محمد قاسم من بغداد: بعدما اجتاحت بغداد العاصفة الاعلامية الخاصة بالخطة الامنية ودخلت هذه الخطة حيز التنفيذ منذ الرابع عشر من الشهر الماضي وانتشرت في شوارع بغداد الرئيسية والفرعية نقاط التفتيش العسكرية بمختلف اصنافها من شرطة وحرس وطني ومغاوير وتدخل وغيرها من باقي الاصناف والمسميات ,,, وشيئاً فشيئاً بدأ الناس يشعرون بجدوى هذه النقاط وفائدة هذه الخطة الامنية حيث انحسرت نسبة اعمال العنف التي تحصد يومياً نحو (100شخص) عبر المفخخات والعبوات الناسفة وهجوم الانتحاريين ..ومن خلال تجوالنا في شوارع بغداد شاهدنا تعاون الناس مع القوات المسلحة المختلفة المنتشرة في بغداد.

ومن الطبيعي ان تكون هناك قوانين جديدة او تشدد في قوانين سابقة فالشوارع ليست مزدحمة كما في السابق بسبب القانون الجديد الذي يقضي بالسماح بسير المركبات حسب رقم السيارة (يوم زوجي ) و(يوم فردي) والمخالف يعاقب بغرامة مالية تصل الى (30)الف دينار....

وازدياد ساعات حضر التجوال الليلي وكان التعاطف من قبل الكثير من العراقيين وتحملهم الوقوف في الازدحامات واضحا على لسان اغلب الناس على الرغم من قلة الخدمات الاساسية وقد وصلت القوات العراقية الى عمق المناطق الساخنة.

ويمكن ملاحظة غياب ظاهرة الجداريات الكبيرة لزعماء سياسيين وملاحظة رضا معظم المواطنين عن مايشاع من وجود قائمة باسماء سياسيين متورطين بالارهاب.

وبعد ان كان منظر القوات العراقية من شرطة وجيش ومعها القوات الاميركية منظرا ينذر بالمواجهات تحول في مناطق مثل مدينة الصدر والحرية والدورة والغزالية وغيرها الى باعث على الامن.

لكن يبقى التباين موجودا لدى الناس في تقييم وفهم هذه الخطة الامنية فمنهم من يعتبرها سبيل الخلاص للخروج من هذا الوضع المتردي ويجب دعمها بكل الوسائل من قبل الجميع,, ومنهم من يعتبرها مجرد محاولة من باقي المحاولات التي تقوم بها الدولة طيلة الفترة السابقة ,, وهناك من يعتبرها خطة امريكية للنيل من نشاط المليشيات المسلحة المنتشرة في المناطق الشعبية. وهذا رأي اغلب الشباب الذين سألناهم وخصوصا في مدينة الصدر التي تبدو الخطة تستهدفها بشكل خاص لكن التعاون واضح من قبل الجميع مع نقاط التفتيش رغم التدقيق في اوراق السيارات.

حمزة موظف في وزارة النقل سالناه رايه في الخطة الامنية فقال: انها خطة حقيقية من حيث التدقيق في نقاط التفتيش وقد استوقفتني احدى هذه النقاط وقاموا بتدقيق اوراق السيارة التي استقلها مايدل بوضوح على مصداقية هذه الخطة الجديدة.

اما خلدون فيقول: انه جاء من خارج بغداد ولم يمر على نقطة تفتيش الا وقاموا بتفتيشه والبحث داخل السيارة...
اما احمد فيقول لاحظت ان السيارت التي فيها عائلة واطفال لايتم تفتيشها او التدقيق فيها وهذا ضعف وخطأ في عمل الخطة الامنية.

وقد حضيت الخطة الامنية بحصة الاسد من الناحية الاعلامية في الصحف المحلية الرسمية وغيرها وكذلك في خطب صلاة الجمعة لدى الشيعة والسنة التي تحث المصلين على التعاون من اجل انجاح هذه الخطة وكذلك فقد كان لليافطات المنتشرة في شوارع وساحت بغداد دور في ذلك ايضا.....ً

كما كان للخطابات التي يوجهها القادة الدينيون والسياسيون الى اتباعهم دور في تقدم هذه الخطة وجني بعض ثمارها بمن فيهم السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري.

اخيرا سالنا احد المشرفين الامنيين عن مشرحة بغداد (الطب العدلي) عن عدد الجثث التي تصلهم منذ انطلاق الخطة الامنية فقال ان عددها انخفض بشكل كبير اذ لاتصل في عدد من الايام الاخيرة اي جثة مجهولة. فيما كانت المشرحة تغص بعشرات الجثث المجهولة لمغدروين من اهالي بغداد.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاربعاء 7 اذار 2007