محمد قاسم من بغداد: يعيش الشعب العراقي حالة قاسية من عدم الاستقرارفي اغلب مفاصيل الحياة لكن عجلة الحياة لاتزال مستمرة وتسير نحو(الامل) والكثير من الامور لاتزال موجودة وحيوية رغم كل مايحصل.

التجارة في العراق لم تتوقف في أي حال بل ان الاوضاع الحالية انتجت الكثير من الحرف والتعاملات التي لم تكن موجودة سابقا راح يتاجر بها من يتقنها من اجل الحصول على لقمة العيش ومن اجل انتهاز فرصة للتحول من وضع معيشي الى وضع اخر افضل ففي بغداد يوجد مركزين تجاريين مهمين لايقل احدهما اهمية عن الاخر : الاول (الشورجة) المعروفة في بغداد بازدحامها وانتشار مكاتب التجار ورجال الاعمال ومخازن المواد الغذائية والملابس والبضائع وغيرها ، وقد تعرضت الشورجة لاكثر من مرة الى عمليات تخريب متعمدة بواسطة السيارات المفخخة او الحريق راح ضحيتها مئات الضحايا من الناس والكثير الكثير من البضائع المحلية والمستوردة وانقطعت ارزاق الكثيرين ، وقد توجهت اصابع الاتهام في وقتها نحو (الاكراد) بسبب رغبتهم في تحويل المراكز التجارية الى اقليم كردستان.

المركز الثاني هو:(منطقة جميلة) الواقعة ضمن الحدود الجغرافية لمدينة الصدر ولا تقل اهمية عن الشورجة فبالاضافة الى المواد الغذائية والملابس والبضائع تعتبر جميلة مركزا لتسويق المنتوجات الزراعية كافة من فواكة وخضر وقد قام الكثير من التجار بنقل مكاتبهم من الشورجة الى جميلة بسبب الظرف الامني هناك والقرب من محل سكناهم ، وقد اخبرني احد التجار الشباب انه يتعامل مع التجار الايرانيين حيث يتاجر ببيع وشراء البضائع الايرانية بعد استيرادها من هناك وقال : رغم اننا نتعامل معهم بسهولة ووضوح لكنهم (اي التجار الايرانيين) يفتدقدون للمصداقية في تحديد موعد التسليم والاستلام حتى اننا في بعض الاحيان ندفع مقدماً...

- وكنتيجة طبيعية لنجاح التجارة الداخلية في العراق فقد توسعت الكثير من الاسواق الشعبية لمسافات تعادل ضعف مساحة السوق الاصلية ففي مدينة الصدر توسعت جميع الاسواق تقريبا ابتداءاً من سوق مريدي وانتهاءاً بسوق عريبة.

وتجد في هذه الاسواق كل ماتبحث عنه العائلة والملاحظ ان جميع الاسواق الشعبية في مدينة الصدر تحتوي على مسجد يستفاد منه اضافة الى الصلاة والآذان فانه عادة مايضيع بعض الاطفال عن امهاتهم بسبب الازدحام وقلة الانتباه فيتم المناداة علية عبر مئذنة المسجد....ومن الجدير بالذكر ان حكومة صدام منعت المنناداة على الاطفال عبر المساجد بسبب ما اعتبرته ارسال كلمات مشفرة الى اعداء الحكومة وتعيين اهداف وما الى ذلك.

- وقد تم استهداف هذه الاسواق لاكثر من مرة لكونها مزدحمة وتشكل هدف سهل للتكفيريين الذين يعتبرون كل شيء حرام فتم تسييج الاسواق بحواجز كونكريتية لتقليل اضرار المفخخات كما انتشر في الاسواق عدد من الحراس السريين المنتمين لبعض المليشيات المحلية المسلحة ويحضى هؤلاء الحراس بتأييد اصحاب المحلات كونهم يحمونهم.

- وبسبب الازدحام في هذه الاسواق اندس بعض اللصوص او السراق ليسرقوا بعض المساكين لكن يتم القبض عليهم بين فترة واخرى حتى انه القي القبض على عدد من السارقات(نساء) اللواتي يتابعن من تخرج من محلات الصياغة الذهبية لكي تسرق مافي جيبها وكذلك فسرقة اجهزة الموبايل منتشرة بين بعض النساء في الاسواق.

لقراءة تحقيقات اخرى في ايلاف