بهية مارديني من دمشق: اكتشف الطبيب السوري م.ن ان زوجته الشابة تخونه مع جاره في منطقة قريبة من دمشق ، انها قصة قد تتكرر بشكل اعتيادي في قراءاتنا في الصحف ، ولكن المشكلة ان تتغير النظرة اليها في المجتمع ، ومحاولة ايجاد العذر للزوجة اوالزوج في الخيانة كتبرير منطقي وتفسير لما لايمكن تفسيره تارة بسبب الوضع الاقتصادي وتارة بسبب الظرف النفسي .

ومع ان الخيانة الزوجية كانت ولازالت امرا مستنكرا في مجتمعاتنا وتتخذ صفة الغرابة والاستهجان نظراً إلى تشرب تلك المجتمعات القيم التي تركز على العفة والأخلاق الحميدة، ولكن هناك من يبرر للرجل أو للمرأة تلك الخيانة.

احمد (40 سنة): الخيانة الزوجية أو الزنا جريمة لا تغتفر ولها أسباب عديدة قد تكون نفسية نشأت مع المرأة أو مع الرجل منذ الصغر كأن يكون الأب والأم في صراع مستمر مما ينعكس على الأولاد بعدم الشعور بالراحة والاطمئنان والبحث عن الحب الذي يفتقده الشخص بطرق متعددة بعد البلوغ، أو اضطهاد الفتاة ومعاملتها بقسوة من قبل الأهل وهذا ما يجعلها غير مطمئنة للحياة الزوجية فتحلم بأن يشعرها الزوج بالاطمئنان وحين يعجز زوجها عن توفير هذا الإحساس لها، تنكسر العلاقة فتتجه إلى الخيانة مع أي شخص يتقرب منها ويشعرها بالأهمية، أيضاً هناك رجال تكون زوجاتهم هم السبب وراء خيانتهم كأن تهمل الزوجة نفسها ومظهرها ونظافتها بعد الزواج وتستهين بزينتها متصورة أن زوجها لا يعنيه ذلك وأنه لن ينظر إلى غيرها ولن يفكر بالزواج من أخرى بعد العشرة الطويلة والأولاد وهذا التصور خطأ أيضاً تغفل المرأة متطلبات زوجها العاطفية بعد إنجاب الأولاد فتحرمه من الحب والحنان والرعاية وبالتالي يشعر الزوج أن زوجته راغبة عنه ولا تبدي له التعاطف أو الرغبة في تقبل عواطفه فينشأ بينهما ما يسمى بفتور الحب وأحياناً تظل الزوجة في حالة شكوى مستمرة من الأولاد وعبوس دائم فتنكد له حياته وهذا ما يدفع الرجل إلى البحث عن كل ما فقده داخل المنزل في الخارج وتنشأ مشكلة الخيانة الزوجية، إذا الخيانة في أكثر الحالات هي مسؤولية الطرفين الزوج والزوجة.

سمير (34 سنة): صحيح أن الخيانة الزوجية أمر عظيم وخطير لكن هناك دوافع اجتماعية أو اقتصادية يجب معالجتها، لمعالجة تلك الظاهرة كالزواج المبكر مثلاً فقد تكون الزوجة غير ناضجة نفسياً أو فكرياً أو حتى دينياً وتراهق في بيت زوجها كذلك الرجل الذي يتزوج في سن مبكر ولا يعطي كل مرحلة من حياته حقها فيراهق متأخراً، أيضاً هناك من تكون مداركها محدودة كأن تتخيل بأن زوجها يخونها (قد يكون صحيح) فتقوم هي بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضاً ومنهن من تكون مغرورة بجمالها مما يجعلها تستكثر نفسها على زوجها، أيضاً هناك من يتعمدون الخيانة ويتبعنها كنوع من أنواع الدعم الاقتصادي حين يعجز الزوج عن توفير متطلبات الزوجة فتبدأ الزوجة بالانحراف، أحياناً تكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية أو الرغبة الملحة في الجنس من جانب الزوجة عامل مهم في الخيانة بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج.

ميناس (33 سنة): الخيانة من قبل الطرفين سواء الزوجة أو الزوج غير مقبولة لكنها تحصل كثيراُ يكون أسبابها أحياناً الظهور المتأخر للمراهقة وبعد مرور سنوات طويلة على الزواج وتظهر لديه روح المغامرة والتجربة وإعادة الشباب وتحقيق الرجولة والبحث عن جديد أو يبحث عن ذلك لتعويض نقص موجود لديه بأن يتجه إلى امرأة أخرى كي يثبت لنفسه أنه مطلوب وأنه مقدر من قبل الآخرين وأن هناك أحد يهتم كثيراً بشأنه أيضاً تكون الصحبة السيئة أحياناً دافعاً للزوج إلى الانحراف، وترى الرجل لا يظهر ما يبطن فقد يكون على أحسن حال أمام زوجته بينما يخفي في نفسه أمراً آخر، ونظراً لتمتع المرأة بالحساسية الكبيرة فأنها تستطيع معرفة إن كان هناك قصة حب في حياة زوجها وعندئذ عليها أن تبحث عن السبب ولا تتغاضى عن الموضوع لأن الأمور إذا تفاقمت يصبح الزواج مهدد بالفشل، وتلعب الزوجة دور مهم في الحفاظ على زوجها بأن تحترمه وخصوصاً أمام أهلها وأهله وأن تصغي له حين يشتكي لها عما يعاني منه لا أن تشعره بعدم الاهتمام لأن ذلك يسبب النفور والبحث عن أخرى لتسمعه، أيضاً مشاركة الزوج في كل تفاصيل حياته والبعد عن النكد وتوفير الراحة داخل المنزل هي من الوسائل المهمة التي تحافظ المرأة بها على الزواج.

مازن (40 سنة): الأولاد في منزل توجد فيه الخيانة الزوجية هم الخاسر الأكبر لأنهم ضحايا فعل فاضح فاحش يترك أثره المدمر في نفوسهم ويلاحقهم مدى الحياة فالشرخ النفسي الذي يزلزل كيان الطفل يترتب عليه مشكلات خطيرة والخيانة لا تأتي من الفراغ فقد يكون هناك قصور في العلاقة بين الزوج والزوجة أن تكون الزوجة مهملة في إحساسها بمشاعر الزوج وفي القيام بواجباتها نحوه أو قد تبالغ في سيطرتها عليه فيتولد لدى الزوج شعور بالانتقام لأنه مظلوم ويلجأ إلى الخيانة لأسباب أخرى كإحساسه بالملل والضجر من روتين الحياة اليومية أو كثرة تدخل الأطراف الخارجية بالحياة الزوجية ومعرفة أسرارها سواء من أهله أو أهلها أو صديقاتها وهناك أسباب تتعلق به وحده وبشخصيته فقد يكون ذو شخصية ضعيفة وتابعة بحيث يمكن لأي امرأة تسيطر عليه بسهولة أو ذو شخصية عدوانية تميل إلى الانحراف وكما قلت الأولاد هم من يدفعون الثمن في تلك الحالات سواء الخيانة من طرف الأم أو الأب.

عمار (36 سنة): من الطبيعي أن تنجذب ميول الرجل إلى امرأة أخرى مما قد يولد حاجزاً نفسياً بينه بين زوجته حين لا يشعر بالسعادة داخل بيته، ومن الطبيعي أن يدق قلبه لأخرى لكن لو أن الزوجة على قدر كبير من الوعي لما تركت زوجها ينظر إلى غيرها أو لحاولت إعادة المياه إلى مجراها بمعالجة الأسباب التي غيرت زوجها، لكن حين يعجز الزوج لابد أن يلجأ إلى امرأة أخرى توفر له ما ينقصه والشرع حلل لنا أربع زوجات، فالزوجة هي المسؤولة عن تغير زوجها بالدرجة الأولى أيضاً الرجل هو كائن بشري من روح وجسد ولا يستطيع في أحيان كثيرة التحكم بمشاعره لذلك الطريقة الوحيدة لحماية نفسه هو الزواج مرة أخرى إذا أحس بنفسه أنه ينحرف إلى أخرى دون أن يلجأ إلى الخيانة والحرام.

سحر (37 سنة): لست من المشجعين على الخيانة لكن أقول أن المرأة هي الضحية الأولى في كيل التهم وفي تركيز الخيانة الزوجية وحصرها بها رغم أن الرجل هو شريك أساسي مثله مثل المرأة في تلك القضية الخطيرة لكن لماذا يحق للرجل ما لا يحق للمرأة ولماذا تعاقب المرأة ولا يعاقب الرجل وفي مطلق الأحوال الخيانة ناتجة عن خلل في العلاقة الزوجية حيث لا يلبي أحد الطرفين الاحتياجات العاطفية والجسدية والاجتماعية وغيرها في وقت ما من العلاقة الزوجية في حين يجد هذا الطرف ما يحتاجه عند طرف ثالث والمرأة في مجتمعنا أكثر تضرراً من الرجل إذا كشفت أو كانت في مرمى الشبهة حتى المرأة تسامح أما الرجل فلا، فالرجل حين يكتشف أن زوجته تخونه أقل شيء يفعله إذا لم يقتلها هو الطلاق حتى لو كان له أولاد دون أن يعطيها فرصة لإصلاح نفسها والتوبة أما إذا اكتشفت أنه الخائن عنها قلة من يؤيدونها ضده بحجة الأولاد وخراب البيت، ولا أحد يشعر بالصرخة التي تخرج من أعماق المرأة عندما تشعر بخيانة زوجها، فهي مجبرة أحياناً للعيش مع زوجها الخائن أما هو ليس مجبراً للعيش مع زوجه خائنة، كل ذلك بحجة المجتمع والمطلقة والحالة الاقتصادية وشتات الأولاد حتى القانون في جرائم الشرف يعاقب المرأة التي تقتل زوجها إذا ضبطته مع أخرى ولا يعاقب الزوج إذا قتل زوجته حين يضبطها مع شخص أخر، هناك تمييز واضح وظلم واضح للمرأة في هذا الشأن وفي مطلق الأحوال هي جريمة خطيرة على الفرد وعلى الأسرة وعلى المجتمع ككل لا يمكننا استئصالها من جذورها إنما يمكننا الحد منها من خلال التوعية بمخاطر الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس كالأيدز والزهري وغيرها... وعن طريق الرقابة على تلك الفضائيات التي تبث السموم في مجتمعاتنا من خلال ثقافة التعري، أيضاً الجانب الديني مهم جداً في التوعية من عقاب مرتكب تلك الجريمة.

اما الطبيب النفسي محمود (43 سنة) فاعتبر ان الخيانة الزوجية ليست واسعة الانتشار في بلادنا العربية نظراً للقيم الإسلامية المغروسة في مجتمعاتنا بينما تنتشر بشكل واضح في المجتمعات الغربية ويعود إلى عدة أسباب منها تعذر الطلاق في المجتمعات المسيحية، وأيضاً تصدع الأخلاق والقيم لها دور كبير في ذلك إضافة إلى قيم الحياة الاستهلاكية والمادية التي تؤكد على مبادئ اللذة والمتعة وتهاون الإنسان في ضبط لرغباته وشهواته، أيضاً ازدياد الصراع بين الرجل والمرأة والاقتتال بينهما ولجوء المرأة إلى استعمال الجسد كسلاح ترد فيه على ظلم المجتمع لها ولا تقتصر الخيانة على المرأة بل على الرجل أيضاً فلو اقتصرت على طرف لما كان هناك خيانة أصلاً لأن العلاقة قائمة بين الرجل والمرأة، وعلى المستوى النفسي فأن الخيانة الزوجية جريمة يشارك فيها الزوجان حيث يساهم الزوج بضغوطه وإيذائه لزوجته وهضمه لحقوقها يشجعها على الخيانة والانتقام منه أيضاً خيانة الزوج لزوجته تشجعها على رد اعتبارها لكن بمفهومها وهي خيانته بدورها ونجد أن اضطراب الشخصية يساهم في الوقوع في الخيانة الزوجية، كأن يكون الرجل والمرأة ذوي شخصيات حدودية تتميز بالاندفاعية وتقلب المزاج أيضاً وتتميز بوجود صعوبات في التواصل مع الآخرين إضافة إلى صورة الذات ومحاولات الانتحار وهناك الشخصيات المضادة للمجتمع التي تبحث عن كل ما هو مضاد للقانون والأخلاق من أعمال لتقوم بها، هناك الشخصية الهستريائية التي تتميز بالمبالغة وجذب الانتباه والإثارة الجنسية والاستعراض والتأثر السريع بالآخرين وسطحية الانفعالات والتفكير وحب المغامرة والإرضاء الفوري... فأن صفاتها وسلوكياتها تثير الشك وفي أغلب الأحيان يمكن أن تقع في فخ الخيانة الزوجية وهناك الأشخاص الذين يحملون عقداً خاصة مرتبطة بالجنس أو العدوانية أو من تعرضوا للإيذاء الجنسي أو الجسدي أو الإهمال وعدم الرعاية في طفولتهم يمكن أن يتورطوا في سلوك جنسي خاطئ، أما الغيرة في أشكالها المختلفة فهي تعكس قلق الزوج أو الزوجة من الخيانة والقلق العادي هذا شعور طبيعي يهدف إلى المحافظة على الشريك لكن شرط أن لا يتعدى حدوده لينقلب إلى مرض.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الخميس 10 مايو 2007