سفن سياحية أجنبية في زيارات سنوية إلى الموانئ العمانية

إيلاف حيدر عبدالرضا من مسقط: تصل إلى مسقط منذ منذ عدة أشهر سفن سياحية ضخمة منها السفينة السياحية الإيطالية (كوستا كلاسيكا) التابعة لأكبر شركة سياحية في أوروبا وأميركا الجنوبية حيث تحمل هذه السفينة على متنها نحو 1700 سائح قلّ أو كثر عن هذا العدد. وكانت زيارتها للموانئ العمانية الأولى من نوعها هذا العام ضمن مجموعة من الزيارات التي ستقوم بها خلال العام الحالي والأعوام المقبلة. وتعد هذه الشركة احدى أكبر الشركات السياحية العالمية التي تسير رحلات سياحية إلى أشهر وأكثر الأماكن إثارة في العالم، حيث تعمل تلك السفن في المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي وجنوب أمريكا والبحر المتوسط والمحيط الهندي والصين. وقد أدرجت المنطقة ضمن رحلاتها لما تتمتع به من جو دافئ ومناظر طبيعية ومناطق بيئية ومزارات سياحية تحظى باهتمام السياح في أوروبا وأمريكا.
وتأتي هذه الرحلات إلى السلطنة ضمن خطواتها التسويقية التي لم يسبق لها مثيل في الصناعة السياحية العالمية، لتمكين السياح الأجانب من الاستمتاع بجو عمان المشمس والجميل وشتائه المعتدل والتعرف على الامكانيات والمقومات السياحية الفريدة التي تتمتع بها هذه الدولة من بحرها النظيف ومناظرها الخلابة وتراثها العريق.

الطابع العماني في استقبال السياح

وتستقبل هذه الأفواج من السياح على أصوات أهازيج ورقصات شعبية حيث تفرد لهم الخيام لعرض بعض الحرف التقليدية العمانية التي يزاولها الشباب العماني. كما تستقبل هذه السفن بالطابع العماني وسط رقصات وفنون شعبية وبالحلوى والقهوة العمانية التي تترك انطباعا جيدا عند الضيوف. وتأتي هذه الرحلات في إطار التعاون بين وزارة السياحة وشركات أجنبية عالمية التي اتفقت مع الشركات العمانية بتسيير رحلات سياحية منتظمة طوال العام.
وفي هذا السياق تقول الدكتورة راجحة بنت عبدالأمير بن علي وزيرة السياحة إن زيارة السفن السياحية الأجنبية إلى السلطنة تأتي في إطار الجهد التسويقي الذي بذل خلال السنوات الماضية من أجل استقطاب السياحة البحرية إلى هذا الجزء من العالم، مشيرة إلى أنه ومن خلال مشاركة السلطنة في بعض المعارض السياحية العالمية والمعارض البحرية التخصصية، نجحت الوفود العمانية من اقناع أصحاب بعض تلك الشركات العملاقة بتسيير رحلات سياحية إلى السلطنة وجعل مؤانئها ضمن البرنامج وضمن المسار السياحي لها، مشيرة إلى أن قدوم مثل هذه السفن السياحية العملاقة إلى السلطنة وهي محملة بأعداد كبيرة من السياح سيتيح المجال للسياح بالتعرف والاطلاع على البلد وعلى الإمكانيات السياحية التي تزخر بها السلطنة إلى جانب التعرف على المعالم التاريخية والثقافية والتراثية.

زيارة المعالم السياحية والتراثية

من جانب آخر يقول سالم بن عدي المعمري مدير عام الترويج بوزارة السياحة إنه بالرغم من أن الفترة القصيرة التي يقضيها السياح الأجانب القادمين على متن هذه السفن السياحية، إلا أن أهل عمان يحاولون يحرصون على استغلال هذه الفرص من خلال وضع برامج مختلفة لزيارة معالم سياحية مختلفة كالمزارات والمواقع بمحافظة مسقط ومعالمها التاريخية. وأشار أن هذه الرحلات ستكون أسبوعية، معربا عن أمله ان تنجح الجهود باسنقطاب 80 ألف سائح خلال الموسم من خلال زيارة أكثر من 100 سفينة سياحية كبيرة تحمل على متنها الكثير من المسافرين والسياح من مختلف الجنسيات العالمية.
كما تشمل الرحلات السياحية لهؤلاء السياح أحيانا رحلات قصيرة لبعض المواقع السياحية الخلابة مثل الأماكن ذات الجمال الطبيعي وذات الأهمية التاريخية والثقافية حيث يضم البرنامج رحلات استكشافية صحراوية وجولات على بعض الشواطئ الجميلة على الخليج العربي وزيارات للمساجد ذات الطراز المعماري المتميز والمباني التاريخية والمتاحف وجولات داخل المدن وأسواقها، بالاضافة إلى زيارة معالم مسقط وبعض المدن القديمة مثل نزوى ووادي بني خالد وبعض الأودية الأخرى بالإضافة إلى رحلات بحرية بالقوارب لترقب الدلافين التي تزخر بها الشواطئ العمانية.

وتشمل رحلات هذه السفن القيام بزيارات مختلفة إلى البحر المتوسط وأوروبا الشمالية والكاريبي وعبر المحيط الهادي وأميركا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة والشرق الأقصى، في الوقت الذي تحاول هذه السفن أيضا بحمل عدد من العمانيين الذين يودون قضاء إجازاتهم خلال فصل الصيف على ظهر تلك السفن وبامكانهم حجز جميع الرحلات البحرية من مسقط على اعتبار ان السفن لديها جداول رحلات مختلفة الى البحر المتوسط وأوروبا والكاريبي وعبر المحيط الهندي وامريكا الجنوبية والشرق الاقصى ومنطقة الخلي، أي أن المنفعة من رحلات هذه السفن ثنائية.
إن هذه الرحلات السياحية البحرية أصبحت اليوم تساهم في ترويج قطاع السياحة في السلطنة في الوقت يؤكد مسؤولو الشركات السياحية ألجنبية أن حركة الركاب على متن تلك السفن إلى مسقط ستتضاعف من أرقامها السنوية من السياح خلال السنوات القادمة.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 6 اذار 2007