سمية درويش من غزة: عقب الجريمة البشعة التي وقعت في مدينة غزة بوضح النهار وراح ضحيتها هذه المرة ثلاثة أطفال بعمر الزهور، دب الرعب في قلوب الأطفال والأمهات بعدما أصبح الأولاد يرددون في الشوارع quot;سفاح الأطفالquot; يتجول في المدينة. وقد ألقت تلك الجريمة البشعة التي تقشعر لها الأبدان بعدما تناقلت وسائل الإعلام صور الأطفال المذبوحين من شدة النيران التي أصابت قلوبهم، بظلالها على الشارع الفلسطيني، لاسيما على الأطفال والأمهات اللواتي بدان يخشن على أطفالهن الخروج من المنازل بعدما منعن بناتهن من الخروج عقب ارتفاع حدة عمليات الخطف والاغتصاب والقتل.
الجريمة المروعة هزت البلاد بعدما أشاع نبأ الجريمة جوا من الوجوم وخيم الذهول والذعر على وجوه المواطنين من شدة وقع الجريمة في وطن بات ممزقا، واكلته نيران الخلافات الداخلية.


رعب وقلق
وقد استنكرت مختلف القوى الرسمية والشعبية الفلسطينية جريمة قتل الأطفال، محذرة من خطورة استمرار حالة الفلتان الأمني على حياة المواطنين خاصة في قطاع غزة، الذي يشهد أسوء موجة فلتان أمني.
أم احمد تقول لـquot;إيلافquot;، بان أطفالها يرفضون الذهاب للمدرسة، مشيرة إلى حالة الرعب والقلق التي خيمت على وجوه أطفالها بعدما أشيع نبا الجريمة، وتضيف بان طفلتها ياسمين 8 أعوام تقول quot; ماما بقولوا الأولاد بان سفاح الأطفال بالشوارع يتجولquot;.


غزة الحيوانة
من جهتها كتبت منال خميس تحت عنوان quot;غزة الحيوانةquot;، قسوة كبيرة أن تصحو على صوت الرصاص وقسوة أكبر أن ترى مشاهد الأطفال القتلى يختلط دمهم بحقائبهم المدرسية بأحذيتهم بالزجاج بحطام السيارة ببقاياهم كل ذلك يعرض على شاشات الفضائيات.
وتابعت خميس قائلة، القسوة الأكبر أنه بعد يوم ستصبح هذه الجريمة التي ارتكبت الآن كأنها حدثت منذ عصور وسيصبح من قتل كأنه مات منذ دهر، وسيحدق القاتل بوقاحة في صور وبوسترات الضحايا على الحيطان دون إحساس بأي ذنب وكأنه يحدق في صورة شيء دعائي لا يدخل ضمن هواياته، متسائلة، كيف سيدخل ذلك ضمن هواياته وهو هوايته القتل في هذه quot; الغزة الحيوانهquot; التي لا تنتج غير الموت.


ورشات عمل ورحلات ترفيهية
من جهته قال الأخصائي الاجتماعي ناصر يوسف لـquot;إيلافquot;، بان هذه الجريمة ستنعكس سلبا على الأطفال وتحصيلهم الدراسي، مؤكدا بان الخوف والهلع الذي أصيب به طلاب المدارس لن ينزاح بسهولة.
وأكد يوسف، على ضرورة الشروع بورشات عمل ورحلات ترفيهية للأطفال لإزاحة القلق والخوف، داعيا المدرسين إلى التعامل مع الطلاب بحذر شديد وإشاعة جو من المرح وإبعاد شبح القتل والرصاص من عقول الأطفال.
وبين بان أولياء الأمور يقع على عاتقهم في هذه المرحلة دورا كبيرا، لإبعاد الخوف عن أطفالهم، والخروج بهم برحلات عائلية لإضفاء جو من الطمأنينة على قلوبهم وإشعارهم بالأمان، غي انه حمل في الوقت ذاته المسؤولية بأكملها للفصائل والحكومة الفلسطينية ورئيسها، بسب الخلافات التناحرية التي جلبت الدمار والفوضى للبلاد، على حد وصفه.
ويتساءل هنا المحرر السياسي في وكالة الأنباء الفلسطينية، quot; هل يكفي الدم المسفوح في شوارع غزة لتطهير عقول القتلة وأيديهم التي ضغطت على زناد الرشاشات بهدوء وثقة عالية بالنفس بلا خوف من ملاحقة أو مطاردة واعتقال ومحاكمةquot;. وتابع قائلا، جرائم القتل تنتشر في كل شارع من شوارع غزة، وكأن غزة صارت أرض القبور المفتوحة، والجرائم التي لا تدل على أصحابهاquot;.

تعليق نائب هنية عمله لم يثلج صدور المواطنين
من جهته أعلن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني د. ناصر الشاعر، تعليق دوامه الحكومي لمدة أسبوع احتجاجا على مقتل ثلاثة أطفال صباح اليوم في قطاع غزة. وحمل الشاعر وزير الداخلية سعيد صيام، والرئيس المسؤولية عن الفلتان الأمني، وطالبهم بمتابعة قضية قتل الأطفال ومحاسبة الجناة، قائلا quot; على وزير الداخلية والرئيس اتخاذ التدابير اللازمة لوقف مظاهر الفلتان الأمني، فوقت الإدانة والاستنكارات انتهى وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهquot;.على حد تعبيره.
تعليق الشاعر لعمله لم يثلج صدور المواطنين المشتعلة من حدة نيران الغضب، حيث قال فايز علي ناشط يساري لـquot;إيلافquot;، لا نريد ان يعلق الشاعر عمله نريد نزوله للشارع وإلقاء القبض على القتلة الذين يتسكعون بالشوارع ليل نهار.
وتساءل علي، إن كان تعليق الشاعر وأعضاء حكومته سيحل لغز الجريمة النكراء، مطالبا قادة الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على المجرمين وإعدامهم على مرأى ومسمع الجميع لإزاحة الخوف من ما وصفه quot;سفاح الأطفالquot; الذي خيم على وجوه الأطفال وأرعب أمهاتهم.


الداخلية الفلسطينية
وزارة الداخلية الفلسطينية بدورها نددت بالجريمة، داعية كافة الأجهزة الأمنية إلى التعاون والتنسيق من أجل القبض على مرتكبي هذه الجريمة ومثيري الفتن والشغب على الساحة الفلسطينية.
وقال خالد أبو هلال الناطق باسم وزارة الداخلية خلال مؤتمر صحافي، إن هذه جريمة تضيء الضوء الأحمر أمام كل القيادات والجهات المسئولية الفلسطينية لاكتشاف مرتكبي هذه الجرائم، مؤكدا أنه ليس من خيار سوى وضع حد لهذه الجرائم المتتابعة والقضاء على الفوضى والفلتان الأمني.