الأطفال أداة لترويج المخدرات
رغم الفقر: فلسطينيون يرفضون التخلي عن الكيف


سمية درويش من غزة: ضبطت الشرطة الفلسطينية كميات كبيرة من المخدرات في مدينة غزة، في وقت يعيش فيه المجتمع الفلسطيني ظروفا اقتصادية صعبة، حيث ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في صفوف الشباب الفلسطيني. ولم يكتف مدمنو المخدرات على التعاطي أو ترويج الممنوعات فيما بينهم، بل وصل الأمر بهم لاستخدام الأطفال أداة في عملية بيعها، هذا ما أكده جهاز الشرطة الفلسطينية.
وقال العميد خضر عباس مدير إدارة العامة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية في مؤتمر صحافي، بان رجاله تمكنوا خلال الأيام الأخيرة من ضبط ما يزيد على 4 فروش من الحشيش إضافة الى 282 شتلة من مخدر (البانجو) وكمية كبيرة من الكوكايين الحجري غالي الثمن الذي يخلط بمواد أخرى ليباع لمتعاطيه.
وفي عنوان الفقر الفلسطيني مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، اكتشف رجال المباحث في الشرطة الفلسطينية، 282 شتلة بانجو على أسطح منازل لمواطنين، في حين اعتقلت الشرطة بعض المروجين في المدينة.
وقد سجلت الساحة الفلسطينية ارتفاعا بنسبة الجرائم، حيث عزا أخصائيون ذلك إلى انعدام القيم والأخلاق، وفي ظل المعاناة الشديدة تظهر أمراض في المجتمع.


جماجم الأموات
ولم يكتف أيضا مدمنو المخدرات في قطاع غزة على شرب ما هو متوفر تحت أيديهم من أنواع مختلفة للمخدرات، حتى وصل بهم الحال للتسلل إلى المقابر ليلا والتفتيش عن جماجم الأموات لصناعة كيف من نوع أخر. يبدو الأمر غريبا على من يسمعه هنا في قطاع غزة، إلا أن مصادر في الشرطة الفلسطينية أكدت لـquot;إيلافquot; قبل عدة أسابيع، بأنها ألقت القبض على الكثيرين ممن قاموا بسرقة الجماجم لهذا الغرض.
القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، كشفت عن الشبكة المتخصصة في نبش القبور والمتاجرة في جماجم الأموات بهدف استخدامها في صناعة المواد المخدرة، حيث كشف خلال التحقيق مع الشبكة المتخصصة في نبش القبور، بأنه يتم التعامل لصالح أحد تجار المخدرات، حيث يستلم الجماجم منهم مقابل 2400 شيكل لكل جمجمة، موضحة أنه ومن معه قاموا بتسليم خمس جماجم خلال الفترة الأخيرة واستلموا مقابلها أموال.


تجرد من القيم
وقد أوضح المتخصص الكيميائي إبراهيم حسين لـquot;إيلافquot;، بأنه يتم طحن عظام الجماجم وإضافة مسحوقها للهيروين، مشيرا إلى أنه يتم تعاطي المدمنون الهيروين بطرق متعددة منها الحقن في الوريد أو تحت الجلد والشم. من جهته قال د. فضل أبوهين مدير المركز المجتمعي وإدارة الأزمات معلقا على الموضوع، quot; من يصل به الأمر إلى أن يعبث في القبور ويسرق جمجمة ميت ويقوم بعمل يستنكره العقل هو إنسان وصل لأدنى مستويات التفكير بل فقد آدميته، وتجرد من كل القيم الإنسانيةquot;.
واعتبر أبو هين، في تصريح أوردته سابقا صحيفة مقربة لحماس، أن هذه الشبكة في قمة الاضطراب النفسي، وهم عديمو الإرادة والضمير، مضيفا quot;عندما تعدم القيم والأخلاق وفي ظل معاناة شديدة تظهر أمراض في المجتمع مثل السرقة والتسول ولكن يبدو أن سرقة الجماجم هي آخر هذه الأمراضquot;.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 27 شباط 2007