بهية مارديني من دمشق: تقع افاميا في مفترق الطرق بين حلب واللاذقية ودمشق، لمدينة افاميا مخطط يشبه الشطرنج، يخترقها شارع رئيسي من الشمال إلى الجنوب بطول 1850م وعرضه 37.5م، وقد أقيمت على جانبيه كما على جانبي الشارع الذي يتقاطع معه أهم المباني العامة من حمامات وقصور ومعابد وأسواق تجارية ومسارح وغيرها، ومسرح افاميا يعد أكبر مسرح في العصر الروماني ومن المعتقد انه يعود إلى العصر السلوقي.
اما السور فهو يحيط بالمدينة القديمة بطول نحو 7 كلم، ويرجع مخططه العام، المرتبط ارتباطاً وثيقاً بتضاريس الأرض، إلى العصر الهليني.


الباب الشماليlaquo; أو raquo;باب أنطاكيا:
والاسم العربي لهذا الصرح هو rdquo;القنطرةldquo; (أي القوس) وهو الأصح. وكان قد بني في القرن الثاني الميلادي
شارع الأعمدة وأطرافه:
شارع رئيسي هائل يجتاز المدينة من طرفها إلى طرفها الآخر، من الباب الشمالي إلى الباب الجنوبي، على طول يصل تقريباً إلى 2 كلم وبعرض يصل إلى 37.50 متراً مع الأروقة التي تحف به.
الصرح ذو التريكلينوس (قصر الحاكم؟):
هذا الصرح يحتل ثلثي المساحة من القطاع الذي كان قائماً عليه، يفضي مباشرة إلى باحة معمدة مؤلفة من 8 times; 8 أعمدة كان ينفتح حولها إلى الشمال وإلى الشرق ثلاث قاعات كبيرة فخمة مستطيلة المخطط وتنتهي بحنية. وقد اكتشفت قطع فسيفساء كثيرة ورائعة في هذا البناء: فمن الجهة الشرقية لوحة الفسيفساء الكبيرة التي تمثل الصيد والموجودة حالياً في المتاحف الملكية للفن والتاريخ في بروكسل؛ وإلى الشمال الشرقي، ثمة تبليط هندسي هام من بداية القرن الخامس؛ وإلى الشمال هناك فسيفساء ذات أطر من القرن الرابع، وتمثل مشهد آلهة وحكماء ومناظر إسكندرانية؛ وإلى الغرب من هذه القاعة توجد أرضيات هندسية (القرن الرابع أيضاً) وتركيب مركزي، غطي لاحقاً بتبليط بيزنطي، يمثل الأرض والفصول، وإلى الشمال الشرقي، الفسيفساء الفخمة التي تمثل الأمازونيات.


المساكن الخاصة:
ويصل الزائر أولاً إلى البيت ذي حوامل الإفريز (19) الذي انتهى تنقيبه. وهو يقع في التجمع السكني المواجه للكاتدرائية، ويقود هذا المسكن الواسع (مساحته نحو 2000 م2)، عبر باب ضخم تحاذيه شاهدتان ، إلى شارع شمالي جنوبي صغير والبيت ينتظم، خلف مدخل متعرج، حول باحة معمدة مؤلفة من 6 times; 9 أعمدة، وهو مزود ببهو طابقي على ثلاثة من جوانبه. وعلى الجانب الرابع (إلى الشرق) ذي النسق الأكبر كان ثمة ثلاثة أبواب تفضي إلى القاعة الرئيسية المخصصة لاستقبال الضيوف. وهي قاعة فخمة مبلطة برخام متعدد الألوان ومزينة بينبوع في مركزها؛ وهناك قوس كبير يرتكز على عمودين يفصلها فيما يشبه المخدع الطرفي المزود بأسرة على ثلاثة من جوانبه.


الكاتدرائية:
تحتل الكاتدرائية إلى الشرق من الصرح ذي التركلينوس جزيرة مزدوجة من مجمل مخطط المدينة أي نحو 12000 م2. وهي تنفتح إلى الشمال بواسطة رواق ضخم متقدم على الطريق الكبير الغربي الشرقي ثمة باحة واسعة ذات أروقة على جوانبها الثلاثة (D) تقود إلى الكاتدرائية نفسها.

المسرح:
بني المسرح عند الطرف الغربي الأقصى من المحور الكبير الغربي الشرقي، على جزء من السور الهليني القديم. ونمطه روماني بحت لكنه يستفيد مع ذلك مثل المسارح اليونانية من انثناء للأرض يستند عليه فقطره 139 متراً، وهو بالتالي أحد أوسع مسارح العالم القديم.


متحف أفاميا:
زُيِّنت كنَّة المدخل ببعض لويحات الفسيفساء (طيور، أزهار، أسماك) مصدرها كنيسة صوران في ، شمال حماة).
وفي الباحة تم عرض المسلات والأعمدة والشواهد. مع ذلك ينتبه الزائر إلى التنوع الكبير للأوابد خاصة إلى الصورة الأصلية، من بين جنود فيلق بارثيسا الثاني، لحامل راية (aquilifer) محمل بتميمة الفيلق على شكل نسر حي محتجز في قفص، وأيضاً إلى الرماحين الذين يحملون رزمة من الحراب بيدهم أو التسراري، وهم المسؤولون عن التعليمات والأوامر في وحدة المائة والحاملون لعصا طويلة للقيادة ولحزمة من الألواح.
وندخل إلى أروقة المتحف من خلال الباب الثاني إلى اليمين قادمين من المدخل ذي الكنّة. ونلاحظ في تدعيم مشكاة، إلى يسار الباب، نسراً جنائزياً وأمامنا، على المصطبة الطويلة والمنخفضة التي تمتد خلف الجدار الخارجي للخان، في مقدمة المدافىء، عُرضت بحسب الترتيب الزمني مسلات جنائزية يونانية ولاتينية تم اختيارها بسبب نمطها أو تزيينها أو تاريخها أو أهميتها الأعلامية.
(أسماء يونانية أو لاتينية أو سامية). وقد اكتُشفت كلها في المقابر القريبة من سور أفاميا.
ويأتي الناووس من الجص المحلي (من النمط ذي الأطفال الملائكة ، والانتصارات، والشريطيات الزهرية والمسوخيات والقائم نحو المركز، من قبر ذي غرفة في المقبرة الشمالية. أما التدوين باللاتينية فمكرس من امرأة لزوجها الذي كان قائد مائة في الجيش الروماني.


ونجد أمامنا، في المشكاة الموافقة لهذا الصف نفسه، ناووساً ثانياً من النمط نفسه ومصدره القبر نفسه. وهو مكرس من قائد مائة من الفيلق البارثي لزوجته. والتدوين اللاتيني، المحدود بالإطار، يُرجع الناووس هذه المرة إلى 231-233؛ ونشير إلى الأسلوب الأكثر تعبيرية في التزيين المنحوت.


وعلى أرضية هذا الجناح الشمالي الشرقي من الخان عُرضت الفسيفساء الفخمة لسقراط والحكماء (عهد يوليانوس)، ومصدرها السوية الوثنية التحتية للكاتدرائية. ويتم تحديدها بشكل مرجح على أنها تنتمي إلى مباني المدرسة الفلسفية الأفلاطونية الجديدة التي ذكرها ليبانيوس في رسائله. ويرفع فيها سقراط الماثل في المركز، والمشار إليه بتدوين، يده اليمنى بحركة تعليم؛ وهو محاط بستة فلاسفة آخرين هم ستة من الحكماء السبعة في اليونان القديمة. والحال أن سقراط لم يكن، بحسب ما يقوله بورفيروس الأفلاطوني الجديد، أحكم البشر بل وحتى أحكم الحكماء؛ ونذكّر أيضاً بتأكيد الإمبراطور يوليانوس الذي وَفقه يَدين كل إنسان أنقذته الفلسفة بسلامته إلى سقراط.