خسرو علي أكبر:على الرغم من انتهاء الذكرى الخامسة والعشرين لتحرير مدينة خرمشهر الايرانية مازال الايرانيون يواصلون تنظيم نشاطات وفعاليات للاحتفاء بهذه المناسبة التي يعتبرونها أكبر نصر حققه الشعب الايراني في حرب السنوات الثمان التي شنها الديكتاتور صدام حسين ضد بلادهم.

وقد تم أضاءة سماء المدينة بالالعاب النارية لساعات طويلة وعبّر ابناء المدينة عن فرحتهم الكبيرة بهذه المناسبة اذ أقاموا أمسيات أستعرضت يوم التحرير من خلال الصور الفوتوغرافية ، وقراءة قصائد كتبت خصيصا لهذه المناسبة ،اضافة الى استضافة أشخاص من أبناء المدينة لسرد ذكرياتهم عن البسالة والشجاعة التي أبداها اهالي المدينة في فترة الاحتلال التي دامت 19 شهرا.مع أنهم كانوا يفتقدون لابسط انواع العتاد العسكري والدفاعي .

وقد شهدت مدن اخرى في اقليم خوزستان احتفالات عديدة بهذه المناسبة ، ففي مدينة الأهواز اكتظ شاطئ نهر الكارون بمئات المواطنيين الايرانيين من العرب والفرس الذين عبروا عن فرحتهم بالتحرير بتوزيع الحلويات والاستماع الى الاناشيد الوطنية المخصصة لهذه المناسبة .

مقابر الشهداء في المدن الايرانية شهدت هي الاخرى يوما استثنائيا اذ توافد الاف المواطنين الايرانيين لزيارة قبور شهداء التحرير ، فيما استضافت الصحف الايرانية وقنوات الراديو والتلفاز عددا من جرحى المعركة لسرد ذكرياتهم عن هذا اليوم التاريخي في ذاكرة الايرانيين.

ويرى بعض المحللين أن الاهتمام الكبير بهذه المناسبة في اقليم خوزستان برهن على وحدة المواطنين الايرانيين من عرب وفرس واقليات اخرى واعتزازهم الكبير بصمودهم المشترك ودفاعهم عن بلادهم بوجه المحتل ، في الوقت الذي تحاول فيه بعض العصابات الارهابية وعبر اعمال اجرامية كتفجير الاسواق والاماكن العامة لاثارة الفتن بين العرب والفرس الذين قاوموا الاحتلال الصدامي معا وتعايشوا بسلام ومحبة كمواطنين ايرانيين .

ومع تحرير خرمشهر تغيرت موازين التفوق العسكري في حرب السنوات الثمان لصالح القوات الايرانية التي شهدت تنسيقا ناجحا بين قوات الحرس الثوري وقوات البسيج والجيش الايراني .
.

. كما اضطر الرئيس العراقي صدام حسين للموافقة على عودة قواته الى الحدود الدولية المعترف بها بعد هزيمة فادحة في معركة كان بعتبرها مصيرية ليس بالنسبة للقوات العراقية المتواجدة في الاراضي الايرانية وانما بالنسبة لمدن عراقية اخرى وفي مقدمتها مدينة البصرة ثاني أكبر المدن العراقية .

اما القادة الايرانيون ورغم اختلاف وجهات النظر بين الحرس الثوري والجيش الايراني فيما يخص استمرار الحرب او الموافقة على وقف اطلاق النار فقد رأوا في الخيار الاول وضم أراض عراقية عاملا مساعدا وورقة رابحة في المفاوضات التي تعقب انتهاء الحرب ، الا أن دعم قوى اقليمية وعالمية للنظام العراقي السابق واستئناف الاتحاد السوفياتي السابق لارسال اسلحة ومعدات عسكرية للعراق حال دون نجاح المخطط الايراني ، يضاف الى ذلك حرب المدن التي شنها صدام حسين وقتل الاف المدنيين الايرانيين واستخدام الاسلحة الكيمياوية المحرمة ضد القوات الايرانية وهي الامور التي دفعت القيادة الايرانية للموافقة على القرار 598 الداعي لوقف اطلاق النار بين البلدين .

الاعمار
ومع ان خرمشهر تحولت الى رمزانتصار الشعب الايراني في ظل الوحده الوطنيه، يتساءل شيرزاد حيدري ان كانت عملية اعمار المدينة بالمستوى الذي يتناسب مع تضحيات الشعب الايراني لاستردادها من المحتل quot;لقد بذل الالاف من شبابنا ارواحهم لتحرير المدينة ، لقد انتصرنا في المعركة باعتراف العالم بأجمعه ، ولكن النصر سيكون مكتملا حينما تعود المدينة مدينة وليست خرائب متناثرة quot;.
كريم عرب بور يوضح quot;مشكلة الاعمار واعادة سكان المدينة لم تحظ باهتمام المسؤولين الايرانيين في السنوات التي أعقبت انهاء الحرب ، لكن مع الزيارة الاخيرة للرئيس الايراني احمدي نجاد في الشهر الماضي واجتماعه مع هيئة الوزراء ووعوده الاقتصادية ، تضاعف الأمل وقد كرر الرئيس زيارته للتأكيد على الاولوية التي يضعها المسؤولون الايرانيون لهذه المدينة ، ثمة انجازات لاتنكر ، ولكنها غير كافية ، لم يعد ميناء المدينة فاعلا ، ويكفي أن ننظر الى حجم الاستثمارات المخصصة للموانئ الاخرى، حينها سنتأكد من أن اعمار الميناء باعتباره عصب الحياة الاقتصادية للمدينة لم يكن بمستوى الطموحquot;.

وجهة النظر الرسمية المرتبطة باعادة اعمار الميناء تبدو أكثر تفاؤلا فمسؤول ادارة الموانئ والسفن سعد عبد اللهي يذكر ان ان توسعة الميناء واعادة اعمار 85 في المائة منه في ظل المشاكل الموجودة في نهر اروندرود، يعد انجازا كبيرا تم تحقيقه في الأعوام الخمسة الاخيرة ، ان 70 في المائة من النشاط الاقتصادي في مدينة خرمشهر مرتبط بالميناء فهو يوفر أكثر من 20 ألف فرصة عمل ، وقد كان لانشاء محطة خليج فارس للمواصلات البحرية دور في تفعيل حركة السياحة

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الخميس 31 مايو 2007