ماري لويز جوموشيان من ميلانو: لا تعد باولا ماتزيني البالغة من العمر 60 عاما مصممة شهيرة. لكن بعدما قضت أكثر من عشر سنوات في السجن تتطلع ماتزيني التي أدينت بتهمة تتعلق بالمخدارات و12 من زميلاتها في السجن الى اقتحام عالم الشهرة من خلال إطلاق علامة تجارية خاصة بالملابس.

وتعلمت السجينات بسجن سان فيتوري بميلانو مهارات الحياكة على يد جمعية تعاونية محلية تهدف لمساعدة السجينات وصنعن بالفعل أزياء لمسرح وتلفزيون فضلا عن أثواب وقمصان طويلة الأكمام لمتاجر صغيرة.

وبعدما تمكن من تغيير الصورة النمطية عن السجينات بأنهن يقمن بحياكة ملابس فضفاضة قررت السجينات العمل بشكل مستقل.

وقالت ماتزيني المقرر أن تغادر السجن العام القادم quot;لم أكن أعلم كيفية عمل ذلك من قبل.quot; وكانت تقص بحذر قطعة من القماش الابيض الناعم من أجل حياكة قميص. وأضافت quot;أما الآن فانني أكرس نفسي للحياكة.quot;

ويمكن أن تكون صفوف الأقمشة وقطع الورق المقوى التي يتم قص القماش وفقها والمعلقة على حوائط سجن سان فيتوري جزءا من أي ورشة للحياكة. غير أن ما يميز ورشة الحياكة هذه فقط هو دخول حارس السجن بين الحين والآخر.

ويهدف المشروع جزئيا لمساعدة النساء على اكتساب مهارات تساعدهن على العيش خارج السجن غير أن نشاطهن استخدم بالفعل أيضا في حياكة أثواب لدار أوبرا لا سكالا في ميلانو وكماليات لفريق إنتر ميلان لكرة القدم.

ويمتلك أحد عملاء السجينات متجرا في شارع مونتينابوليوني الذي تباع فيه البضائع بأسعار غالية كما نظمت السجينات عرض أزياء في السجن حيث شاهد الحراس ومدعوون عارضات يعرضن تصميماتهن.

وقال اليساندرو بريفي رئيس جميعة اليس التعاونية التي تدير المشروع ومقرها ميلانو quot;في المرة القادمة سنقدم ملابس تحمل علامتنا التجارية.quot; وعملت الجمعية على مدى نحو 15 عاما في سجون المدينة.

والمشروع المستقل الوحيد للسجينات حتى الآن يتمثل في خط انتاج لقمصان تحمل العلامة التجارية quot;جيل كاتسquot; (قطط السجن) تحمل رسما لقطط أو قضبان السجون وتباع في المكتبات أو بمقار الجمعية التعاونية.

ويتمتع الخط الجديد بدعم المصممة الايطالية انا موليناري التي تصمم العلامة التجارية بلوماريني وسيتم تسميته في وقت لاحق من العام الجاري.

وقال بريفي quot;نحتاج بداية أن نمتلك اسما.. وسنعمل في نهاية المطاف مع انا موليناري لنرى ما ستتكون منه تشكيلتنا. نأمل في أن نتمكن من تسويقها بحلول الربيع القادم أو قبل ذلك اذا أمكن.quot;

وتابع quot;نفكر في تشكيلة صغيرة من الملابس. سنعمل بشكل أساسي في انتاج الملابس النسائية.quot;

ويمثل اطلاق علامة تجارية جديدة تحديا في وقت بدأ فيه قطاع الملابس والمنسوجات الايطالي يستعيد عافيته بالكاد بعدما تعرض لضربة من المنافسين العالميين.

وقال بريفي quot;المشكلة تكمن في التوزيع.quot; مضيفا أنه يرغب في أن تمتلك الجمعية التعاونية متجرا رغم أنها تعمل على إنشاء موقع على شبكة الانترنت لبيع منتجاتها.

وإطلاق العلامة التجارية أمل مثير بالنسبة للسجينات اللاتي يقوم بعضهن بأعمال روتينية يومية في مطبخ السجن.

وتقول فدوة (23 عاما) وهي مغربية quot;من الباعث على السرور أن بإمكاننا عمل ذلك... اطلاق العلامة المسجلة أمر هام.. انه سيظهر ما نحن قادرون على فعله.quot;

وتعتبر فدوة التي تعمل بورشة الحياكة منذ شهر واحد فقط بيتي الأزياء جوتشي ودولسي اند جابانا أفضل مصممين من وجهة نظرها.

وقالت quot;كانت آلات الحياكة تخيفني دوما. تعلمت كيفية حياكة القمصان والسراويل والاثواب. أفضل حياكة السراويل القصيرة لأنها أسهل.quot; وأعربت عن أملها في أن تتمكن يوما ما من حياكة ثوب زفاف.

وتظل ورشة الحياكة في سجن سان فيتوري مفتوحة حتى ساعات متأخرة كل يوم.

وقالت السجينة جابريلا بينما علت أصوات آلات الحياكة ونفثت المكاوي بخارها حولها quot;هذا يساعد على قضاء الوقت بدلا من مجرد الجلوس في الزنزانة.quot;

وتستقبل الجمعية التي تمتلك ورشة عمل في سجن أوبرا بميلانو السجينات السابقات للعمل بمقارها مما يسهل عليهن العثور على وظائف بعد خروجهن من السجن.

وقالت موليناري في رسالة عبر البريد الالكتروني quot;هذا المشروع قيم بالتأكيد.quot; واضافت أنه يذهب الى أبعد من الجانب الجمالي للموضة الى الإمكانيات الاجتماعية لها.

وافتتحت عاملة سابقة بالجمعية متجر حياكة وتعديل خاص بها. وقال بريفي رئيس الجمعية إن واحدة فقط من بين العشرات اللاتي عملن لديها أعيدت الى السجن.

وأضاف quot;من المهم العمل في السجن.. تعلم مهارة.. لكن المشكلة الحقيقية تظهر عندما تنهي سجينة عقوبتها وتحتاج الى وظيفة.quot;

وماريوكسي وهي من الاكوادور وغادرت سان فيتوري في مايو ايار بعدما قضت عقوبة بالسجن ثلاث سنوات بعد إدانتها بتهمة مرتبطة بالمخدرات واحدة من بين نحو 30 سجينة يعملن حاليا لدى الجمعية.

وقالت quot;من الصعب العثور على وظيفة بعد الخروج من السجن. الناس غير واثقين. إنني معجبة بجورجيو ارماني (مصمم الازياء الايطالي). أحب الملابس التي يصممها. ربما أرغب يوما في العمل لديه.quot;