ليبيكا بيلام: كنا نشارك المسلمين العراقيين في مسيرات عاشوراء، ونضرب صدورنا تذكرا لمعركة كربلاءquot;، هذا ما قاله يعقوب ريوفيني المواطن الاسرائيلي متذكرا شبابه في العراق في الأربعينات من القرن الماضي.وتابع يعقوب قائلا :quot;كان أقرب اصدقائي ابن رئيس بلدية العمارة. كنا نذهب معا بعد مغادرة المدرسة الى بساتين النخيل بعد أن نكون اصطدنا أسماكا في النهر، ونشويها فوق النار في تلك البساتينquot;.

يعقوب ريوفيني
ويتذكر يعقوب مشاويره مع أصدقائه العرب على شاطئ النهر.

كان يعقوب ابنا لعائلة يهودية عراقية متوسطة الثراء ، ونشأ في منزل العائلة وسط أربعة من الأشقاء والشقيقات بالاضافة الى والديه وأجداده.

كان والده يملك متجرا للملابس وسط مدينة العمارة.

الحنين لأيام العراق
يتذكر يعقوب quot;الحياة السهلة في العراق، حين كان اليهود والعرب يعيشون جنبا الى جنب ويشاركون جيرانهم في كل جوانب الحياةquot;.

كان يعقوب في السابعة عشرة من عمره حين هاجرت عائلته الى اسرائيل عام 1951.

بالنسبة ليهود الشرق الأوسط كان الذهاب الى اسرائيل بمثابة تتويج لرحلة دينية، وتحقيقا لحلم السنين بالعيش في quot;ارض الميعادquot;.

ولكن العديدون ممن وصلوا الى اسرائيل بعد تأسيس الدولة يذكرون أيام العراق بحنين.

استوطن العديد من اليهود العراقيين بعد وصولهم الى اسرائيل في حي محاني يهودا في القدس الغربية، حيث يوجد سوق شعبي تصطف فيه بسطات الخضار والفواكه والسمك الطازج والفواكه المجففة وانواع الخبز والأجبان.

هذه البسطات والمحلات التجارية لا تزال ملكا لأبناء المهاجرين العراقيين الأوائل.

ولائم السمك
يقول يعقوب انه لا زال يذكر ولائم quot;سمك المسقوف والعرقquot;التي كان يتبعها زيارة الى أماكن اللهو في العمارة لمشاهدة حفلات الرقص الشرقي.

يتذكر يعقوب كل التفاصيل الدقيقة لحياة جميلة عاشها في العراق قبل أن تغير التطورات السياسية الجو العام.

يقول يعقوب:quot; كنا نأكل ونشرب وننام معا ونذهب الى نفس المدارس. لم يكن يخطر ببال أحد أينا العربي وأينا اليهودي حتى عام 1947. عندها اختلف كل شيء. أصبح أصدقاؤك ينظرون اليك نظرة مختلفةquot;.

التفكير بالعربية
في قلب حي محاني يهودا يوجد quot;مقهى مزراحيquot; وكلمة quot;مزراحيquot; تعني quot;االيهود لشرقيينquot; حيث يتخصص هذا المقهي بالمأكولات العراقية.

ومالك هذا المقهى هو ايلي مزراحي الذي هاجرت عائلته الى اسرائيل من شمال العراق، أو ما يعرف الان باسم كردستان.


الطعم يؤجج الحنين الى حياة خلت
يقول ايلي:quot;معظمنا لا زال يحس بالانتماء الى الدول التي وصل منها اباؤنا. اباؤنا وأجدادنا لا زالوا يذكرون الكثير من ماضي موطنهم الأصلي وهذا هو ما يجلبهم الى هذا المقهى: المأكولات والموسيقى واللغةquot;.

ويتفق يعقوب وايلي على انهما ورغم اندماجهما بالمجتمع الاسرائيلي الا انهما لا زالا يحتفظان بمحبة الطعام العراقي كالكبة والبامية، وكذلك حب اللغة العربية.

ويقول يعقوب:quot;لا زلت أفكر باللغة العربية، واعبر عن أفكاري بشكل أفضل من العبرية. عليك أن تفهمي ان لغتي الأم هي العربيةquot;.