خسرو علي أكبر من طهران: احتفاء الايرانيين بنجاح القمر الصناعي اميد، يعيد الى الأذهان فرحتهم بفوز منتخبهم لكرة القدم على نظيره الأميركي في نهائيات كأس العالم بفرنسا عام 1998، في الانجازات الوطنية الكبرى، يضع الايرانيون اختلافاتهم الداخلية جانبا، ينسونها او يؤجلونها، ويفضلون المشاركة في بهجة الانجاز، هذا ما يخلص اليه المرء في حواراته مع الايرانيين وهم يعبرون عن فرحتهم بانجازهم على صعيد التقنية الفضائية.

قبل يوم من اطلاق اميد، قال مستشار للرئيس الايراني أحمدي نجاد أن التغطية الاعلامية لانجازات حكومة احمدي نجاد مجحفة ولاتنسجم مع مستوى المشاريع والانجازات العمرانية والتكنولوجية والصناعية في جميع المجالات، وبعد اطلاق أميد، وجه احمدي نجاد رسالته من الفضاء وعبر أول رسالة ارسلها اميد من الفضاء.

واذا كانت ردود الفعل الاوربية على اطلاق القمر الصناعي الايراني أكثر استياء من مواقف غيرها من البلدان فذلك يعود حسب نسبة كبيرة من الايرانيين الى سعي هذه البلدان في احتكار تكنولوجيا الفضاء، أما القلق من امكانية استخدام صاروخ سفير -2 الذي حمل القمر الصناعي اميد ـ فهو قلق اعتبره المهندس احسان.أ من جامعة العلامة الطباطبائي قلقا مصطنعا quot;ما هو سبب قلق هذه البلدان؟ نحن من يجب ان نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة مخططاتهم التي تستهدف بلادنا، ومايثير الاستغراب ان تاريخ عدد من هذه البلدان يشير الى انها زودت نظام صدام حسين باسلحة جرثومية وكيمياوية ضدنا quot;.

هانيا اشكاني اعتبرت ان انعدام الثقة بين الغرب وبلادها هو الذي حرم ايران من استقبال رسائل تهنئة على هذا الانجاز الكبير، مع ذلك تقترح اشكاني تخصيص ميزانية ضخمة لدعم قطاع تكنولوجيا الفضاء لتحقيق مزيد من الانجازات :quot;النجاح في مجال الفضاء ذو اهمية كبيرة، يجب ان لانتوقف عند اميد، فذلك سوف يعني ان اهتمامنا بالمشروع كان لأغراض اعلامية صرف quot;.

يرى عدد من المواطنين الايرانيين الذين حاورتهم ايلاف أن هذا الانجاز سوف يضاعف من ثقة الخبراء والمتخصصين الايرانيين للعمل في مجال الفضاء في داخل البلاد، يشير سيروس صراحت الى الدور الكبير للخبراء الايرانيين في وكالة الفضاء الأميركية ناسا :quot; انه لبديهي ان ينجح الخبراء الايرانيون في هذه التجربة الكبيرة، فقد أثبت العلماء الايرانيون جدارتهم في مختبرات التحضير للاطلاق rlm;الصاروخي للمركبات الفضائية، في الولايات المتحدة.اذا خصصت الحكومة الايرانية الدعم اللازم لذا المجال فان عددا كبيرا من العلماء الايرانيين الذين يعملون في ارقى المؤسسات الفضائية في العالم سوف يفضلون توظيف تجاربهم وخبراتهم لصالح بلادهم.

وحسب احصائية نشرتها صحيفة Space الأميركية فان حوالي 43 في المائة من الخبراء والباحثين في وكالة ناسا للملاحة الفضائية والفضاء هم من الايرانيين، ويساهم عدد منهم في القاء محاضرات في الجامعات الايرانية.

وفيما اعتبر الايرانيون بكافة تياراتهم وتشكيلاتهم السياسية ان اميد يعد نصرا لبلادهم التي تعاني من حصار اميركي اوربي في المجال التكنواوجي ومجالات صناعية اخرى، أعلن موالون للتيار الاصلاحي أن هذا المشروع هو ثمرة تخطيط وبرمجة تمت في عهدي الرئيسين الايرانيين السابقين علي أكبر رفسنجاني ومحمد خاتمي، وهو الأمر الذي ترفضه الصحف المقربة من حكومة احمدي نجاد والتي أكدت أن كلمة نجاد في الذكرى الثلاثين لانتصار الثورة الايرانية جاءت عبر تدشين مئات المشاريع الاقتصادية والصناعية في ارجاء البلاد وفي مقدمها اطلاق أميد الذي ضاعف دون شك في ارتفاع شعبية احمدي نجاد حسب متابعين للشأن الايراني.