خلف خلف من رام الله: أجمع عدد من المسؤولين الفلسطينيين والكتاب على أن غياب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته عن مسرح الأحداث السياسية في المنطقة يشكل خسارة فادحة للقضية الفلسطينية،‏ لما كان له من دور مؤثر على الكثير من المجريات السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية‏، وموازاة مع ذلك كان هناك أمل في استمرار الدور المحوري الذي لعبته دولة السعودية على الساحة العربية والإقليمية، إيلاف استطلعت من خلال عدة حوارات رأي بعض الفصائل الفلسطينية والكتاب الفلسطينيين في رحيل خادم الحرمين الشريفين عن مسرح الأحداث الفلسطينية‏.

وقبل الخوض بالشهادات تجاه رجل المواقف الصعبة، لا بد من القول إن الدور السعودي تجاه تطورات القضية الفلسطينية كان كالشمس، ولعل تخصيص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته وبكل إخلاص وأمانة جهده ووقته من أجل القضية الفلسطينية، ووضع إمكانات المملكة وبناء تحركاتها السياسية في سبيل إيجاد الحل العادل لها، جعل القضية الفلسطينية دائما في موقف يزداد صلابة وعزيمة.

ولعل قوله هذا يكفي عن سرد الكلمات التي لا تعطيه حقه: "إن قضية فلسطين ووضع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشريف ما زالا يحتلان جل اهتمامنا ويستغرقان الكثير من جهودنا ومساعينا.. وأمامنا في هذه الأيام فرصة تاريخية لا بد من الاستفادة منها وتتمثل في بداية جادة لعملية سلام تهدف إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإيجاد حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية حل ينسجم مع قرارات الأمم المتحدة ويكرس العدالة ويؤمن عودة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وعلى رأسها القدس الشريف، حل يضع أسساً ثابتة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط انطلاقاً من الشرعية الدولية ومن قرار مجلس الأمن ( 242- 338)، لقد خسر الفلسطينيون اليوم رجل المواقف الصلبة والسند الأول للقضية الفلسطينية.

القيادة الفلسطينية: خسرنا الزعيم والقائد الكبير

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وأعضاء القيادة الفلسطينية وصفوا رحيل خادم الحرمين الشريفين بفقيد الأمة الكبير. وقال بيان صادر عن ديوان الرئاسة: إن أمتنا العربية جمعاء والشعب العربي السعودي الشقيق وشعبنا الفلسطيني، فقدوا الزعيم والقائد العربي الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.

وأكد البيان أن الشعب الفلسطيني، سيظل يذكر دائماً الوقفات المشرفة التي وقفها الملك فهد لنصرة الشعب الفلسطيني ودعم كفاحه الوطني وانتزاع حقوقه الوطنية والسياسية ودعم اقتصاده وكل المؤسسات والجامعات والمستشفيات والجمعيات الخيرية، مبيناً أنه كان للقدس الشريف المكانة المرموقة في الدعم والدفاع عنها في المحافل الدولية.

وقال البيان: إن مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تبنتها القمة العربية في بيروت تجسد بكل أمانة المبادرات الشجاعة التي تقدم بها المرحوم الملك فهد طوال حياته لنصرة شعبنا الفلسطيني، وتأكيد حقه في الحرية والاستقلال والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

أما رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) فاعتبر وفاة خادم الحرمين الشريفين خسارة للأمتين العربية والإسلامية والعالم، مضيفا أن الراحل أفنى حياته في متابعة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وهو شخصية مهمة على الصعيد الإقليمي والدولي.

حماس: فجعنا بفقدان الراحل

حركة حماس نعت هي أيضا خادم الحرمين الشريفين، وقال مشير المصري: " إننا في حركة حماس نتقدم بخالص التعازي إلى الشعب السعودي والأسرة الحاكمة والأمتين العربية والإسلامية بفقدان الملك فهد الذي كان من الرجال القلائل الذين وقفوا بجانب شعبنا الفلسطيني وكان له جهد خاص بمساندته ودعمه معنويا وماديا وسياسيا، وتاريخه الحافل بالمساهمات العديدة للتخفيف عن شعبنا الفلسطيني".

وأضاف المصري لقد فجعنا بفقدان الراحل الكبير ولكن عزاءنا في أن خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يسير على خطى فقيد الأمتين في مساندة ودعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، وكذلك الشعوب العربية والإسلامية.

الجهاد تعزي

تقدم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "خالد البطش" بالتعازي الحارة لشعب المملكة وحكومتها وقيادتها، وقال البطش "نسأل الله أن يجعل البركة والخير في هذه المملكة"، وأكد البطش أن رحيل الملك فهد له أثره الكبير والعزيز على قلوب قادة وكوادر وعناصر حركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص وعلى شعبنا الفلسطيني بشكل عام، مضيفا " لكن عزاءنا بان الملك عبد الله سيؤدي بإذن الله الدور نفسه الذي كان يقوم به فقيد الأمتين بما يخص قضايا الأمتين العربية والإسلامية خاصة قضيتنا الفلسطينية التي كان وما زال للمملكة العربية السعودية دور بارز ومهم في دعمها ومساندتها".

النواتي: قد لا يواسي حزننا سوى أملنا

الكاتب والصحافي مهيب النواتي قال لـ"إيلاف": "لقد فقدت الأمتين العربية والإسلامية قائدا كبيرا من الصعب أن نحصي مناقبه، فلقد سجل الراحل في تاريخه انصع الصور، فهو أول من تخلى عن لقب صاحب الجلالة، ليستبدله بلقب الخادم، وأي خادم، انه خادم لأقدس واطهر بيوت الله، وكيف يمكن ألا نتحدث عن كفالته رحمة الله عليه لطباعة ملايين من المصحف الشريف، التي توزع كل عام على حجاج بيت الله مجانا، وكيف يمكن أن ننسى دوره السياسي البارع عربيا وإسلاميا، الم يكن هو راعي اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية الطاحنة في لبنان؟، الم يكن هو من كبار من دعموا القضية الفلسطينية وساندوها معنويا وماديا، وسياسيا عندما طرح مشروعه المتعلق بالنقاط الثماني على الجامعة العربية".

وأضاف النواتي: "لقد فقد الشعب الفلسطيني مناصرا كبيرا وداعما ومساندا حقيقيا، وقد لا يواسي حزننا سوى أملنا في أن يظل خلفه قائد المملكة الجديد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله سائرا على نهجه كما عودنا وكان دائما داعما ومساندا ليس فقط لشعبنا الفلسطيني إنما لشعوب الأمتين العربية والإسلامية".وقال النواتي في ختام حديثه: "إنني أسال الله لفقيد الأمتين الغالي المغفرة والرحمة، كما نسأله جل وعلا أن يرفعه في جنانه ويسكنه مكانا عليا مثلما رفعه في أرضه واسكنه مكانا عليا".

الشوبكي: الراحل سخر جل وقته للقضية

ومن جهته قال الكاتب الفلسطيني بلال الشوبكي لـإيلاف: "في تاريخ المملكة العربية السعودية الطويل مع القضية الفلسطينية.. لم تغمض عين مسؤوليها عن الشأن الفلسطيني.. فكان عطاء المملكة دائمًا جديًا في دعمه السياسي وفي سخائه المالي، وفي الالتزام الأخلاقي، وأكبر من ذلك في ثرائه الفكري والسياسي والريادي، لقد سخر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وبكل إخلاص وأمانة جهده ووقته من أجل القضية الفلسطينية، ووضع إمكانات المملكة وبنى تحركاتها السياسية في سبيل إيجاد الحل العادل لها.

وتابع: "لقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز دائماً موقف المملكة العربية السعودية الثابت من القضية الفلسطينية حيث قال: (إن موقفنا جلي وعبرنا عنه دوماً ونحن مع الشرعية النابعة من قرار الشعب الفلسطيني).

مشيرًا الى أن قضية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ظلت في مقدمة أولويات القيادة السعودية الحكيمة، بل إنها قضيتها الأولى التي لم تدخر جهداً إلا وقدمته لهذه القضية عبر تاريخها الطويل، وكانت المملكة العربية السعودية في مقدمة دول العالم العربي والإسلامي التي استنكرت قرار حكومة إسرائيل ضم القدس واعتبارها عاصمة للدولة اليهودية، وقد أصدر الديوان الملكي السعودي بياناً ندد فيه بهذا القرار الإسرائيلي واعتبره خطوة عدوانية ضد الأمة العربية والإسلامية

ومن أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (إن المملكة وقفت ولا تزال ضد سياسة الاستيطان البغيض في فلسطين المحتلة والانتهاك الصريح لحقوق الشعب الفلسطيني، لقد اختلفت المملكة مع الولايات المتحدة في هذا الصدد وأعلنت رأياً صريحاً حول خطورة استمرار دعمها لإسرائيل، وأعلنا رأينا للعالم عن وجوب عودة القدس إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الاعتداءات الإسرائيلية).

عبدالله ملكًا وسلطان وليًا للعهد

بي بي سي تفتح الباب للكتابة عن الملك الراحل

إرجاء قمة شرم الشيخ الاستثنائية لأجل غير

الملك فهد في صور

حكم الملك فهد شهد اطلاق اصلاحات محدودة في السعودية

اهم المحطات في تاريخ السعودية

الملك فهد قاد السعودية بحكمة وحذر زهاء ربع قرن

آلية الخلافة في السعودية تقوم على الاكبر سنا