رئيس أميركي يأتي ورئيس أميركي يذهب.. كل منهم يدعي أنه قادر على حل قضية الشرق الأوسط وتبقى القضية كما هي والحل لم يكن يوما في الأفق. هل يختلف أوباما عمن سبقه؟

بكين: بدأ الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء اجتماعا ثلاثيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من اجل دفع السلام في الشرق الاوسط قدما.

وخلال رئاسته للمصافحة بين الزعيمين الاسرائيلي والفلسطيني في بداية الاجتماع، حث اوباما الجانبين على العمل quot;باحساس من الضرورة الملحةquot;، وجعل محادثات السلام في الشرق الاوسط ممكنة.

وقبل المحادثات الثلاثية التي تعقد على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة، اجتمع اوباما بشكل منفرد مع كل من نيتانياهو، وعباس.

في ما يلي القضايا الرئيسية لعملية السلام بالشرق الأوسط في التاريخ.

وعقد مؤتمر السلام بالشرق الأوسط في عاصمة اسبانيا مدريد في اكتوبر عام 1991، حيث اجتمعت الدول العربية مع اسرائيل لأول مرة لحل الصراع بينهما الذي استمر لأكثر من 40 عاما. وشكل هذا المؤتمر الاطار الأساسي لمفاوضات السلام بالشرق الأوسط، هو ان مفاوضات السلام تضم المفاوضات الثنائية ومتعددة الأطراف. واتفقت فلسطين واسرائيل خلال هذا المؤتمر على مبدأ quot;الأرض مقابل السلامquot;.

وفي يناير عام 1992، جرت المفاوضات متعددة الأطراف لمؤتمر السلام بالشرق الأوسط في موسكو، حيث تمت مناقشة خمس قضايا: هي الحد من التسلح والأمن، واستخدام موارد المياه، واعادة توطين اللاجئين، والتعاون الاقتصادي، وحماية البيئة. لكن المفاوضات متعددة الأطراف انقطعت عام 1996 لأسباب متعددة.

وفي ظل المبادرة المشتركة بين روسيا والولايات المتحدة، عقد الاجتماع على المستوى الوزاري للمفاوضات متعددة الأطراف بشأن قضايا الشرق الأوسط في موسكو في فبرايل 2000. وفي أواخر سبتمبر، اندلع الصراع الدموي على نطاق واسع بين فلسطين واسرائيل. فعقدت القمة متعددة الأطراف في شرم الشيخ بمصر لانهاء هذه الأزمة. وتم الاتفاق خلالها على الترتيبات الأمنية واستئناف عملية السلام وإقامة لجنة التحقيق الدولية للتحقيق في سبب اندلاع صراع العنف بين اسرائيل وفلسطين والخ، غير ان معظم النصوص في الاتفاق لم يتم تنفيذها. وبعد ذلك رغم ان المجتمع الدولي دعا مرارا إلى عقد مفاوضات متعددة الأطراف ، لم تعقد مفاوضات متعددة الأطراف بشأن قضايا الشرق الأوسط.

ومن ناحية محادثات السلام الثنائية، اجرت اسرائيل جولة أولى من المفاوضات المباشرة في مدريد مع سوريا ولبنان والأردن وفلسطين بشكل منفصل في نوفمبر عام 1991. وفي عام 1994، وقعت الأردن واسرائيل اعلان واشنطن لانهاء حالة الحرب ووقعتا اتفاقية السلام، الأمر الذي حققتا تطبيع العلاقة. ومن ناحية أخرى، استأنفت المحادثات بين سوريا واسرائيل في ديسمبر عام 1999، لكنها انقطعت مرة أخرى بسبب الخلافات الكبيرة بينهما في يناير عام 2000.

وتتصدر مفاوضات السلام بين فلسطين واسرائيل في المحادثات الثنائية بين الدول العربية واسرائيل. ووقعت فلسطين واسرائيل ((اعلا م المبادئ)) للحكم الذاتي الفلسطيني، الذي يسمح بالحكم الذاتي الفلسطيني في منطقة غزة-أريحة أولا، وقال الاعلان إن مفاوضات الوضع النهائي ستكتمل قبل 4 مايو عام 1999. لكن بعد تولي نتانياهو منصب رئاسة الوزراء الاسرائيلية منذ مايو عام 1996، عدل مبدأ quot;الأرض مقابل السلامquot; إلى quot;الأمن مقابل السلامquot;، فتعلقت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية للوضع النهائي. وفي يوليو عام 2000، تحت وساطة الحكومة الأميركية، عقدت ثلاثة أطراف من فلسطين واسرائيل والولايات المتحدة القمة الرئاسية في كامب ديفيد بالولايات المتحدة، بيد أن المحادثات لم تحقق تقدما ايجابيا.

ومن أجل استئناف عملية السلام بالشرق الأوسط، تم اعلان رسميا خطة quot;خارطة الطريقquot; لعملية السلام بالشرق الأوسط في 30 ابريل عام 2003 تحت وساطة المجتمع الدولي. وبعد ذلك، اجتمع كبار المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين لعدة مرات، لكن عملية السلام بين فلسطين واسرائيل لم تحقق تقدما ملموسا بسبب استمرار الصراع والخلافات الكبيرة بينهما في القضايا الرئيسية.

وفي 27 نوفمبر عام 2007، عقد المؤتمر الدولي بشأن قضايا الشرق الأوسط في انابوليس بولاية ماريلاندا في الولايات المتحدة، واتفقت فلسطين واسرائيل على ((التفاهم المتبادل))، وتعهدتا باستئناف عملية السلام بين فلسطين واسرائيل.