نجلاء عبد ربه من غزة: لم يعد أمام نصر إسماعيل إلا الصمت والسكوت، رغم أنه يرى انحدار سلبي شديد حول مستوى تعليم إبنه أحمد في الصف السادس الأساسي، في وقت هرب المقتدرين من أولياء الأمور الآخرين بأبنائهم نحو المدارس الخاصة رغم إرتفاع تكاليفها.
ويقول المواطن نصر (53 عاماً): أخاف إذا ما ذهبت لمدير المدرسة وأناقشه حول أسلوب المعلمين الجديد الذين جاؤوا كبديل عن المعلمين المضربين بناءً على طلب نقابتهم في رام الله، أخشى أن يتصل بالقوة التنفيذية التابعة لحركة حماس ويعتقلونني.
خوف يسود أرباب الأسر هنا في غزة من الحالة التعليمية التي وصلت لأبنائهم في كافة مراحل التعليم، فمنذ سبعة أسابيع، قبل بدء العام الدراسي الحالي في 25/8 الماضي، أعلنت نقابة المعلمين في الضفة الغربية عن إضراب بسبب ما قالت أنه إجحاف لعدد كبير من معلمي ومدراء محسوبين على حركة فتح، بدلتهم حكومة غزة من مدارسهم وأقصت عدد من المدراء.
الأمر بعد أن كان نقابي بحث، من وجهة نظر الأستاذ سالم، معلم مدرسة مضرب، أصبح الآن سياسياً، وأصبحنا ورقة ضغط من رام الله وغزة، لكن في المحصلة فإن الطلاب هم المتضررين الأساسيين، ولا احد يكترث لهذا الأمر.
وكانت وزارة التربية والتعليم في غزة قد بدأت بالإتصال في اليوم الثاني من الإضراب في آلاف الخريجين لتضعهم كبديل عن المعلمين المضربين، إلا أن هؤلاء الجدد لا يملكون خبرة التعامل مع الطلاب، ولا توجد عندهم القدرة على توصيل المعلومة بالطرق الصحيحة، مما حذا بالوزارة لعمل دورات مكثفة لهم للتغلب على تلك المشكلة.
ويؤكد محمود علي، ولي أمر 3 تلاميذ، أن مستوى إستيعاب أبناءه قل بدرجة ملحوظة. وأضاف لإيلاف 'ما يهمني هو أن يبقى إبني في مستواه التعليمي، ولا تعنيني المناكفات بين حركتي فتح وحماس'.
ويشير عدد ممن إلتقتهم إيلاف حول القضية إلى أنهم لا يجرؤون على الإحتجاج لدى مدراء المدارس الجدد التي وضعتهم حماس بدلا من المضربين. ويخشى عدد منهم الإعتقال والضرب إذا ما تحدث عن ذلك.
وتفرض حركة حماس متمثلة بالحكومة في غزة الرعب لدى الفلسطينيين منذ سيطرتها على قطاع غزة قبل حوالي سنة ونصف عقب إقتتال دامٍ مع حركة فتح راح ضحيته أكثر من 600 شاب فلسطيني من الطرفين، مما جعل أرباب الطلاب يخشون على مصيرهم من الضرب والإعتقال في حال الإحتجاج السلمي.
وكانت وزارة التربية والتعليم في غزة قد أمهلت المعلمين المضربين اليوم، كأخر موعد لعودتهم دون تحقيق مطالبهم. وقال الدكتور يوسف إبراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم في حكومة غزة 'لقد أعطيناهم فرصاً كبيرة فقد جاوزت مدة استنكافهم سبعة أسابيع'.
ويأتي إمهال وكيل وزارة التربية والتعليم بغزة، بحسب إبراهيم 'بعد شعورنا بمدى الضرر الذي يصيب العملية التعليمية'، موضحاً أن قرار وزارته بإمهال المعلمين حتى اليوم يأتي لوضع العملية التعليمية في طريقها الصحيح وخاصةً وأن الطلاب اقتربوا من امتحانات نصف الفصل.
وأكد وكيل الوزارة أن واقع سير العمل بالمدارس، بيّن إبراهيم أن العملية التعليمية بغزة تسير بشكلٍ جيد، لافتاً إلى استعانتهم بعدد كبير من الأساتذة الذين يخضعون لدورات تدريبية لرفع كفاءاتهم وصقلها.
لأن التعليم في غزة تضرر بشكل غير مسبوق، فإن أرباب الأسر المقتدرين مادياً هربوا بأبنائهم نحو بر الأمان، كما قال المواطن سعيد سلامة، ومضيفاً 'أن العشرات وضعوا أبنائهم في مدراس خاصة، في ظل ترهل التعليم في المدارس الحكومية بغزة.
الأمر ذاته أكده المواطن حسني عبد ربه. وقال لإيلاف 'يهمني أن يتعلم إبني فادي بشكل جيد، فالمال يذهب إلى حيث يذهب، لكن تعليم إبني هو الأساس من وجهة نظري الخاصة'.
ويؤكد عبد ربه أن مستوى التعليم في المدارس الخاصة أفضل بكثير من المدارس الحكومية في وضعها الطبيعي، متسائلا' ما بالنا بوضع التعليم هذا العالم في ظل إنتقال المناكفات بين حركتي فتح وحماس إليه!!!؟.
التعليقات