أسامة العيسة من جبل الخليل: تقع قرية الشيوخ على واحد من سلسلة جبال الخليل، والتي أسسها قطب صوفي هو الشيخ إبراهيم الهدمي، الذي توفي في عام 1329م، ويعرف سكانها الان أنفسهم بأنهم من ذرية هذا الشيخ الذي ينتسب إلى الحسينيين، واشتهر سكان القرية باعتمار العمة الخضراء، تثبيتا لسلوك متوارث يؤكد انتسابهم للنبي محمد (ص).أم فارس
ويشار الى ان الذي امر بارتداء العمائم الخضراء هو السلطان المملوكي الملك الاشرف زين الدين شعبان بن محمد بن قلاون. ويقع مشهد قبر الهدمي في القرية، ويعتبر من معالمها البارزة، وهو ضمن المسجد القديم، الذي أدخلت عليه تعديلات كثيرة.
وفي الشيوخ أيضا تعيش أم فارس حساسنة، وهي مثل باقي السكان من ذرية الهدمي، وتسكن أم فارس في منزل يطل على وادي سعير من عل، ومن موقعها هذا تمارس مهاراتها المختلفة ومن بينها اشتهارها بصنع أكلة شعبية فلسطينية، تكاد لا تكون مشهورة، تسمى (الشدّة)، مكونة من مواد ينتجها الفلاح الفلسطيني، ويصنعها لتعينه على برد الشتاء القارص خصوصا إذا كان يعيش في الجبال، مثل أهالي الشيوخ.
كانت أم فارس تجلس في الفسحة الترابية الخلفية المشجرة لمنزلها، بينما تطلع بناتها وزوجات أبنائها، بمهمة العناية بقدر موضوع على نار، ويتلقين الأوامر من أم ناصر. رحبت أم فارس بمراسلنا الذي كان في جولة في جبل الخليل، وأبدت استعدادا لشرح طريقة الأكلة التي تعدها وما زالت في القدر على النار. وقالت أم فارس بان الشخص إذا تناول طعامه من أكلة (الشدة) هذه فانه يستطيع الصمود يومين بدون أكل، بالإضافة إلى مزاياها الأخرى الهامة التي تساعد الأطفال في نموهم وتقوي عظامهم.
وحول مكونات هذه الأكلة تقول أم فارس، بأنها مكونة أساسا من الدبس والقمح المجروش، وبعد تحضير الدبس من العنب بالطريقة المعروفة، يتم تحميص القمح، ثم جرشه على الطاحونة اليدوية التقليدية الحجرية، وبعد الانتهاء من طحن القمح يوضع في قدر كبير مع بهار (القزحة) ويتم تسبيك الخليط فترة مناسبة، ويضاف إليه الدبس، مع كمية مناسبة من quot;زيت الزيتون البلدي الحرquot; حسب تعبير أم فارس، وكل هذا مع استمرار تحريك الخليط ووضع مياه حسب الحاجة.
التعليقات