العاصمة الإقتصادية لجنوب دارفور
نيالا ذات الثروة الطبيعية والفقر المدقع
مروة كريدية من نيالا ( جنوب دارفور): أول ما يُقابل المرء في مطار مدينة نيالا المروحيات التابعة للأمم المتحدة وطائرات الإغاثة المنتشرة على أرض المطار، ولدى دخولك المدينة يلفحك هواؤها الساخن المليء بالغبار ويقابلك جنوبًا وادٍ منبسط أحمر التربة تتخلله أشجار كبيرة التربة فيه حمراء والحرارة مرتفعة والهواء ساخن مغبر.سوق البصل في نيالا
وتُعَدّ مدينة نيالا العاصمة الاقتصادية لولاية جنوب دارفور، وهي واحدة من ولايات السودان، وإحدى ثلاث ولايات تشكل معًا إقليم دارفور في غرب السودان. مساحتها 127,300 كم مربع ويقدر عدد سكانها( 2,700,000 ) .
نيالا تُشكل نقطة التقاء محوري، ومركزًا تجاريًّا مميزًا، حيث تحتل نقطة ربط للطرق التي تمر من شرق السودان إلى غربه ومن جنوب دارفور إلى شمالها وتنتهي عندها سكك حديد السودان غربًا، وتمارس تجارة الحدود مع جيرانها عبر بوابات الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى.
أحد المحال |
يمتهن معظم سكان الولاية الرعي والزراعة والتجارة ، وتحتوي نيالا بعض المؤسسات التربوية وهي أشباه مدارس تفتقر بطبيعة الحال الى أبسط مستلزمات العملية التربوية ، وفيها ما يسمى بالجامعة: نيالا وزالنجي وتغيب عنها أبسط المقومات الأساسية، أما نسبة الأمية بين السكان فتتراوح بين 20- 45% .
وصرح بعض مسؤولي الاقليم خلال لـ quot;إيلافquot; بأن منطقة دارفور غنية بالمواد الخام كالبترول، ويعتقد أن هنالك احتياطي نفط يبلغ 7 مليارات برميل، علاوة على وجود اليورانيوم وكثرة الثروة الحيوانية حيث تقدر بـ 70 مليون رأس ماشية ، لذلك فهي قد تشكل أطماعًا لأطراف (غربية) تسعى لاستغلال الموقف والصراع الدائر بين القبائل.
أحد مطاعم المدينة |
أما دخل الفرد فلا يتجاوز جنيهات معدودة سنويًّا! وهو أقل بكثير من تقديرات منظمة الأمم المتحدة حيث يشكل القرويون والريفيون الفقراء ما نسبته 93% من السكان، وأما من يعيش تحت خط الفقر حسب تقديرات المنظمة هم الحاصلون على ما نسبته 7% من إجمالي الدخل. لذلك، فإن منظمة الامم المتحدة ابتدعت لهم مصطلح (VPP) أي الفقراء جدًا.
( عزيزة إمرأة عصرية في سوق مريّن)...
عزيزة تيجاني.. إمرأة من نيالا |
عزيزة تبلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا، وهي مطلقة من زوجها الذي تزوجها بمهرٍ قدره 25 بقرة وهو عرف زغاوي، وأنجبت منه ثلاثة أطفال آخرهم توأمين (ياسين وياسمين) حيث تقوم بإرضاعهما أثناء عملها ثم تعيدهما الى والدتها لرعايتهما، وقد انفصلت عن زوجها لأنه سكيِّر وعاطل عن العمل على حدّ قولها، وعن وضع المرأة تحدثنا قائلة: quot;المرأة في دارفور مرهقة جدًّا، والرجال عاطلون عن العمل ففرص الانتاج ضعيفة والمردود المادي قليل كما أن الحكومة لا تساعد في توفير فرص العملquot; .
واشتكت عزيزة من quot;قلة الشغلquot; هذه الايام، حيث أن صافي ارباحها من الدكان يبلغ 10 جنيهات يوميًَا (ما يعادل خمسة دولارات)، بعد ان كان في السابق يتجاوز 40 جنيهًا ، واشتكت من ارتفاع الضرائب، ودون سؤالها عن التفاصيل سردت لنا مصروفاتها : فهي تدفع 28 جنيهًا لقاء رخصتها التجارية، و17 جنيهًا للبطاقة الصحية، و 17 جنيهًا لرخصة من وزارة الصحة ، و 6 جنيهات رسوم النفايات ....
عزيزة سيدة طموحة وأمّ نشيطة وتعتبر نفسها سيدة عصرية مقارنة بنساء دارفور، وهي تطمح أن تتخلى عن بيتها القش وأن تبني بيتًا من الطوب أرضيًّا، كما تسعى لأن تُعلّم أطفالها وتؤمن لهم مستقبلهم، وهي تفتخر بأنها متعلمة واتمت صف السادس الابتدائي ، كما أنها أجرت كافة تطعيمات أطفالها في المستشفى وتعتبر نفسها حريصة على صحة أبنائها وسلامتهم ووقايتهم من الأمراض .
لا توجد إحصاءات دقيقة أو جديدة عن عدد السكان ، وقد جهدت للحصول من المسؤول على أرقام محددة ،غير أني لاحظت أن كثيرًا من السكان في دارفورقد لا يعمدون الى تسجيل أبنائهم في الدوائر الرسمية مما يجعل مهمة الاحصاء السكاني أمرًا غير موضوعي والارقام الواردة اعلاه تعود لتقديرات عام 2000
الزميلة مروة كريدية تتحدث إلى النسوة في السوق |
محل لبيع اللحوم |
التعليقات