أسئلة كثيرة يطرحها الوضع الإيراني والتهديدات الإسرائيلية الدائمة بضرب المشاريع النووية الإيرانية التي تثير بطبيعة الحال مخاوف إسرائيل ومعها الغرب. فهل هناك ضربة إسرائيلية حقيقية لإيران؟

واشنطن:رسم تقرير صادر عن المركز الأميركي للبحوث الدولية والإستراتيجية CSIS نشره المركز الروسي للتحليل التقني والاستراتيجي في مجلة يصدرها سيناريو كاملا حول إمكانية توجيه إسرائيل ضربة وقائية إلى المنشآت النووية الإيرانية.

وجاء في التقرير أن إسرائيل تحتاج، لتحقيق هدفها أي تصفية المشروع النووي الإيراني أو على الأقل وقفه، إلى ثمانين طائرة قاذفة مقاتلة أو إلى ثلاثين صاروخا بالستيا ذا دقة عالية من طراز quot;أريحا IIIquot;.

والجدير بالذكر أن إسرائيل تملك 250 طائرة مقاتلة من طراز F16 تستطيع الوصول الى إيران.

وأشار المحللون في CSIS إلى أن ضربة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية قد تتطلب العشرات من القنابل الأميركية الموجهة بالليزر من أطرزة GBU-27, GBU-28 و GBU-10. وتتمكن هذه القنابل من اختراق طبقة من الخرسانة بسماكة 1,8-6 أمتار.

ويذكر في السيناريو أن تدمير مصنع تخصيب اليورانيوم الواقع على سطح الأرض في منطقة أصفهان يتطلب من إسرائيل توجيه تسع قنابل، ولضرب المفاعل النووي في منطقة أراك أربع قنابل و55 قنبلة لتدمير مصنع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت سطح الأرض في نطنز. ستقوم مقاتلات من طراز F-16I و F-15E بنقل القنابل.

وطرح التقرير مسار تحليق ممكن للطائرات الإسرائيلية على طول الساحل اللبناني والسوري للمتابعة شمالا والمرور فوق كردستان أو وسط العراق.

ويعتبر معدو التقرير أن نظام الدفاع الجوي الإيراني قديم ويتألف من منظومة quot;س-200quot; الروسية quot;س-75quot; و quot;تور-م1quot;. غير أن الخطر الذي قد يواجه إسرائيل هو احتمال حيازة إيران على منظومة quot;س-300quot; (تريومف)، وهي منظومة روسية متطورة جدا قادرة مع أي تشويش أو نتيجة أي هجوم على تدمير ما بين 20-30% من القوة المهاجمة. ولهذا السبب تشعر إسرائيل بالقلق من احتمال حصول إيران على منظومات صواريخ quot;س- 300quot; من روسيا.

وفي احتمال آخر يتحدث معدو التقرير عن إمكانية الهجوم بالصواريخ ذات الدقة العالية وفي هذه الحالة تصل حاجة إسرائيل إلى ثلاثين صاروخا من هذا النوع توزع على الشكل التالي: خمسة صواريخ توجه إلى أصفهان وثلاثة إلى أراك و34 صاروخا لتدمير نطنز غير أن إسرائيل لا تملك هذا العدد من الصواريخ حاليا.

والسبب الرئيسي للهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران هو إمكانية امتلاك طهران لكمية من اليورانيوم والبلوتونيوم كافية لتصنيع قنبلة نووية. ولا تسمح العقيدة العسكرية لإسرائيل بتوفر سلاح نووي لدى الدول المجاورة لها.

وجاء في التقرير أن إيران تملك اليوم ما يكفي لتصنيع رأس نووي واحد على الأقل في العام الواحد. أما إذا تمكنت إيران من تنفيذ مشروعها بوضع 50 ألف وحدة طرد مركزي في منشأة نطنز ومفاعل بلوتونيوم في اراك فقد تتمكن إيران من إنتاج 25 أو 30 ذخيرة نووية سنويا.

ويعتقد معدو التقرير أن إيران قد تتوصل إلى ذلك خلال عامي 2013 و2014 في حين يعتقد المحللون الإسرائيليون أن الموعد أقرب وححدوه في عام2011.

وعلى كل حال سيؤدي أي تأكيد على تزويد إيران بمنظومات quot;س-300quot; الى إسراع إسرائيل في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية .