عبدالعزيز الصراري من صنعاء: الحرف اليدوية أرتبط وجودها بتاريخ وحضارة الأمم والشعوب.. وأصبحت تعد بمثابة مؤشرا على نشاط السكان في حقب التاريخ المختلفة.. ومسألة الحفاظ عليها أضحت في عالم اليوم من أولويات الأمم والشعوب تبذل في سبيل البحث عنها الجهود الكبيرة وترصد لذلك الأموال اللازمة وتخصص مراكز بحث في هذا المجال بكوادرها العلمية المؤهلة التي تسعى عبر الدراسات العلمية إلى اكتشاف تلك الحرف وتصنيفها وإمكانية إعادة إنتاجها مع الأخذ بعين الاعتبار روح العصر الذي نعيشه وما هو سائد فيه.

الحرف اليدوية في جزيرة سقطرى لا تختلف عن ذلك فمن الناحية التاريخية لها ارتباط عميق بتاريخ الجزيرة ووجودها. وظلت ملازمة للإنسان السقطري خاصة المرأة عبر حقب التاريخ المختلفة لارتباطها الدائم بالحياة المعيشية اليومية ومتطلبات السكان.

وتشير الأخت شيخة مبارك مسؤولة النشاطات الاقتصادية في جمعية تنمية المرأة السقطرية إلى أنواع متعددة من الحرف اليدوية منها ما يمكن تسميته بالحرف الطينية وهي التي تصنع من الطين بعد معالجته ومنها التي تصنع من جلد الماعز وأخرى من سعف النخيل.

وفيما يتعلق بالحرف الطينية فإنها تتمثل بالمنتجات التي تصنعها المرأة من الطين وهي عبارة عن فخاريات ومزهريات ملونة وأواني أخرى تستخدم في طباخة الطعام وشرب المياه كالمجامر وكاز القهوة وفوتي الحليب وكاسات الشاي.

وتشير إلى أن تلك الأواني ظلت مستخدمة في الجزيرة في مختلف مراحل التاريخ وحتى عهد قريب إلى ان دقت طبول التطور أبواب الجزيرة ودخلت بموجب ذلك الأواني الحديثة المماثلة للأواني الأنفة الذكر الأمر الذي كاد أن يقضي على المنتج اليدوي من الأواني الطينية التي اعتمدت عليها المرأة السقطرية في دخلها اليومي.

لكن جمعية تنمية المرأة السقطرية تنبهت لذلك واستشعرت الخطر الذي بات يهدد الحرف اليدوية في الجزيرة والتي تمثل جزء أساسي وهام من تاريخها فعملت جاهدة على إحياء هذه الحرف والصناعات اليدوية وشجعت المرأة في ذلك من أجل تحسين دخلها.

وتقول الأخت شيخة مبارك: إن هناك نوعا من الحرف اليدوية يتمثل في المنتج المصنوع من جلد الماعز التي منها الأحزمة والحقائب والسجاد وتشير إلى إن هذا النوع من الصناعات اليدوية موجود في الجزيرة منذ زمن طويل حيث كانت النساء تقوم بمعالجة جلود الماعز لسد الاحتياجات المحلية منها وتصدر ما يفيض إلى خارج الجزيرة وبذلك تشكل هذه الصناعة إحدى أوجه الدخل للأسرة السقطرية وقد استعادت هذه الحرفة بريقها مؤخرا وارتفع الطلب عليها محليا ومن قبل السياح الذين يتوافدون على الجزيرة.


وتبين الأخت شيخه مسؤولة النشاطات الاقتصادية بجمعية تنمية المرأة السقطرية إلى أن هناك نوع ثالث من الصناعات الحرفية اليدوية في الجزيرة يتمثل في الصناعات المأخوذة من سعف النخيل الذي ينتج عنها سلال وحصائر وسفرات للأكل وحقائب وهي منتجات ذات طابع منزلي ولها حاليا طلبات في الأسواق.

وعن عدد النساء اللاتي ينخرطن في عضوية الجمعية تبين الأخت شيخة بأنهن يتجاوزن المائة والسبعين امرأة من مختلف مناطق الجزيرة. وتشير إلى ان الجمعية تنظم دورات تدريبية للنساء في مجالات الخياطة والحرف اليدوية وصناعة الجبن ومحو الأمية بالإضافة إلى دورات في مجالي التوعية البيئية والصحية.