إيهاب الشاوش من تونس: يومان يفصلان التونسيين عن عيد الأصحى المبارك، هذا العيد الذي يحييه المسلمون في مشارق الأرض و مغاربها بأداء صلاة العيد و تقديم اضحياتهم اقتداء بالنبي محمد(ص) و احياء لسنة ابراهيم.لكن الطابع الديني و الروحي للعيد لا يخفي في تونس الجانب التجاري و الإقتصادي. مصطلحات مثل بورصة quot;الخروفquot; و quot;تحريك الدولابquot; اضافة الى حركة الأسواق النشطة اصبحت المشهد اليومي لتونس هذه الأيام.
خرفان بالتقسيط
و منذ ان اكتسحت المراكز التجارية العملاقة السوق التونسية، لم يعد بيع الخرفان يقتصر على نقطة البيع المنظمة التابعة لشركة اللحوم او quot;الرحبةquot; و بعض النقاط المستقلة الأخرى، ففي مأوى احد الفضاءات التجارية العملاقية بضاحية تونس الشمالية تقف قطاع الخرفان الى جانب السيارات الفارهة حيارى من امرها. ربما كانت الصورة مختلفة بالنسبة لها عما عاشته قبل ان تحط بها الرحال داخل خيمة عملاقة لتباع بالتقسيط المريح. تجربة انطلقت في تونس منذ سنوات و لاقت رواجا كبيرا بين التونسيين الذين تشكل الطبقة المتوسطة اكثر من 80% منهم.
و حول هذه الفكرة يقول خالد (40سنة،موظف)quot; دأبت منذ سنوات على شراء خروف العيد بالتقسيط لأني افضل ان ادفع كل شهر قسطا من المبلغ على ان اسدده كله دفعة واحدة. فسعر الخروف المتوسط يبلغ الآن بين 200و 300 دينار و هو مبلغ مرتفع بالمقارنة مع المعاش خاصة اذا اضفنا اليه النفقات اليومية للعائلة و النفقات التي تصاحب هذه المناسبةquot;.
واعتبر منير(45 سنة) انه جاء لهذا المركز التجاري هربا من المضاربين بالسعار الذين ينتشرون كالنار في الهشيم في فترة العيد، على حد قوله. مضيفاquot; الى جانب البيع بالتقسيط، فإن هذه الفضاءات اكثر ضمانا من غيرها من جهة الجودة!!quot;
غير ان احلام و هي عاملة في احدى الشركات الخاصة ترفض فكرة بيع الخروف بالتقسيط و ترى في العملية ابتزازا لجيب المواطن حيث تقولquot; البيع بالتقسيط يكلف سعر الخروف ضعف اضعافه ثم انها سنة فمن لم يستطيع فلا حرج عليه، اذن لمذا اكبل معاشي لمدة عام او اكثر من اجل خروف...quot;
حرف جديدة تطفو
مع العيد تزدهر ايضا حرف جديدة و تلقى تجارة مستلزمات الأضحية كالسكاكين و آلات الشواء و غيرها، رواجا كبيرا بين المستهلكين. ساحات عمومية وشوارع تحولت الى فضاءات لبيع كل انواع المطاوى. احد المارة يقول ساخراquot;تصور ان يجن احدهم فينزل في المارة تقطيعا بهذه الآلات الملقاة على قارعة الطريق!!quot;
و يقول جلال (35 سنة، اسكافي)quot; قبل العيد بأيام quot;احول وجهةquot; آلة اصلاح الأحذية الى آلة لسن السكاين لأن الإقبال عليها قبل العيد يكون مرتفع، غير انه و في السنوات الآخير هذة العملية لم تعد مربحة خاصة مع انخفاض سعر السكاكين و مستلزمات العيد.كثيرون الآن يفضلون اقتناءها جديدة على سنها و شحذهاquot;.
محمد علي وضعه مختلف فهو عاطل عن العمل، و يمثل عيد الضحى بالنسبة أليه مناسبة كما يقول quot;لتدوير الدولابquot; لذلك فهو يقوم بكراء آلة سن السكاكين فترة العيد ليعرض خدماته على الزبائن. السكين بدينار و الساطور بدينارين. يوم العيد يتحول محمد علي الى ذباح، يتجول من منزل لآخر منذ خيوط الشمس الأولى.quot; المداخيل التي سأحققها من العيد تمكنني من مصروف الجيب مدة لا باس بهاquot; يقول محمد علي متأسفا. لكن لمحمد علي quot;وظيفةquot; اخرى بعد ذبح الأضاحي و هي شواء رؤوس الخرفان و تنظيفها...في انتظار عيد جديد.
التعليقات