صعد نجم أبوبكر شيكو، زعيم بوكو حرام الحالي، بعدما عجز مؤسس التنظيم عن حشد الأتباع، ويعتقد البعض أن له سبع أرواح نظرًا إلى المرات العديدة التي استطاع فيها الفرار من السلطات، عرف بصدقه بعدما حقق وعده بأسر فتيات انتقامًا لاختطاف زوجات وأطفال عناصره.


من لم يسمع بمنظمة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة، فهي أشهر من نار على علم، تحرق إنجازاتها الدموية نيجيريا برمتها. لكن... من هو أبوبكر شيكو، زعيم بوكو حرام الذي يهدد ببيع من خطف من الفتيات في سوق النخاسة؟.

مجهول السن
ولد أبوبكر شيكو في قرية شيكوالحدودية مع النيجر. وتتفاوت التقديرات حول سنه، إذ تتراوح الترجيحات بين 38 و49 عامًا. وحتى الأميركيون لا يعرفون عمره الحقيقي، إذ تقول وزارة الخارجية الأميركية إنه قد يكون من مواليد العام 1965 أو 1969... أو حتى 1975.

درس أبوبكر شيكو علوم الشريعة الإسلامية، ثم قصد كلية ولاية بورنو لدراسات الشريعة والقانون، حيث حصّل الدراسات العليا في المواد الدينية. لذلك يلقبه أنصاره بـ "دار التوحيد". يشار إلى أن أبا بكر متعدد اللغات، فهو يتكلم العربية ولغات أفريقية عدة، مثل الهوسا والفولاني والكانوري المحلية، لكنه لا يجيد الإنجليزية، بسبب مناهضته أصلًا للتعليم الغربي.

من يعرف أبو بكر شيكو يصفه بـ"الأستاذ في الخداع"، ويقول إنه شخص يحب العزلة، ولا يتحدث مباشرة إلى أنصاره، وإنما يراسلهم عبر مجموعة من الموثوق بهم. وهو يستخدم أسماء مستعارة عدة، بينها أبوبكر سكيكوا، وأبومحمد، وأبوبكر بن أحمد الشكوي، والمسلمي بيشكو.

بسبع أرواح
أسس محمد يوسف جماعة بوكو حرام، وكان رجل دين ذا مكانة مرموقة، يقود سيارة مرسيدس، لكنه يطالب بإقامة دولة إسلامية في مناطق شمال نيجيريا. عجز عن حشد الأتباع، بسبب تراجع قدراته القيادية، فما كان من الرجل الثاني في بوكو حرام، أبي بكر شيكو، إلا أن تولى زمام الأمور.

لقي محمد يوسف حتفه في العام 2009، أثناء هجوم شنته القوات الحكومية على معاقل بوكو حرام، سقط إلى جانبه 700 من أنصاره. تعهد أبو بكر بالانتقام لمقتل زعيمه، فشنّ سلسلة من الهجمات الدموية، استهدفت الموظفين ورجال الحكومة والشرطة والصحافيين والقرويين والطلاب والكنائس، أدت خلال خمس سنوات إلى مقتل نحو ثلاثة آلاف نيجيري، بحسب أرقام المنظمات الدولية.

منهم من يظنّ أن له سبع أرواح، كالقطط. فقد أعلنت السلطات النيجيرية أكثر من مرة مقتل شيكو، لكنه كان يعود من الموت في كل مرة. وكادت الشرطة تقبض عليه في العام 2012، حين كان في منزله ليحضر مناسبة عائلية، لكنه تمكن من الهرب بعد تبادل للنار مع الشرطة، فأصيب في قدمه إلا أنه تمكن من الفرار، فقبضت الشرطة على زوجته وأولاده الثلاثة.

حرمان وحجة الشريعة
استغل أبو بكر الحرمان الاقتصادي والتعليمي، الذي تعيشه مناطق المسلمين في شمال نيجيريا، لتجنيد الأتباع بالمئات، متحججًا بالتعرّض لتمييز ديني من قبل سلطات أبوجا الفاسدة، ورافعًا لواء فرض الشريعة الإسلامية في نيجيريا.

يعرف شيكو بوعده الصادق. فقد أعلن في أيار (مايو) 2013 عزمه اختطاف فتيات ردًا على اختطاف الشرطة زوجات وأطفال عناصره، ونفّذ وعده عبر عملية مرعبة، أدت إلى اختطاف 279 فتاة من مدرسة محلية، وهو يهدد ببيعهن في سوق النخاسة.

وبسبب الفظاعات التي يقوم بها، رصدت الولايات المتحدة جائزة قيمتها سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد على القبض عليه، لكنّ أحدًا لم يتقدم بعد.