طلال سلامة من روما: حاول مهربو الكوكايين شتى الطرق، في الماضي، لتسليم مخدراتهم الى الوسطاء أو المستهلكين كلجوئهم الى إخفاء الكوكايين في الأكياس الهوائية، وخراطيش الطابعات وأي تجويف معقول في الجسم البشري، كما المعدة. والآن، يبدو أن عقل هؤلاء المهربون استنار من طريق خدعة ماكرة نوعية. فالدلائل الآتية من مختبرات إعداد المخدرات السرية في أوروبا الشرقية تنوه بأن العصابات هناك تحاول إخفاء الكوكايين عبر دمجه بمجموعة كبيرة من المنتجات الاستهلاكية البلاستيكية الشفافة، البريئة المظهر، مثل تلك المخصصة لنقل السمك، وغلافات الأقراص المدمجة الخارجية والتجهيزات الضوئية الخاصة بالسيارات. ويمكن لتلك المنتجات أن تفلت من تدقيق موظفي الجمارك بسهولة مذهلة.

اخفاء الهيرويين في الهدايا
وألقي الضوء على الخدعة بعد أن فتشت الشرطة في لوبيانا(سلوفينيا) مبنى مهجوراً أين اشتبه بوجود مختبر مؤقت لتصنيع الكوكايين. إذ عثر على أجهزة الخلاطات وأنظمة التجفيف والحاويات المملوءة بمختلف المواد المذيبة عدا عن كتل هائلة نصف شفافة من البلاستيك.

ويبرز التحليل على البلاستيك المُصادر أنه منتج بصورة رئيسية من مادة (Plexiglas) البلاستيكية المخلوطة بهيدروكلوريد الكوكايين. ويبدو أن العصابات المنتشرة في أوروبا الشرقية حققت نجاحاً في استخراج الكوكايين من البلاستيك بواسطة استعمال المواد المذيبة الرائجة مثل البنزين والأسيتون. وفيما احتوى البلاستيك المُلَقح بالكوكايين على حوالي 15 في المئة من المخدّر، لناحية الوزن الاعتيادي، إلا أن عينات المخدّر المُنْتَزع من البلاستيك كانت صافية بنسبة 96 في المئة. هذا وتسبب المغامرة الجديدة بعض المشاكل للمهربين. على سبيل المثال، عملية دمج البلاستيك المصنوع كيميائياً بالكوكايين تولد كميات غزيرة من النفايات التي ينبغي التخلص منها بسرعة وسراً كي لا تثير الروائح المنبعثة منها الشكوى أو الفضول.

من جانبهم، يؤكد ضباط المخابرات الأوروبيين بأن العصابات الإجرامية استعملت المركبات الكيميائية

دمج الهيرويين بترس معدني كبير
لتهريب المخدّرات قبل ذلك، ولو في نطاق ضيق جداً. لكن الكوكايين كان مُذَوَّباً مثلاً في حافظات الوثاق غير الشفافة وفي شكل غير حرفي. ومن الواضح للجميع أن الطريقة الجديدة ستنتقل قريباً الى مرحلة التطبيق رغم عدم انتهاء المشاكل. فتصاعد الطلب، من قبل مهربي الكوكايين، على منتجات الشركات البلاستيكية خاصة تلك التي تنتج أضوية السيارات قد يرفع إمكانية كشف خطط التهريب الواقفة ورائها لكن هناك العديد من المهربين الذين لا يخشون هدر quot;بخشيشquot; من ملايين الدولارات على هذه المغامرة، وهناك العديد من الشركات أو رؤسائها الذين يرحبون بالتواطؤ معهم لربح المال وقضاء إجازاتهم العائلية بعيداً عن أنشطتهم quot;الشرعيةquot;.