بهجة خجولة بلعب المحيبس ومطاردة المسلسلات التلفزيونية
العراقيون يمارسون طقوس رمضان مع انحسار العنف

محمد قاسم من بغداد: بعدما شهدت الهجمات الانتحارية انخفاضا ملحوظا و انخفاض اعداد الجثث مجهولة الهوية في الاسابيع الاخيرة التي سبقت شهر رمضان وانحسارعمليات الدهموالاعتقالات الليلية على بعض المدن التي بعد اعلان تجميد جيش المهدي نشاطاته وتقلص نشاط تنظيم القاعدة الى خارج العاصمة بغداد عادت بهجة خجولة للعراقيين مع حلول شهر رمضان.

فسهر الشباب لساعات متأخرة تصل الى وقت السحور بات ملحوظا في المناطق الشعبية وباتت لعبة المحيبس (الخاتم) منتشرة في معظم مقاهي العاصمة وساهم في انتشارها هذا العام تسابق معظم الفضائيات العراقية على تنظيم بطولات رمضانية في هذه اللعبة التي تعتمد على الفراسة في ايجاد الخاتم لدى احد اللاعبين الذين قد يصل عددهم الى مئة وان يخرجه من كف من يشك فيه وليس كافيا وجوده لدى شخص ما بل في اي كف يخبئ الخاتم.

ورغم حصول عمليات الدهم في بعض الاحياء للبحث عن مطلوبين التي ساهمت في كسر بهجة المحتفلين بشهر الصيام فان الناس في بعض المناطق اصبحوا معتادين مع هذا الواقع المر.. كما اخبرنا بعضهم.

لعبة المحيبس
ما ان ينتهي الشباب من (الفطور) حتى يتجمعوا في الساحات التي تتوسط المناطق السكنية ليمارسوا لعبتهم الرمضانية المعروفة ( المحيبس) والتي تجتمع فيها مجموعتان من الشباب تجلس كل مجموعة مقابل الاخرى ويترأس كل مجموعة شخص معين ثم تبدا اللعبة باخفاء (خاتم ) صغير لدى احد افراد المجموعة ويكون على رئيس المجموعة الثانية ان يتفرس وجوه خصمه من اجل ايجاد المحبس لكي تنتقل اللعبة الى مجموعته.. بينما تذهب مجموعات الى المساجد لاداء صلوات التراويح او النوافل او قراءة القران والبعض يفضل اداء ذلك داخل المنزل.

إيلاف تجولت بعد فترة الفطور في عدد من مناطق بغداد فلم تخل اي منطقة من تجمع للشباب يلعبون المحيبس وكأنها المتنفس الوحيد لهم منذ فترة طويلة عدا فرحتهم بفوز المنتخب بكاس اسيا مؤخراً ، احد الشباب قال : لعبة المحيبس يجتمع فيها الترفيه مع التحدي في الوقت نفسه وممارستها خلال ايام شهر رمضان لها طعم خاص.

حلوى الزلابية
هذا التحدي الذي قصده هذا الشاب كان في ما سبق متجسدا في لعبة المحيبس بين مجموعة الكاظمية ومجموعة الاعظمية خلال ايام شهر رمضان وكانت تتخلل هذه اللعبة بين هذه المدينة وتلك بعض الاهازيج اخبرنا (ابو يحيى) انه في احدى المرات كان التحدي محتدما بين مجموعة الكاظمية ومجموعة الاعظمية فلما اخذت مجموعة الكاظمية (المحيبس) راحوا يهتفون:(الله ومحمد وعلي.... وابو الرضا ويانه...) وأبو الرضا هو الامام الكاظم الامام السابع لدى الشيعة. لكن ما هي الا فترة قليلة حتى استردت مجموعة الاعظمية المحيبس فراحوا يهتفون بحماس :(الله ومحمد وعمر.... وابو بكر ويانه...) لكن اليوم يلعب لعبة المحيبس كل منطقة ابناء المنطقة الواحدة ذاتها.

ولاتخلو أي لعبة من توزيع البقلاوة والزلابية التي يزداد تناولها في العراق في هذا الشهر خاصة.

اما التلفزيون فالمسلسلات المصرية والخليجية والسورية باتت ضمن الطقوس الرمضانية خلال فترة مابعد الفطور. وقد اجمع الكثر ممن التقيناهم بأن اكثر المسلسلات متابعة هي :( باب الحارة في جزئها الثاني) وهو يحظى باكبر نسبة مشاهدة حيث وفر تعداد عرض كل حلقة في اكثر من قناة فضائية عربية فرصة متابعة كل حلقاته بعد ان كان انقطاع الكهرباء يحرمهم من متعة متابعة كل حلقات اي مسلسل او برنامج تلفزيوني. ويشاهدون كذلك مسلسل(قضية رأي عام)و( حق مشروع)والمسلسل الخليجي( نعم ولا).

ويستعد الاهل لشراء ملابس العيد لاولادهم خاصة خلال الاسبوعين الاخيرين من شهر رمضان استباقا للعيد حيث تزداد الازدحامات كلما اقترب وقت العيد.

كذلك يسعى بعض شيوخ العشائر او ائمة المساجد الى مصالحة المتخاصمين في كل حي باعتبار شهر رمضان شهر تسامح. ولاينسى الصائمون بالدعاء بتوفير الامن على بلدهم لحظة الافطار والامساك باعتبار الدعاء فيهما مستجابا.