رجح خبير عسكري نيجيري أن تكون جماعة بوكو حرام المتطرفة قد زرعت ألغامًا لمنع تحرير الفتيات المخطوفات. وفي خطوة نادرة ضمن الحملة التضامنية العالمية، ألقت ميشيل أوباما الكلمة الأسبوعية لزوجها الرئيس تعبيرًا عن غضبها من عملية الخطف.


قال العميد السابق في سلاح الجو دارلنجتون عبد الله: "من المحتمل أنهم نشروا ألغامًا، فهذا أمر لا يمكن استبعاده". وكانت الجماعة المتطرفة، التي اختطفت ما يزيد على 200 فتاة وطفلة من مدينة تشيبوك في شمال نيجيريا في 14 نيسان (أبريل) قد هددت ببيعهن كسبايا في السوق، حسب ما أوردت سكاي نيوز.

ورأى الخبير أن الجماعة ستحاول الحصول على الطعام من أجل إطعام المخطوفات، "وذلك يعني أنهم إذا لم يستطيعوا الحصول على الطعام فمن الممكن أن يتركوا هؤلاء الفتيات في الغابات". وكانت مصادر استخباراتية قد كشفت لسكاي نيوز أن هناك معلومات عن مكان احتجاز بعض الفتيات.

ويستخدم خبراء أميركيون وبريطانيون أجهزة خاصة الكترونية لمسح غابة سامبيسا، التي يعتقد أن بوكو حرام قد احتجزت الفتيات هناك. وكانت الجماعة قد قسمت المختطفات إلى أربع مجموعات، بحسب رواية فتيات تمكنّ من الهرب في وقت سابق. وكان المسلحون قد فجّروا جسرًا يقع بالقرب من القرية التي اختطفوا منها الفتيات، وذلك لتعقيد جهود العثور عليهن.

تنصل السلطات
في السياق، أولت الصحف البريطانية اهتمامًا واضحًا بتطورات اختطاف الطالبات النيجيريات. فرأت صحيفة الاندبندنت أون صاندي التي نشرت تقريرًا عن الموضوع أن سكان شمال شرق نيجيريا أصبحوا يعرفون إشارات اقتراب دخول مسلحي بوكو حرام مدنهم، وأهمها قيام الشرطة بحضّ السكان على الهرب، ثم يتخلص أفراد الشرطة في ما بعد من الزي العسكري حتى لا يستهدفهم المسلحون، فالنيجيريون يعلمون جيدًا أن السلطات لن تتدخل لإنقاذهم، وفق الإندبندنت أون صاندي.

أضافت الصحيفة أن واقعة اختطاف الفتيات في مدينة شيبوك قد لا تكون الأخيرة، لكنها أيضًا لم تكن الأولى، إذ نفذت عمليات لا تقل بشاعة في مدن أخرى، لكن قلما عرفت أو تمت تغطيتها من قبل الإعلام الغربي.

وكشفت نقلًا عن شهود عيان في عدد من مدن شمال شرق البلاد، الذين مازالوا يتذكرون تفاصيل اعتداء الجماعة المتشددة على مدنهم التي لم تأتِ على ذكرها وسائل الإعلام المحلية أو الأجنبية، تفاصيل كثيرة حول العمليات التي تنفذها بوكو حرام. إذ قال شاهد عيان في مدينة بورنو إن مسلحي الجماعة يتسمون بالتنظيم الشديد، ويدخلون المدن على مركباتهم، وهم يهتفون بشعارات دينية، وفي الغالب فإنهم يأخذون عددًا من الشباب وصغار السن إلى مقارهم في الغابات، ويكون مصير من يرفض القتل.

وتشير الصحيفة إلى أنه من المثير للدهشة أن الغرب الذي انتفض بعد واقعة اختطاف الفتيات لم يتحرك مدفوعًا بصعوبة الموقف لكن بسبب ضغوط وسائل الإعلام الاجتماعي بعد إطلاق هاشتاغ #أعيدوا بناتنا.

وأد للطموحات
من جهتها، أعربت ميشيل أوباما عن تضامنها مع الفتيات النيجيريات، ونشرت صورة لها في موقع تويتر، تطالب بالإفراج عنهن كما أعربت عن فزعها وإدانتها لاختطاف جماعة بوكو حرام الفتيات، في حين هدد مجلس الأمن الدولي بملاحقة ومحاكمة الجناة.

وفي إطار الحملة العالمية المطالبة بالإفراج عن الفتيات المختطفات، وجّهت سيدة البيت الأبيض الأولى ميشيل أوباما رسالة بمناسبة عيد الأم، تطرقت فيها إلى مدى شعورها بـ"الصدمة والفزع" لاختطاف بوكو حرام الفتيات النيجيريات، حيث اتخذت سيدة أميركا الأولى خطوة نادرة بإلقاء الكلمة الأسبوعية لزوجها الرئيس باراك أوباما عبر الراديو أمس السبت (10 أيار/مايو) لتعبّر عن الغضب بسبب خطف حوالى 200 تلميذة في نيجيريا في الشهر الماضي.

وقالت أوباما في الكلمة "مثل ملايين الناس في أنحاء العالم أشعر أنا وزوجي بالغضب وانفطار القلب بسبب خطف أكثر من 200 فتاة نيجيرية من نزلهن المدرسي في وضح النهار." وأضافت "هذا التصرف غير المعقول ارتكبته جماعة إرهابية مصممة على منع هؤلاء الفتيات من الحصول على تعليم.. رجال كبار يحاولون وأد طموحات فتيات صغيرات".

كما عبّر مجلس الأمن الدولي عن غضبه لخطف أكثر من 200 تلميذة في نيجيريا في هجومين لجماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة، مطالبًا بإطلاق سراحهن في الحال، ومهددًا باتخاذ إجراء ضد المتشددين.

وصرح مجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 دولة من بينها نيجيريا في بيان عن نية أعضاء مجلس الأمن "متابعة وضع الفتيات المختطفات وبحث اتخاذ إجراءات مناسبة ضد بوكو حرام". وأضاف البيان بأن المجلس "طالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الفتيات المختطفات اللواتي لا يزلن أسيرات، وأبدى كذلك قلقه العميق من البيانات التي أصدرها من يعتقد أنه زعيم بوكو حرام، والتي هدد فيها ببيع الفتيات كجاريات". كما حذر المجلس الجناة بالملاحقة ومحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

حملة للانتربول
بدورها، أبدت وكالة الشرطة الدولية (انتربول) عن استعدادها لتوفير أي دعم ضروري للبحث عن الفتيات المختطفات. وتقضي المساعدة بنشر بطاقات صفراء للفتيات توزع على الدول الأعضاء في الانتربول، وعددها 190 لمساعدة أجهزة الشرطة في جميع أنحاء العالم على العثور على الضحايا والتعرف إليهن.

&