بهية مارديني من دمشق: مع قدوم الصيف تزداد الرغبة لدى الطلاب الجامعيين في النزول الى سوق العمل،وتنافس المراة الرجل في هذا السوق في سوريا لانها توافق ان تعمل في محلات الملابس وفي كافيهات الانترنت وفي محلات بيع الموبايل بأجر زهيد.


وكان الغريب لدى الشباب ان تقبل منى مراد(22 عام ) العمل في محل للموبايل في منطقة العدوي في سوريا من الساعة 10 الى الساعة 8 مساء بمرتب هزيل قدره 3 الاف ليرة سورية اي ما يعادل 60 دولار شهريا في الصيف رغم انها طالبة جامعية في التعليم المفتوح.

وتتباين الاراء حول عمل المرأة، ونزولها بقوة لتنافس الرجل واكتفائها ذاتيا وعدم اعتمادها على احد سوى نفسها ووقوفها على قدميها ماليا، وفي حين يراها البعض سببا من اسباب بطالة الشباب يرى اخرون عملها سببا من اسباب طلاقها لان الاستقلال المادي يجعلها تقف امام الرجل كند دون الانصياع له.

قالت ام محمد لايلاف quot;قلت لابني الطالب الجامعي اذهب وابحث عن عمل في الصيف بدل جلوسك quot;عاطولي باطوليquot; اي عاطل دون عمل في الصيف، وبدل نومك حتى الساعة الثالثة بعد الظهر فقال لي انظري الى الصحف والاعلانات مطلوب سكرتيرة، مطلوب مندوبة،... فاين ابحث عن العمل دعيني اتفرج على التلفزيون ولا تقلّبي علي المواجع quot;.

وفي الواقع بات اغلب الرجال لدى زواجهم يبحثون عن المرأة العاملة ليتقدمون اليها ولعل هذا كان سببا اخر في اندفاع المراة غير المتزوجة الى العمل دون نسيان الذهاب الى صالونات التجميل ايضا يقول هاني (متزوج): أنصح أي شخص مقدم على الزواج أن يقترن بإنسانة موظفة لأنها تكون مدركة لقيمة الوقت أكثر من المرأة المتفرغة للمنزل فالزوجة الموظفة تستيقظ باكراً وتذهب إلى عملها ولا تصدق أن ترجع إلى المنزل حتى تقوم بواجباتها، الزوجة المتفرغة تستيقظ متى تشاء وتقضي معظم وقتها على (الصبحيات) والاستقبالات وتصبح أسيرة للمسلسلات والأفلام والأغاني حتى تنسى واجبات أطفالها وزوجها وتنظيف بيتها، وحين يعود زوجها تبدأ بالتذمر والشكوى، لكن الموظفة لا تجد وقتاً لذلك فهي دائماً مشغولة البال عند بيتها وأولادها وتقتنص أي فرصة لتعوضهم عن غيابها.

اما جميل وهو متزوج ايضا فكان اكثر وضوحا، وقال اquot;مام اعباء الحياة انصح الرجل بالاقتران بامراة موظفة لانها ستساعده كثيرا ماديا ان كانت ابنة حلالquot;.
وعن عمل الطالبات الجامعيات في الصيف قال انه امر جيد جدا لان الفتاة تريد الكثير وتطلب الكثير ووالدها قد لايستطيع ان يدفع لها كل ما تحتاجه.

اما فاطمة (ربة منزل) ولديها 5 أولاد فقالت من المستحيل أن توفق المرأة بين عملها خارج المنزل وداخلها ان كانت متزوجة فمتطلبات الأسرة كبيرة جداً، ومهما حاولت الموظفة السعي وتنظيم وقتها وعدم التقصير إلا أنها تبقى مقصرة، وما تكسبه من وظيفتها تدفع ثمنه من تربية أبناءها، ومهما وصلت إلى درجة عالية من التعليم ومهما كانت مكانتها نهايتها ستكون إلى بيتها وزوجها وأولادها فالدور الطبيعي للمرأة يكون في دور الأمومة والزوجة وهذا لا يعني أن ربة المنزل المتفرغة غير مثقفة أو غير متعلمة اما اذا كانت طالبة فلا مانع ان تعمل عملا شريفا في الصيف.

نجيب (موظف) لديه ولدان: في عصرنا هذا أصبح عمل المرأة ضروري جداً من اجل نجاح الحياة الزوجية بشكل عام وليس من اجل الراتب فقط إنما من حيث الإحساس بقيمة العمل وقيمة الراتب وكيفية الصرف واكتساب الخبرات عن طريق الاحتكاك بالآخرين وتعلم النظام مما ينعكس على تربية الأولاد حتى أن بغياب المرأة عن المنزل يتعود الأطفال على تحمل المسؤولية، صحيح هناك سلبيات كثيرة لعمل المرأة لكن إيجابيته أكبر، حتى أن الأمر نسبي هنا فكم من امرأة موظفة وتدعي أنها مستقلة ومثقفة في حين أن تربيتها لأطفالها فاشلة وحياتها الزوجية فاشلة ومهملة وتهتم بعملها على حساب بيتها وكم من ربة منزل تخرج رواداً وبالعكس فالأمر يعود إلى تربية المرأة ثقافتها وتنظيمها لوقتها أيضاً.

ويرى نجيب انه لاداعي لان تعمل الطالبة الجامعية صيفا لانها لن تستطيع التوفير وستصرف النقود على ماكياجها وشعرها وهاتفها المحمول.


اما بتول فقالت أصبح العمل هدف كل فتاة لأنها ترى فيه شخصيتها وكيانها المستقل وتكسر في عملها صورة الأنثى الضعيفة التي تستجدي القرش من أبيها أو أخيها أو زوجها والإنصياع لم يصرف عليها، العمل حقق للمرأة الشيء الكثير فهي تنمي خبراتها وتوظف قدراتها ولا أحد يستطيع إنكار الدور الكبير لعمل المرأة الفاعل في مجتمعاتنا من الطبيبة إلى المهندسة إلى الموظفة.... أيضاً بالمقابل هذا الأمر أصبح يؤثر تأثيراً كبيراً على قرارها بالزواج وأصبحت تتريث أكثر في اتخاذ هذا القرار وفي النهاية هي لا تحتاج أحد بما أنها تنتج فزادت بذلك نسبة العنوسة بين الفتيات، رغم إقبال الشبان على الموظفات أكثر من غيرهم.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاثنين 11 حزيران 2007

لقراءة تحقيقات اخرى في ايلاف