بهية مارديني من دمشق: على الرصيف في منطقة البرامكة المكتظة وسط العاصمة السورية دمشق افترشت أربع عائلات عراقية الأرض، لم ينتبه إليهم احد فقد اعتاد اهالي دمشق على هذه الصور المحزنة، أطفال يركضون وأمهات تصيح ورجال يبحثون عن مأوى ولا حول ولا قوة إلا بالله..يرددها الجميع، هذا قدرنا نحن العرب ان نبقى دون منازل وان نهرب من حرب الى حرب ونبحث عن أي غطاء ونندد ونشجب بصوت مخنوق
ضحايا العلميات الارهابية والتكفيرية في كركوك |
نشرات الأخبار تقول ان الإرهابيين يستهدفون بعملياتهم هذه زعزعة الوضع الأمني دون ان يأبهوا لحياة المدنيين العزل.
من الساعة الثانية عشر صباحاً وحتى الخامسة والنصف بعد الظهر على الحدود السورية العراقية تنتظر هذه العائلات، وأول ما اشتكوا لإيلاف قالوا ان الراكب في قطار القامشلي حتى دمشق يجب ان يدفع مبلغ quot; 145 ليرة سورية أي ما يعادل 3 دولار quot; ولكنهم اخذوا منا للراكب 185 ليرة سورية. وقالوا quot; خرجنا من كركوك
عائلة عراقية مهجرة من التصفيات الطائفية |
تعرفت ايلاف على أسماء بعضهم، شيرزاد رفيق علي، الهام ٍ محمود فتح الله، وإيمان شيرزاد وعلي شيرزاد وعاصي محمد وهافال عاصي محمد وليلى محي الدين احمد واصطحبتهم الى الجمعية السورية للعلاقات العامة لينضموا الى قوافل النازحين اللبنانيين الذين تبحث لهم الجمعية عن مأوى.
حالة إنسانية لا يمكن نسيانها، سورية محاطة بالحروب والانفجاريات وشوارعها باتت مزدحمة بالعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين القادمين من العراق وكلهم تسببوا في غلاء الإيجارات وأسعار الشقق وملئوا الفنادق والسيارات العامة فأصبح المرور في شوارع دمشق لا يطاق. وبات السؤال الى متى يمكن للشعب السوري وهو يعاني من ظروف اقتصادية أصلا صعبة ان يعين جيرانه وأشقائه فالذي كان متحمسا لمد يد العون في بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان فتر حماسه والذي قدم المساعدات اكتفى بما قدمه فيما تتزايد أعداد القادمين حيث بلغت مئات الألوف وفق إحصائيات رسمية وكلهم بحاجة الى مسكن وملبس وطعام ودواء.
ولم تتوقع مصادر سورية ان يقل ازدحام دمشق بعد عودة مئات اللبنانيين الى بلادهم بعد وقف اطلاق النار والقرار 1701 لان هناك عائلات كثيرة ارادت ان تبقى في سورية حتى يشعروا بهدوء الامور تماما.
التعليقات