انتصار الاهداف السياسية على الهوية الوطنية
العراقيون غير مهتمين بعلمهم الجديد
سيف الخياط من بغداد:لم يثر اعلان تبني علم جديد للجمهورية العراقية بال العراقيين رغم نشغال السياسيين باجراء تعديلات على العلم او استحداث بديل عنه منذ سقوط نظام صدام حسين في 9/4/2003، ورفض حكومة اقليم كردستان رفعه منذ اكثر من عام. وجاء العلم الجديد مرضيا للكتل السياسية العراقية ولم يشهد تعديلات مهمة تبرز الهوية الوطنية العراقية الجديدة او ترميز لحضارة وادي الرافدين او معالمه التاريخية والجغرافية.
ويعيش العراقيون منذ الاطاحة بالنظام السابق تردي كبير في الاوضاع الامنية والمعاشية ونقص الخدمات وازدياد اعداد البطالة وهجرة ما يزيد على المليونين الى دول الجوار والدول الاوربية، وتفشي حالات الفساد الاداري والمالي حتى وصفت الحالة بانها ظاهرة.
وقد اعلن رئيس مجلس لنواب العراقي الدكتور محمود المشهداني امس تبني علم عراقي جديد سيرفع اعتباراً من يوم امس في جميع مدن العراق، وعلى جميع السفارات والمؤسسات الدستورية وغير الدستورية وقدمت هيئة رئاسة البرلمان اربعة مقترحات لتعديل العلم العراقي، وبعد اجراء التصويت العلني على المقترحات، حاز المقترح الذي تضمن رفع النجوم الثلاث وابقاء عبارة (الله اكبر)، لكن بالخط الكوفي واللون الاخضر، مع دلالات الالوان الى الرايات الاسلامية، على موافقة 110 نواب من اصل 165 حضروا جلسة البرلمان امس، فيما لم تحظ المقترحات الثلاثة الاخرى بتأييد كبير من قبل اعضاء المجلس.
وفي اول رد فعل معارض قالت هيئة علماء المسلمين وهي مرجعية دينية سنية ان العلم quot;فاقد للشرعيةquot; كونه يأتي في ظل عملية سياسية تجري في زمن وصفته بـquot;الاحتلالquot; وقالت الهيئة في بيان صدر، أمس الثلاثاء quot;في خطوة ليست مستغربة صوت مجلس النواب الحالي على تغيير ملامح العلم العراقي واسقاط النجمات الثلاث منه واثبات عبارة الله اكبر بالخط الكوفي على ان يعاد النظر فيه بعد سنةquot;.
وكان العلم العراقي السابق يحوي على ثلاث نجوم تمثل الوحدة بين العراق وسوريا ومصر التي لم تتحقق منذ الستينات من القرن المنصرم اضافة الى الون الاخضر والابيض ولاسود والاحمر تجسيدا لبيت شعر مشهور للشاعر العراقي صفي الدين الحلي الذي قال quot;سود وقائعنا بيض صنائعنا.. خضر مرابعنا حمر مواضيناquot;.
ويعد هذا التعديل الخامس من نوعه حيث اعلن ن العلم الاول مع تاسيس الدولة العراقية الملكية عام 1920 ثم استحدث علم جمهورية بعد انقلاب انهى الملكية عام 1958 عرف بعلم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء الجمهوري ثم اجري عليه تعديل اخر عام 1963 على يد الرئيس عبد السلام عارف الذي وصل الى السلطة في انقلاب شباط من ذلك العام، وعاد الرئيس السابق صدام حسين لضيف عبارة الله اكبر عام 1991.
وجرت محاولات مبكرة عقب سقوط نظام صدام حسين وفي فترة حكم مجلس الحكم المؤقت لتغيير علم صدام حسين وصمم الفنان المهندس رفعت الجادرجي علما جديد الا انه قوبلة بعصفة من الرفض لاعتبار واحد ان التصميم الجديد يشبه العلم الاسرائيلي.
وقاد لسياسيون الكرد حملة واسعة لتغيير العلم وصلت الى درجة رفض فعه في مناطق الاقليم الكردستاني في شمال العراق وكان رئيس لاقليم مسعود البارزاني قررفي شهر أيلول/سبتمبر 2006 إنزال العلم العراقي من جميع المؤسسات الحكومية في مدينة أربيل، والإكتفاء برفع علم الإقليم، معتبرا أن العلم العراقي quot;رفع خلال حملة الأنفال وارتكاب الجرائم ضد الاكراد من قبل النظام السابقquot;.
وفي ضغط كردي واضح دعا رئيس إقليم كردستان الحكومة المركزية إلى الإسراع بتغيير علم العراق قبل انعقاد مؤتمر البرلمانيين العرب في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان في شهر شباط/ فبراير المقبل اعتبرت انها رسالة وضحة الى المحيط العربي يقول فيها الكرد ان العراق الجديد ليس ذلك العراق العربي القديم.
يقول رشيد الجاف 44 عام مهندس مدني كردي من السليمانية شمال العراق quot; نحن نرفض وجود النجوم الثلاث التي تشير الى وحدة العراق مع العالم العربي والتغافل عن المكونات الرئيسية فيه وطموحاتها السياسية المشروعةquot;.
ويقول محمد عبد الستار معلم علماني 34 عام من بغداد quot;ان العلم جاء بضغط من التيارات الاسلامية الحاكمة في العراق وان ابقاء كلمة الله اكبر في العلم مع انها وضعت من قبل صدام حسين مؤشر على فرض هوية محددة للعراق على انه اسلامي وهذا يتاطع مع الواقع السكاني في العراق فلدينا اديان متعددة مثل المسيحيين والصابئة المندائيين والايزيديينquot;.
ويعترض صبري اوغلو 36 عام تركماني من كركوك تاجر سيارات quot;ان العلم لم يشر الى التركمان في العراق ولم يعر لهم اي اهتمام وكانهم ليسوا من سكان العراق ولديهم دور ومشاركة في الحياة العامةquot;.
وتمثل العينات الثلاث حالة استثنائة كون لديهم راي في العلم الا ان غالبية من جرى الحديث معهم حول العلم لم يعبروا عن اهتمام يذكر وعللوا مواقفه غير المكترثة بوجود نواقص مهة تمس الواقع الحياتي والمعاشي للسكان لم يجر الاهتمام بها او حلحلة الازمات لتي يمر بها البلد وان الاهتمام بقطعة قماش تهرب من المسؤولية وهتمام بالشكليات لا اكثر وان الجدل حول العلم ياتي ضمن الصراع السياسي.
- آخر تحديث :
التعليقات