عدنان ابو زيد: حين يسير العربي في شوارع لندن وأمستردام، فانه غالبا مايدير وجهه حين يسقط نظره على محلات بيع لوازم الجنس المنتشرة هنا وهناك، فهو سرعان مايتجاوزها غير ابهٍ بها. وليس ثمة شك في أن انتشار هذه الدكاكين دلالة على رواج بضاعتها، واختلاف زبائنها عليها. ولكن هل ان انعدام مثلها في شوارع المدن العربية يعني انها تجارة غير رائجة بين العرب، أم ان فوبيا الجنس حولت هذه الدكاكين الى الملاجيء السرية جنبا الى جنب مع المعارضات السرية، لتتحول بضاعة لوازم الجنس والمجلات الجنسية وحبوب الفياغرا من المحرمات في السوق العربية بعد أن صادر الرقيب من العقول فكرة الحاجة أم الاختراع.

رحلة الى أجور رود

يمتلك م. هشام وهو شاب عربي يقيم في شارع أجوررود في لندن جهازين لتطويل القضيب الذكري وهو ماتبقى من خمسين جهازا باعها لسائحين عرب يزورون لندن من مصر والاردن والخليج العربي. ويقول هشام انه أكتشف مهنته هذه حين كان يتردد على محلات الجنس والملاهي في لندن حين راى ان زبائن من النخبة العربية يرتادون هذه الاماكن وانه اصبح دليلهم لها منذ خمس سنين.
وشرع هشام يشرح طريقة عمل الجهاز حين سالناه عن ذلك. ثم أردف : أن امراتين عربيتين منقبتين أشترين منه اربعة لازواجهن، وان احداهن أسرت له ان طول قضيب زوجها لايرضيها،وحدثته ان الجهاز موجود في أسواق الخليج لكنها لاتعرف كيف تصل اليه لانه يباع بشكل سري.
وقال هشام : ان الاخريات اشترين منه مجلات جنسية.

عمليات جراحية

ولنبدأ في موضات جراحة التجميل التي لم تعد سرية اليوم في الوطن العربي وانتشرت في أوساط الفتيات العربيات. وليس جديدا ان اغلب المطربات والممثلات العربيات كان لهن قصب السبق في هذا المجال من إعادة تقويم للأرداف وشد الوجه وتكبير الاثداء بالسليكون ونفخ الوجنتين.

ويشير الدكتور حنا دوكلص وهو طبيب تجميل عراقي ان نساء الطبقة الارسقراطية العربية يطلبن احيانا أن تظهر أردافهن كأرداف فنانة معينة لان زوجها يرغب بذلك على ان الامر لم يعد قاصرا على الاغنياء فحسب بل تعداه الى الطبقة الفقيرة فترى فتيات يدخرن ويعملن المستحيل في سبيل الحصول على المال الكافي لاجراء مثل هذه العمليات، ويرجع الاخصائي أحمد مفتي ذلك الى تهديد الازواج لهن بالزواج من أخرى، فيفعلن ذلك لكسب الرضى في عيون أزواجهن.
ومن التقنيات التي تنتشر اليوم بين اوساط النساء العربيات نقل الحلمة من مكانها الساقط إلى مكانها الطبيعي في وسط الصدر، وتشكيل الجلد حول الثدي بعد رفع الزيادة حتى يحتفظ الثدي بوضعه المرتفع الممتلئ. ويحتاج تكبير الثدي الى السليكون لتكبيره، وهذه المادة تعمل على شكل بالونة تملأ بمحلول الملح أو بمادة السليكون نفسها (gel silicon).

وسائل الاثارة الاصطناعية

وتنتشر في الاسواق العربية السرية نماذج مختلفة لتحفيز الاثارة لمحاكاة المتعة الجنسية الحقيقية.
وسالت ايلاف هشام عن مصدر هذه التجارة، وحسب قوله فانه لايحصل عليها من المصدر الاصلي لكن عبر وسيط ويعتقد ان اغلبها مصدره جنوب شرق اسيا مع الكثير من المواد المحضورة كالكحول عبر العراق وايران وافغانستان الى دول الحليج العربي. كما ان هذه الحركة نشطة اليوم عبر ايران والعراق على وجه الخصوص.
ويشير هشام الى بيعه ثمانية أنواع من القضيب الاصطناعي هذا الاسبوع لنساء ورجال على حد السواء، لكن لايتوفر عنده الان نموذج لها وربما يمكن ذلك في الاسبوع القادم حيث تصل بضاعة تحتوي اضافة الى ذلك مجلات جنسية ووسائل متعة جنسية اخرى.

ويقول هشام ان امراة اخرى روت له انها غير متزوجة وان شراءها لقضيب اصطناعي افضل من الفضيحة مع شخص اخر.
و غالبا ما تكون من المطاط او الكلوريد متعدد الفينيل او فوتوروتيتش و بعض المواد المشابهة للمواد الطبيعيه. وفي اوربا فان هذه تجارة رابحة.

نساء النخبة

ويبدو ان اصابة عين الحقيقة في موضوع حساس كهذا امر صعب المنال، وهو امر متعب حقا لكن متعة البحث كانت لذيذة حين التقيت اخيرا ( ر. بيضون ) وهو لبناني يعيش في مانشستر بالمملكة المتحدة ويقول رامي ان ارباحه في السنة الماضية من تجارة الجنس وشحنها الى لبنان والشرق الاوسط فاقت التوقعات لكنه الان لم يعد يستطيع بعد ان صودرت بضاعته الاخيرة في المطار لكنه يتاجر اليوم بكميات محدودة في المملكة المتحدة لانها تجارة مشروعة.
ويقول رامي ان من بين زبائنه عرب من الطبقة الراقية، وفي لبنان ايضا كان اغلب زبائنه من النخبة فالعاهرا ت والفقراء ليسوا بحاجة لهذه المواد.
ويضيف ان امراة عربية ثرية اشترت منه اربعة انواع من القضيب الاصطناعي وباحجام والوان مختلفة وعللت الامر ان زوجها فقد قدرته على الانتصاب لمرضه.

فتاوى تحريم وتحليل

لقد بلغ انتشار وسائل الجنس المساعدة كبيرا في الوطن العربي لكن تجارته بقيت سرية، حاله حال السياسة في المجتمع العربي الذي تنقضه الصراحة في مواضيع الحياة المهمة، ودليل ذلك انتشار النصائح والفتاوى في مواقع الانترنت العربية حول تحريم وتحليل هذه الوسائل.
ولما يزل العربي يناى بنفسه عن الجنس والسياسة ماأمكنه ذلك، مثله مثل النعامة التي تدفن راسها في الرمال.


[email protected]

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاربعاء 9 مايو 2007