فتحي الشيخ من القاهرة: أصبح سوق المستعمل في مصر منافسا قويا للجديد خاصة ان اسعاره تقل عن الجديد بنسبة تصل الى 50% ببعض السلع وهذا يمثل عامل جذب للكثيرين في ظل ان نسبة كبيرة من المصريين من محدودي الدخل. وقفد زارت ايلاف اسواق المستعمل في القاهرة ليتعرف القاريء على الحركة داخل هذه الاسواق.

وكالة البلح هي اقدم واكبر اسواق المستعمل وسميت السوق ( بوكالة البلح ). لأنها بدأت تتاجر في ( البلح ) من خلال المراكب الصغيرة التى كانت تصل عبر نهر النيل من الصعيد جنوب مصر وخصوصا من أسوان، و شهدت السوق تطورا لافتا بعد الحرب العالمية الثانية؛ ( فقد كانت مقرا لتجار الخردة ) الذين توسعوا وعرف نشاطهم ازدهارا بعد الحرب العالمية ( بسبب شرائهم مخلفات الجيش الإنجليزي وبيعه لتجار المعادن). وما زال التجار حتى الآن يقومون بشراء المخلفات المعدنية للمصانع وفرزها إلى حديد ونحاس وألمنيوم. واصبح مجاورا لها في نفس المنطقة من بولاق ابو العلا تجارة الملابس المستعملة والتى يطلق عليها تجارة البالة والتى تقدر ب 10% من حجم تجارة الملابس فى مصر.

اما علي اغا البائع باحد محلات ملابس( البالة) المستعملة فيقول لايلاف: زبائني ليسوا الفقراء فقط، بل ياتي اشخاص تدل ملابسهم ولغتهم انهم متعلمين ولكن لان اغلب ملابس البالة تكون مستوردة استعمال الخارج ياتي لها مشتريه من يريد ان يشتري ملابس محترمة وفي نفس الوقت باسعارة منخفضة لذلك يلجاء الين هولاءا، يتدخل في الحديث احد المشترين مصطفي زغلول قائلا الملابس هنا تكون حالتها مش باطلة ولا تحتاج الا الغسيل فقط وموديلاتها افضل من الجديد المعروض في المحلات ومناسب للظروف المادية للكثير من الناس.

وهناك اسواق اخرى موسمية ترتبط بايام معينة واشهرها سوق الجمعة بمنطقة الامام ويتم في هذه السوق بيع كل شيء من الابرة للصاروخ من ادوات منزلية وادوات كهربية بكافة اشكالها وابواب وشبابيك ولعب اطفال مستعملة و ادوات منزلية كل شيء تجده في هذا السوق حتى التحف القديمة والعملات القديمة ربما يكون سوق الامام هو اكبر الاسواق في مصر التى تبيع كافة الاصناف المستعملة في مكان واحد عبد الحليم صابر 36 عام اتيت الى السوق لاشتري شباك مستعمل لانه سيوفر لي من هنا اكثر من مائة جنية الاسبواع الماضي اشتريت باب ب 25 جنية من هنا في حين ان سعر الجديد 175 جنية لهذا احضر الى هذا السوق كثير لان السوق به كل شيء حتي الاجهزة الكهربائية، ليس غريب ان تجد احد السياح في سوق الامام حيث يتجه له بعض السياح للعثور علي بعض الانتيكات التي تكون معروضة للبيع او بعض الخليجيين لانه يباع بالسوق ايضا الطيور النادرة من المستخدمة في الصيد مثل الصقور والزراحف من ثعابين وسلاحف يمتد هذا السوق علي خط سكة حديد لقطار خاص بالمحاجر تحسبه غير مستعمل من قلة مرات مروره، على امتداد هذه القضبان تجد كافة البضائع المستعملة ومن فوق السوق كوبري بامتداده يصل احد الطرق السريعة،.. بجلباب باهت جلس على الارض رجل كبير رمادي الشعر تعلن التجاعيد علي وجهه انه لن يقل عن الستين باي حال امام ورقة جرنال صفراء رصت عليها ملاعق وشوك و ادوات مائدة من اطباق وخلافه،يظهر جليا ان بضاعته مستعملة، ومع هذا تقف امامه سيدة ترتدي خمار لتساله عن سعر بضاعته لتبدا بعد هذا المرحلة الثانية في الشراء وهي الفصال والتى ينتصر دوما فيها البائع مهم ظن المشتري انه المنتصر، اغلب البضاعة المعروضة في السوق يتم جمعها بواسطة بائعي( الروبابكية) الذين يشتروا الاشياء القديمة من المنازل ليتم فرزها وبيعها بعد ذلك من جديد سواء بواسطة التجار انفسهم او وسطاء.

هناك ايضا اسواق متخصصة في سلعة واحدة مثل مثل شارع عبد العزيز الذي اصبح الاشهر في مصر في تجارة اجهزة المحمول سواء الجديدة او المستعملة وكانت الاحصائيات قد اكدت ان حجم تجارة المستعمل في اجهزة الموبيل تصل الي 30 % امام المحلات علي طاولات يقف شباب لم يتعدي العشرين في الغالب يعرض اجهزة المحمول المستعملة يبيع ويشتري شارع لا تتوقف فيه الحركة من العاشرة صباحا يوميا وحتي الثانية صباحا في اليوم التالي اشكال من مختلفة من الناس تاتي الى هذا الشارع الذي اكتسب شهرة بطول مصر وعرضها محمد سلامة يقول جئت هنا لشراء موبيل موديل حديث ولكن بسعر رخيص هنا سوق وسوف اجد اكثر من عدة استطيع المقارنة بينهم كما اني اعرف بعض البائعين هنا من كثرة ترددي على الشارع مع اصدقائي الذين يفضلوا المستعمل على الجديد لرخص ثمنه بالنسبة للجديد.

أما تجارة اجهزة الكومبيوتر المستعمل فتشكل نصف تجارة المستعمل بمصر حيث هناك شركات خاصة تقوم باستيرادها من اميركا واوربا التى تتخلص منها بالبيع لارتفاع تكلفة التخلص منهاعلي ارضها وتصل عدد الاجهزة المستعملة التي تباع في مصر الي 500 الف جهاز كومبيوتر وهو ما يفسره المهندس محمود احمد قائلا جهاز الكومبيوتر المستعمل يصل سعره في المتوسط خمسمائة جنية بينما الجهاز الجديد يكون سعره 2500 تقريبا اي خمس اضعاف لذلك يتجه الكثيرين للاجهزة المستعملة لانها توفر مبلغ كبير لهم بالنسبة لهم ولهذا ايضا انتشرت مولات خاصة ببيع اجهزة الكومبيوتر المستعمل في اماكن كثيرة خاصة في العاصمة المصرية القاهرة.

ويبقي السبب الاهم في انتشار تجارة السلع المستعملة في مصر هو الظرف المادي الذي يجعل نسبة كبيرة من المصريين تصل الى 40 %تقع تحت خط الفقر العالمي، مما يجعل هذه الاسواق هي حل سحري بالنسبة لهم لمواجهة الحياة الصعبة.