عارضات افغانيات يكشفن النقاب عن جمالهن


جون هيمنجمن مزار الشريف (افغانستان): في معظم دول العالم لا يعتبر مشهد عارضة أزياء تتهادى على الممشى تحولا ثوريا ولكن برنامجا للتلفزيون الافغاني مأخوذ عن البرنامج الامريكي quot;عارضة الازياء الاولى القادمة في أمريكاquot; يتخطى الحواجز ويظهر الجمال تحت البرقع.

فبعد نحو ست سنوات من الاطاحة بحكومة طالبان الاسلامية المتشددة في افغانستان وهي دولة محافظة بشدة فان معظم النساء لا يظهرن في الاماكن العامة إلا بشكل خاطف خلف برقع ازرق اللون قليلا مايكشف اعينهم السوداء.

متسابقة أفغانية أثناء البرنامج
لكن في مدينة مزار الشريف الليبرالية نسبيا بدأت محطة تلفزيون محلية عرض برنامج محدود الميزانية يقدم صورة مختلفة للمرأة الافغانية محاكيا برنامج تلفزيون الواقع الامريكي الناجح حيث يختار قضاة عارضات المستقبل من بين مجموعة من المتنافسات على مدار عدة أسابيع.

وقالت سوسن سلطاني مخرجة البرنامج البالغة من العمر 18 عاما quot;تحمست حقا لتقديم البرنامج لانني أردت أن تقدم الفتيات الملابس ويقدمن انفسهن.quot;

واضافت quot;افغانستان دولة حرة هؤلاء الفتيات مستقبل هذا البلد.quot;

وتهادت اربع فتيات ترتدين ملابس تقليدية فضفاضة ذات الوان زاهية وغطاء للرأس وان ظهرن أقل ثقة من نظيراتهن الغربيات وتفادين نظرات الصحفيين والمصورين وجميعهم من الرجال.

ولاحقا ظهرن يرتدين سروايل مموهة وقمصانا فضفاضة واحذية رياضية واخيرا ارتدين سروايل من الجينز وسترات زاهية الالوان خفيفة واحذية مفتوحة.

في الغرب لا يمكن أن تعتبر هذه الملابس غير محتشمة ولكن مثل هذه الازياء قد تثير الغضب في افغانستان وبصفة خاصة حين تعرض على شاشات التلفزيون.

ويقول العالم الاسلامي عبد الرؤوف quot;وفق الشريعة فان كل ذلك لا يتفق مع الاسلام. لا يتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية فحسب ولكن اذا طبقناها ولجأنا للقضاء فستعاقب هؤلاء الفتيات.quot;

ولم تحضر عشر عارضات كان من المقرر ان يشاركن في البرنامج بعدما علمن بوجود ممثلين من الصحافة العالمية وقال اصدقاء انهن خشين ان يتسبب التوسع في عرض البرنامج في مشاكل لهن.

وبدا الاصرار على من تحدين رد الفعل الغاضب المحتمل.

قالت العارضة كتايون تيمور quot;اعتقد انها فكرة عظيمة للفتيات الافغانيات وتشجعهن على الظهور.quot;

وقالت في البرنامج quot;نعلم ان 90 في المئة من المجتمع الافغاني يعتقد انه امر سيء وخطأ. تلقينا اعتراضات من الناس لكني اقول لهم انه ليس بالامر السيء وينبغي ان ينظروا اليه بشكل ايجابي.quot;

ولكن في شوارع مزار الشريف نادرا ما ابدى اي شخص معارضته للبرنامج وبصفة خاصة بين الشبان.

ويقول احمد سير (28 عاما) وهو يدير متجرا quot;انه برنامج جيد. الناس يتابعونه ويعجبون به وتهتم النساء بالبرنامج بصفة خاصة.. ربما يستطعن تطوير بلادهن من خلال البرنامج والملابس التي يرتدينها.quot;

وقال رجل الاعمال احمد ناصر quot;يهتم الشبان والشابات بالموضة ويقدم لهم البرنامج ملابس جديدة كما انه يتفق والثقافة الافغانية لذا لا باس به.quot;

وحين سئل عما اذا كان اكثر ما يلفت نظره الفتيات ام الملابس فاجاب مبتسما quot; الفتيات بالطبعquot; ثم اردف قائلا quot;ولكن الملابس مهمة ايضا.quot;

وتقول عارضة الازياء كتايون تيمور انها تريد ان يرى العالم الخارجي صورة مختلفة للمراة الافغانية.

وتابعت quot;رأيت ان هناك فكرة مختلفة عن المراة الافغانية خارج افغانستان.. يعتقدون انها تضع البرقع وتجلس في المنزل ولكن هذا ليس صحيحا. الفتيات الافغانيات جميلات.quot;