عراقي رفض بيع نعاله الذي ضرب صورة صدام بملبغ كبير
إيلاف تلتقي ابو تحسينأول مشاهير العراق الجديد

سيف الخياط من بغداد:
يقول العراقيون (سقط الصنم في 9 نيسان) ولم يكن متوقعًا أن يعلن عن سقوطنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسينبالطريقة التي إنتشرت عبر الفضائيات يومها، ولكم تردد العالم في حقيقة أن النظام قد ذهب إلى غير رجعة، وكانت الصور تتراءى من بغداد وأن شوارعها قد إحتفت بالمارينز، وأن الصحاف قد اختفى ولحقه ناجي صبري ووزير الدفاع هاربًا، والقيادة في مكان ما، الا ان الشك ظل مستمرًا، وحده ابو تحسين حسم الموقف وخرج في فعل لا يمكن التشكيك فيه، ففي عراق صدام حسين يعدم الشخص لكونه شاهدًا في المنام أن صدامًا قد مات فكيف بمن خرج يضرب صدام بالنعال وسط الشوارع.

إيلاف حاورت ابو تحسين الرجل الذي صار من مشاهير العراق في لقطة تلفزيونية لم تتجاوز الدقيقة الواحدة غيرت شريط الانباء الذي كان يركز على صورة واحدة لا غير هي مشاهد الفرهود والنهب الذي طال مؤسسات الدولة، على الرغم من ان أبا تحسين ساهم في ذلك لكنه اكتفى بأخذ صورة صدام حسين ليجلده بنعاله الذي غطى على الأحداث وصار هو الحدث، وصارت حتى للنعال حظوظ بعد سقوط الدكتاتورية.

ولمحبة ابو تحسين في نفوس عدد من العراقيين ولصعوبة الوصول اليه ساهم في هذا اللقاء عدد من الزملاء نوجه لهم التحية وهم الكاتب وجيه عباس الذي التقط بعدسته صورة حديثة لأبي تحسين يوم امس، وكذلك الزميل الصحافي كمال بدران. هنا اللقاء مع ابي تحسين الذي ظل بعيدًا عن الاعلام العربي منذ عام 2003 الا ما ندر:

*حدثني عن ذكرياتك ايام الحرب منذ أن أعلن الرئيس بوش بدء العمليات؟

- كنا ننتظر اعلان الحرب ساعة بساعة ولحظة بلحظة، حتى اننا عرفنا الاذاعات من خلال مذيعيها لعدم وجود الفضائيات حينذاك والتي كانت ممنوعة، واكثر الاحيان كنا نتابع اخبار البي بي سي ولا نلتفت مطلقًا الى ما يشيعه اعلام النظام البائد من اكاذيب، كنا بانتظار لحظة الحسم وقد اتفقنا كعراقيين على ان نترك الدكتاتور لوحده في ساحة المواجهة على اننا رفضنا في الوقت ذاته ان نكون عونًا للقوات الاميركية.

*قبل ان تخرج من بيتك صباح يوم 9/نيسان ما الذي دار في ذهنك؟.

- متابعة ما يحدث والبحث عن الذين تعهدوا بصد العدوان كما يقولون، رأيناهم هباء منثورًا اقصد من كانوا يلبسون البدلة الزيتونية ويذيقون الناس مر الهوان وهم ازلام صدام.

*مالخبر الذي سمعته ودفعك للخروج؟.

- احتلال مطار بغداد الدولي بالقرب من العاصمة

*من اين جلبت صورة صدام حسين؟.

- كانت معلقة امام اللجنة الاولمبية وكانت الصور كثيرة وقد اخترت هذه الصورة بطولها وعرضها لانها مناسبة للحدث وتتحمل الضرب بالنعال.

*بودي ان تتذكر نعالك جيدًا متى اشترتيه ومن اين وكيف كنت تتعامل معه بعد ان اصبح مشهورًا؟

- اشتريته قبل سقوط صدام حسين بأشهر وكان سوري الصنع ومن النوع الجيد وهو الان معزز مكرم لدي في اي مناسبة او لقاء صحافي او تلفزيوني.

*كيف علمت انك اصبحت مشهورًا وانك الشخص الذي اعلن سقوط صدام حسين واين شاهدت نفسك اول مرة على التلفزيون؟.

- بعد الحدث بنصف ساعة اي عندما وصلت لاصدقائي ممن اشتروا اجهزة ستلايت ونصبوها بعيدًا عن اعين السلطات وكانت الصور تبث على كل القنوات.

*علمنا ان نعالك تقدم عدد لشرائه الى كم وصل المبلغ ومن الذي عرض عليك واين هو النعال الان وماذا تقرر له في المستقبل؟.

- طلب عديدون شراءه ومن بينهم عائلة كويتية دفعت مقابله مئتين وخمسين الف دولار، لكني فضلت الاحتفاظ به لانه ملك للشعب العراقي وافكر في وضعه في متحف مدينة حلبجة الشهيدة التي ضربها صدام حسين بالاسلحة الكيماوية وقتل منها خلال دقائق خمسة الاف شخص.

*هل تعتقد انك سوف تستخدم النعال مرة اخرى وبوجه من ولماذا؟.

- سأستخدمه بوجه كل من لا يحترم الشعب والدستور والقانون بشكل عام وكذلك المفسدين ومن امتهنوا الفساد الاداري والمالي.

*كنت ايضا تحمل وردة في يدك الى من كنت تريد تقديمها؟.

- الوردة كانت ملتصقة بالصورة وبشكل محكم لكنني استطعت انتزاعها لاحقا لان مكانها لا يليق بها.

*حدثنا عن حياتك المادية والمعاشية سابقا؟.

- كنت كاسبا ولا مسكن لدي، ومعيلا لتسعة اخوة خمسة منهم من الاناث، كانت حياة عادية جدا، اقرب الى البؤس كحياة كل العراقيين.

*كيف تعيش الان وهل يوجد اهتمام حكومي بموقفك؟.

- اعيش خارج بغداد، في ضيافة القيادة الكردية المناضلة، واعمل كمدير للعلاقات في فضائية عراقية، ولا تسألني عن الاهتمام الحكومي.

*هل كنت منتميًا الى حزب سياسي سابقاً وكيف كنت تقيم الاوضاع في العراق؟

- نعم، كنت منتميًا الى الحزب الشيوعي العراقي والذي تربيت على أخلاقياته وادبياته، ومن خلال خطاباته كنت اقيّم اوضاع العراقيين بأنهم في جهنم وتلك كانت حقيقة.

*كيف ترد على من يعارض عملية اسقاط نظام صدام حسين سواء من العراق او من الدول العربية؟.

- ليس هناك من يعارض اسقاط نظام صدام باستثناء الرئيس الليبي معمر القذافي.

*هل تحدثت مع الاميركيين بعد الحادثة الشهيرة وماذا دار بينكم؟

- إلتقتني العديد من وسائل الاعلام الاميركية لكنها كانت لقاءات صحافية وحسب.

*بمن إلتقيت من السياسيين العراقين الحاليين بعد 9 نيسان وما الذي دار من حديث؟.

- الحديث في هذا الموضوع مرير وعدني الناطق باسم الحكومة وعدة مرات بأن يرتب لي لقاء مع رئيس الحكومة للالتفات الى وضعي، لكنه تنصل عن وعوده، اما مستشار الامن القومي موفق الربيعي فكان يعطيني مواعيد خارج المنطقة الخضراء والتي كانت وما زالت الاشد خطورة، كان يعرضني بمواعيده الى الخطر ثم يتنصل عن مواعيده، كأنه كان يريد قتلي.

*بعضهم يحاولون شراء نعال للحاضر او للزمن او للمستقبل الا تعتقد بان هذا الامر وارد ومنطقي؟

- لقد خولت العراقيين باستخدام الفردة الثانية من النعال متى شاءوا.

*هل كنت تتمنى ان تصفع صدام فعلاً بنعالك؟

- في قوته نعم، اما اثناء سجنه فكلا، لأنه اصبح ضعيفا وهذا يتناقض مع موقفي، وصدام قبيل سقوطه كان محتفظًا بجزء من قوته.

*وردت صورة لاشخاص اخرين منهم من بال على صورة صدام ومنهم من حمل فأس وهشم احد التماثيل كيف تنظر اليهم، وهل كنت الاكثر حظًا بينهم لتشتهر في كل انحاء العالم؟.

- كل العراقيين كان لهم موقفهم يوم سقوط الصنم وهناك العديد من الصور، لكن المشهد يومذاك كان لي بالكامل، لقد كنت في كامل عنفواني وصدقني عندها اوصلت للعالم حقيقة ما كان يجري في العراق.

*هل تعتقد ان العراقيين جميعهم ابو تحسين لكن النظام قد شوههم بحروبة وثقافته؟.

- نعم... والعراقيون شعب شجاع وكريم وصاحب موقف، علىالرغم منتسلط الدكتاتورية والدليل على ذلك اعداد الشهداء التي قدمها.

*كيف تنظر الى ما جرى بعد سقوط النظام؟

- ارى بناء كيان دولة صحيح على اسس الحرية والديمقراطية والدستور وغير ذلك، وانشاء الله نقضي على المتبقين من ازلام النظام البائد ونؤسس لدولتنا القوية، كما تعرفون ان الصخرة الكبيرة التي ازيحت في التاسع من نيسان كانت تحتها كوارث لم نكن ندرك اكثرها، لكننا الان نعالجها واحدة بواحدة.