطر البروفيسور بسببه الى دخول بيته عنوة بعدما نسي المفتاح في الداخل. وفي مسعى لتخفيف حدة التوتر بادر اوباما لاحقا الى دعوة البروفيسور وضابط الشرطة على قدح من الجعة وبحث قضية العلاقات العرقية بين البيض والسود في الولايات المتحدة ، في لقاء عُقد مساء يوم الخميس في البيت الأبيض.

لاحظ استطلاع اجراه مركز بيو للابحاث ذو السمعة العالية ان أغلبية الاميركيين يقولون انهم ليسوا راضين على طريقة الرئيس في التعامل مع الاقتصاد ونظام الرعاية الصحية. وجاء في ملاحظة ابداها المركز quot;ان عدد الذين يقولون ان الحكومة على السكة الخطأ (48 في المئة) يضاهي من يقولون انها على السكة الصحيحة (46 في المئة) في معالجة مشاكل البلاد الاقتصادية وذلك لأول مرة منذ تولي اوباما الرئاسة. ففي ايار/مايو قال 53 في المئة ان الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح بشأن الاقتصاد في حين قال 39 في المئة انها تسير في الاتجاه الخطأquot;.

ولكن رغم هبوط الأرقام فان هناك بعدا ايجابيا فيها ، كما تشير عدة مؤسسات لاستطلاع الآراء: اوباما ما زال محبوبا على المستوى الشخصي. وتشير غالبية الاستطلاعات الى ان اوباما الانسان ما زال يحظى بشعبية واسعة رغم انحسار التأييد الذي تتمتع به سياساته. وقال استطلاع مركز بيو ان 74 في المئة من الاميركيين يقولون انهم يحبون شخصيته وطريقة حياته. ولدى السؤال عن السبب كانت الاجابات الأكثر تواترا تتمثل في انطباعات بكونه مستقيما نزيها وابا صالحا وذكيا.

وفي حين ان الوقت ما زال مبكرا للقول إن كان شهر عسل اوباما مع الشعب الاميركي قد انتهى فالمؤكد انهما يواجهان أول مرحلة صعبة في زواجهما.

(الترجمة خاصة بايلاف)